كل مر سيمر

يوميا يرتفع يقيني أن قادة هذا الغرب الأعور لديهم خلل في قراءة التاريخ، ومعرفة الجغرافيا، فهذا الغرب اشبعنا عبر سنوات كلاما ومحاضرات حول المدنية والعلمانية والدفاع عن حقوق الانسان وحق التعبير، ورفض العنصرية، وإدانة قتل الأطفال، والابادة الجماعية، والتطهير العرقي، حتى رأيناه مؤخرا يسارع لإنزال أشد العقوبات على الدولة الروسية بشان أوكرانيا.

اضافة اعلان


فجأة وجدنا أولئك يكشفون وجههم الحقيقي ويلقون كل ما اشبعونا به سابقا في سلة المهملات ويسارعون لمساندة وتأييد كيان ديني متطرف ارهابي، ويرددون ما يقوله الكيان الاستعماري الإسرائيلي حول حقه الديني في الارض المحتلة، ويغضون النظر عن قتل أطفال وابادة جماعية بحق سكان غزة، وتطهير عرقي يمارس منذ  40 يوما، وليس هذا فحسب وانما يلاحقون كل من يتعاطف مع أطفال غزة وينكلون بهم.


هذا الغرب الأعور لا يعرف بلدتي القبيبة الفلسطينية المحتلة في 28 تشرين الثاني من عام 1948 والتي تقع جنوب غرب مدينة الخليل، لا يعرف ان تلك البلدة الصغيرة فيها آثار كنعانية وفق دراسات المعهد البريطاني اقدم بكثير من كل ترهات الصهاينة وأكاذيبهم حول حقوقهم الدينية، ويغض النظر عن تواجد شعوب كنعانية وفلسطينية وعربية عمرت البلاد وسكنتها قبل ان يخلق النبي داوود وسليمان بالألف السنين، ويردد مقولات صهيونية لا سند تاريخي لها.


لا اريد شخصيا الدخول في ادعاءات دينية يستحضرها الصهاينة ويكررها الغرب الاعور، فأنا اؤمن ان هذا الاستعمار الصهيوني بدأ في العام 1948 عندما جرى احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية الارهابية بمساعدة بريطانيا الاستعمارية، واؤمن يقينا ان لي ولأولادي ولذريتي من بعدي حقا في فلسطين التاريخية لن يستطيع الغرب الاعور ولا الكيان الاستعماري اقناعي بخلاف ذلك، وأؤمن ان القبيبة ستعود عاجلا أو آجلا، فالحقوق لا تضيع بالتقادم والشعوب لا تنسى، ومأساة الهنود الحمر لن تتكرر.


يوميا يرتفع يقيني ان الاستعمار الصهيوني زائل، وان هذا الغرب انما يعبر قادته عن رؤى الاستعمار الإسرائيلي بخلاف ما تراه شعوب تلك الدول التي لم تعد تنطلي عليها اكاذيب المحتل ودموع التماسيح التي يذرفها، فتلك الشعوب باتت ترى ان المقاومة حق، والدفاع عن الارض واجب، ومهاجمة المستعمر والمحتل بطولة ونضال، والتحرر الوطني هدف لا يستطيع احد انتزاعه، ولهذا نرى الشعوب الغربية يوميا تملأ ساحات لندن وباريس ونيويورك وبرشلونة ومدريد وبرلين وغيرها من عواصم العالم بالملايين رفضا لانحياز حكوماتهم.


نازية الصهيونية واكاذيبهم حول معاداة السامية باتت واضحة لدى الشعوب الحية التي تعرف ان كل تلك أكاذيب وشماعة اخترعتها الصهيونية لاستنهاض عطف العالم، فتلك أسطوانة مشروخة لا تمر على احد، فالفلسطينيين ساميين والعرب ساميين فهل يعقل ان يعادي الشخص نفسه، وهل يعرف قادة الغرب الاعور ذلك ام تراهم لا يريدون ان يفهموا، ولا يسعون ليعرفوا.


وبخصوص محرقة مختلف على حقيقتها صدعوا بها آذاننا، فإن ما يجري في غزة يوميا على يد احفاد من حرقوا يفوق تلك المحرقة المزعومة مئات المرات، ففي غزة كل يوم محرقة، وفي الضفة الغربية يوميا عنصرية وكراهية فاقت كراهية هتلر لليهود، فأين قادة الغرب الأعور من تلك المحارق ام انهم لا يرون؟!.


يضحكني الاستعمار الصهيوني والغرب الأعور، وبعض الاعراب المستسلمين عندما يعتقدون ان المقاومة تنتهي بزوال حماس والجهاد الإسلامي، وان استهداف غزة بكل هذا الدمار واستباحة الضفة الغربية بهذه الوحشية من شأنها كسر شوكة المقاومة او اجتثاثها، فالمقاومة ايها الحالمون فكرة، والفكرة لا تموت وانما تحيا مع الانسان وتنتقل من جيل لجيل، أيعقل أيها المستسلمون ان يسكت الانسان عن استعمار بلاده وسرقتها، وان سكت البعض ففي فلسطين شعب لا يسكت وانما يعود ليقاوم.


يقينا لا شك فيه ان كل مر سيمر، وان كل حرب ستنتهي، ولكن المقاومة لن تنتهي وان سويت المباني بالأرض، فلطالما استمر الكيان الصهيوني متواجدا في فلسطين ستبقى المقاومة قائمة لا تموت.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا