أجواء التوتر والاحتقان تخيم على مدن الضفة المحتلة

4 عمليات فلسطينية ردا على عدوان الاحتلال

جنود من الاحتلال الإسرائيلي يحيطون بمكان تنفيذ شاب فلسطيني لعملية قتل فيها جندي وأصيب 6 مستوطنين-(وكالات)
جنود من الاحتلال الإسرائيلي يحيطون بمكان تنفيذ شاب فلسطيني لعملية قتل فيها جندي وأصيب 6 مستوطنين-(وكالات)

بالتزامن مع تصعيد الاحتلال عدوانه بحق الشعب الفلسطيني، شهدت ساحات الضفة الغربية المحتلة ارتفاعا في وتيرة العمليات الفلسطينية، فقد نفذ فلسطينيون 4 عمليات خلال أقل من 24 ساعة، آخرها الرابعة ونفذت أمس وأدت إلى استشهاد منفذها ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 6 مستوطنين آخرين بالقرب من رام الله.

اضافة اعلان


وتزيد سياسة إغلاق المدن والبلدات الفلسطينية التي يلجأ إليها الاحتلال عقب كل تصعيد من أجواء التوتر والاحتقان الشديدين في الضفة الغربية المحتلة، في ظل إعلان حالة الاستنفار والتأهب الأمني على خلفية عملية الدهس.


الى ذلك سيجد الكثير من الطلبة أنفسهم خارج مقاعد الدراسة للعام الدراسي الحالي، عند تنفيذ القرار الإسرائيلي بهدم عشرات المدارس في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.


ولا يجد عشرات الطلبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، مكانا لهم حتى الآن عبر مقاعد الدراسة بعدما هدم الاحتلال الإسرائيلي مدارسهم، فيما يهدد الاحتلال حاليا بهدم عدد آخر منها 5 مدارس بالقدس المحتلة من إجمالي 32 مدرسة بمناطق "ج" ضمن المرحلة الأولى، بما يجعل مئات الطلبة يجلسون في منازلهم بدون تعليم، في إطار سياسته لضرب العملية التعليمية الفلسطينية.


ويشكل استهداف التعليم الفلسطيني، لا سيما في القدس المحتلة، أحد أبرز وسائل الاحتلال العنصرية لكي الوعي الفلسطيني والنيل من إرادته.


ويستهدف الاحتلال هدم 32 مدرسة في المناطق "ج" على المديين القريب والمتوسط، منها 16 مدرسة في محافظة الخليل، وست في منطقة البقاع، وخمس في محافظة القدس، واثنتان في محافظة بيت لحم، ومدرسة واحدة في محافظات رام الله وجنين ونابلس، وذلك لخدمة المشروع الاستيطاني. 


وبغرض التوسع الاستيطاني؛ أصبحت العديد من المدارس الفلسطينية أكثر عرضة للتهديد مؤخرا، بسبب قرار حكومة الاحتلال اليمينية الصادر في أيار (مايو) 2022، والذي قرر تهجير 918 من سكان مسافر يطا بالخليل ، وقبل نحو أسبوعين هدم مدرسة "عين سامية" في محافظة رام الله مما أثار ضجة دولية واسعة.


كما من شأن قرار الاحتلال أمس هدم منشآت سكنية وتعليمية في بلدة سلوان بالقدس المحتلة أن يزيد من حدة المشكلة أيضا، حينما يجد طلبة المدارس مع ذويهم مطرودين من منازلهم وأراضيهم وبدون مأوى عند تنفيذ هدم 9 منازل في حي البستان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، كمقدمة لهدم الحي المقدسي بأكمله وتهجير 1500 فلسطيني.


وتصطف مشكلة التعليم إلى جانب انتهاكات أخرى للاحتلال ومستوطنيه، كالهدم ومصادرة الأراضي والممتلكات والقتل والتنكيل والاستيطان؛ والتي أدت مؤخرا إلى ارتفاع وتيرة العمليات الفلسطينية للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومنها رابع عملية تتم في أقل من 24 ساعة في مناطق مختلفة بالضفة والتي أسفرت عن إصابة 15 مستوطنا وجنديا بجروح متفاوتة.


وفي وقت سابق أمس؛ قتل جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب 6 آخرون بجروح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، وذلك جراء عملية دهس نفذها فلسطيني كان يستقل شاحنة كبيرة وقعت عند حاجز بيت سيرا قرب رام الله، بالضفة الغربية المحتلة.


وتأتي العملية الفلسطينية الجديدة في أقل من 24 ساعة على تنفيذ عملية الطعن بمدينة القدس، والتي أدت إلى إصابة مستوطن، قبل أن يستشهد المنفذ.


وسبق ذلك، إصابة فلسطيني بجروح حرجة، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه، بزعم تنفيذه عملية دهس قرب مدينة الخليل، حيث تم اعتقاله جريحا، فيما أصيب 4 جنود إسرائيليين بجراح في انفجار عبوة ناسفة، نفذته "سرايا القدس – كتيبة نابلس"، للتصدي لاقتحام قوات الاحتلال المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، لتأمين اقتحام المستوطنين لمقام يوسف.


من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، أن عملية الدهس، غرب مدينة رام الله، ومن قبلها نابلس، تشكل ضربة جديدة ينفذها الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية ضد جنود جيش الاحتلال ومستوطنيه.


وأكد أن "هذه الضربات تحمل رسالة واضحة أنه لا أمن للمحتل طالما يحتل الأرض الفلسطينية ويعتدي على المقدسات"، مبينا أن "التصاعد في الفعل المقاوم في الضفة الغربية يؤكد أن المقاومة يزداد حضورها وتأثيرها، وأن الاحتلال سيظل عاجزا عن إيقافها بالرغم من كل جرائمه".


من جانبه قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، "إن الاحتلال يدفع ثمنا باهظا لجريمة اقتحام مستوطنيه لقبر النبي يوسف بنابلس بغطاء جيشه من خلال انفجار العبوة أو عملية الدهس برام الله". 


وأضاف أبو ظريفة، "سيدفع الاحتلال ثمنا أكبر كلما أمعن في إجرامه بحق الشعب الفلسطيني، وأرضه ومقدساته، ولن يفلح في خفض عمليات المقاومة أو وأدها فهي خيار شعبي لمواجهة إرهاب جيش الاحتلال ومستوطنيه وسياسة الضم والاستيطان". 


وبالمثل؛ أكدت لجان المقاومة الفلسطينية أن العملية رد طبيعي، "وفعلي وواجب على جرائم العدو بحق أبناء الشعب الفلسطيني واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك". 


وقالت إن "العمليات الفلسطينية المتصاعدة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة تأكيد على فشل وعجز العدو الصهيوني في مواجهة نضال الفلسطينيين الذين باتوا يشكلون حالة استنزاف حقيقية للعدو الصهيوني ومنظومته الأمنية والعسكرية". 

 

اقرأ المزيد : 

صحفية فلسطينية تروي لـ"الغد": الاعتداء الإسرائيلي يستهدف البشر والحجر في غزة -(فيديو)