دمعة وثلاث غصات وأمل واحد في حق غزة!

الدمعة هي حرقة على الشهداء أطفال وشباب ونساء وشيوخ، دمعة على طفل فقد أهله، دمعة على أسر شطبت من سجل الأحوال المدينة وسجلت اسمها في ذاكرة الشعب، دمعة على أطفال لم يتعرف عليهم أحد، دمعة على بيوت ومستشفيات ومدارس أحرقت وهدمت، دمعة على مهجرين قصفوا، دمعة على جوعى بطونهم فارغة من أيام، دمعة على ألم مدنيين حرقتهم شظايا القصف، دمعة على حياة صعبة وانقطاع لكل خدمة، دمعة على حياة كاملة أضحت خارج الخدمة، دمعة على مرضى لم يجدوا علاجهم وأمهات حوامل لا يعلمن أين يلدن، دمعة على غزة العزة والصمود التي يخجلنا ابناؤها بما يقدمون أمام ضعفنا.

اضافة اعلان


أما الغصة الأولى فهي غصة غضب الأردنيين بحق الدبلوماسية الدولية، بما تلتزم به من سكون وسكوت عن الحق، غصة ينقلها الخبر حسب روايتها وتحليلها لا المشاركة في قراءة الواقع والحقيقة، غصة في برمجة حلول واجتماعات بعد أيام وغزة تموت في الثواني والدقائق، غصة بمنع وصول الإمدادات لغزة، غصة الإغلاق وتعزيزه، غصة أدواتهم منزوعة الدسم في حماية غزة، غصة ميزانهم غير العادل في حماية الإنسانية، غصة تجمع دولي لصالح محتل ومغتصب لأرض فلسطين، غصة بحق دول وحكومات تدعي العدل والديمقراطية والحرية والمساواة ما دامت بعيدة عن فلسطين ولا تمس المحتل، غصة خيانة دولية لعهود واتفاقيات ما دامت تتوافق ومصالح مغتصب لأرض فلسطين، غصة لتبعية ودبلوماسية غير صادقة لا تتجاوز كونها مماطلة دولية لاتاحة دمار كامل بحق غزة.


والغصة الثانية هي غصة عربية بقلة الحيلة والقدرة الا على الدعاء، غصة الشعوب العربية بعدم المشاركة بحماية فلسطين الا بالشعارات غالبا، غصة بحق فقدان محتوى إعلامي عربي موحد يبرز جرائم الحكومة الإسرائيلية، غصة تشتت جهود وبعثرة مواقف وتشكيك مستمر بحق أبناء غزة في تحرير أرضهم وحماية انفسهم وبيوتهم، غصة تحول الجهود العربية من المطالبة بالحق بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس إلى جهود المطالبة والبحث عن إدخال قافلة إمدادات، غصة قبول العرب لقوة القانون في مساعيها مقابل دور قانون القوة في الرد من الحكومة الإسرائيلية، غصة الاجتماع واللقاء والتفكير والتحرك الجاد وقت القتل والدمار وفقدان أرواح المدنيين حتى تعودنا تكراره، غصة نكبة جديدة ونزوح كبير وتراجع القوة للسياسة والحضور العربي.


والغصة الثالثة غصة تنازع فلسطيني داخلي من يحمل ملف التحرير والدولة والقدس! غصة تصريحات وتراجع في أقوال الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، غصة هدوء في الداخل اتجاه أطفال غزة، غصة خطوات تصعيدية من طرف يرى نفسه المحرر وما كان لذلك من نتائج غير محسوبة بحق أبناء غزة المدنيين، غصة صعوبة توافق للوصول لحكومة فلسطينية وطنية موحدة.


واما الأمل فهو وقوف رسمي حكومي وشعبي أردني وطني واضح جلي في دعم فلسطين وضد الحرب على أطفال غزة، أمل جهود وجولات وخطابات وتحركات ومساعي جلالة الملك الدولية التي لا تتغيير ولا تتوقف وتستمر وترتفع كل يوم بالصوت والغضب والعزيمة والاصرار والفعل لنصرة فلسطين وشعب فلسطين الأبي، أمل ووعي أردني شعبي بدوره اتجاه فلسطين الكاملة وعاصمتها القدس صمودا ودعما، أمل بالله ونصره القريب للحبيبة فلسطين.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا