تطرف مستفحل في تل ابيب

يواصل الاحتلال الصهيوني الضغط على الفلسطينيين والسلطة الوطنية، من خلال مداهمات عسكرية يومية يقوم بها في مدن رام الله ونابلس وجنين وطولكرم والخليل وغيرهما.

اضافة اعلان


وبالتزامن يواصل الاستعمار عمليات اعتقال وقتل وتجريف وغيرهما من ممارسات استفزازية، ضد شعب اعزل، وكل هذا يضع السلطة الفلسطينية في مواقف محرجة امام شعبها، ويرفع منسوب الضغط الشعبي عليها، ويضعها في مرمى النقد والتشكيك والترجيح والتخوين.


الواضح ان الاستعمار الإسرائيلي يسعى لتقويض السلطة الفلسطينية وبالتالي انهيارها، وبالأثر الانحلال من كل ما يتعلق باتفاقيات سلام وقعت عليها إسرائيل ولم تلتزم بها.
يعتقد نتنياهو وزمرته ان انهيار السلطة وانحلالها يجعل قوات الاحتلال في حل من أي اتفاقيات تم التوقيع عليها، ويطلق اياد جنود النازية الإسرائيلية لاغتصاب مزيد من الارض الفلسطينية والقتل والتشريد والتجريف وغيرهما من ممارسات استعمارية متواصلة منذ عام 1948 وحتى اليوم.


الأردن استشعر منذ فترات الممارسات الصهيونية وخاصة في القدس والمحاولات المتواصلة لتغيير الواقع والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولات الحكومة الاسرائيلية المتطرفة تقويض السلطة وخلق فوضى في الساحة الفلسطينية يستطيع من خلالها الاحتلال فعل ما يريد على الأرض، وعلى الدوام يؤكد الأردن الرسمي والشعبي دعمه للقضية الفلسطينية، وسلطته الوطنية، وحقه في إقامة دولته الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، والدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والدور التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، ودور الأردن وجلالة الملك في مخاطبة المجتمع الدولي لاستمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».


جلالة الملك خلال زيارته لمدينة الرصيفة في محافظة الزرقاء حرص على التأكيد على موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية، وأنه سيواصل القيام بواجبه تجاه الأهل في القدس وفلسطين لمساعدتهم وحمايتهم، والعمل على التصدي للمؤامرات التي تستهدفهم وتستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وان لا تراجع عن موقف الملك الشخصي وموقف الأردن بالنسبة للقضية الفلسطينية والوقوف مع الشعب الفلسطيني وحمايته من المؤامرات.


هذا موقف متجدد وواضح، ولكن ما يمكن قراءته في تصريحات الملك قوله «نحن واعون للتحديات، ونعمل ليلا نهارا لحماية إخواننا الفلسطينيين»، وهذا يعني ان الأردن الرسمي يستشعر ما تخطط له تل ابيب من ممارسات جديدة وما يريده نتنياهو فيما يخض الشعب الفلسطيني  والسلطة.


الجامعة العربية عليها اتخذا خطوات واضحة والتقاط ما يؤشر اليه الاردن بشان القضية الفلسطينية، والاخذ بعين الاعتبار الضغوطات المتواصلة التي تمارس على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، من قبل الاستعمار الإسرائيلي، ووضع خارطة طريق يتم التوافق عليها لتقويض مساعي الاستعمار الإسرائيلي الرامية لتقويض السلطة وانهيارها، وهذا يتطلب رفع منسوب التنسيق الأردني والفلسطيني على كل الأصعدة ووضع الكثر من النقاط على الحروف، وشرح الموقف الداخلي بكل شفافية ووضع الحكومات العربية بصورة ما يجري وما تريده تل ابيب وما تسعى اليه، والذهاب نحو العالم المتحضر ما تقوم به إسرائيل من ممارسات يومية تجاه شعب اعزل، وموقف حكومة نتنياهو المتطرفة من الشرعية الدولية وما تقوم به يوميا من بناء مستعمرات على ارض محتلة.


بات واضحا وجليا ان الحكومة الاستعمارية الاسرائيلية المتطرفة لا تريد سلام او حوار، وتسعى لشراء وقت لتسهيل مهمة المستوطنين لبناء مستعمرات جديدة على ارض الضفة الغربية المحتلة، وهذا يتطلب موقف عربي واضح للضغط على الاستعمار الإسرائيلي، ونقل ما يجري للأمم المتحدة والضغط على المؤسسة الدولية لاستصدار قرار اممي ملزم لوقف ما يجري من قبل الاحتلال لتغيير الواقع على الأرض وفرض الحماية على الشعب الفلسطيني الأعزل، واتخاذ خطوات لتفعيل البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ القرارات الأممية بالقوة.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا