مرضى واشنطن يريدون شراء الوقت

بُعيد أربعة وسبعين يومًا على الإبادة المُمنهجة والمجازر الجماعية، التي ارتكبتها آلة البطش الصهيونية، ضد المدنيين في قطاع غزة، وما تزال، يخرج علينا مسؤولون في البيت «الأسود»، بتصريحات وتلميحات، حول أن «الحرب على غزة ستدخل مرحلة جديدة، تُركز على استهداف قيادات حركة حماس».

اضافة اعلان


يبدو أن المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدين، إما أنهم يتخبطون، أو أنهم مرضى نفسيون، وإما أنهم يكذبون أو يراوغون، فكل الاحتمالات واردة جدًا، وكل المُسميات صحيحة مائة بالمائة.. فليس من المعقول في شيء، ما يُصرح به ساكن البيت «الأسود»، إذ تراه على شاشات الفضائيات، والبيانات الصحفية، المُطولة منها والموجزة، ينتقد الاحتلال الإسرائيلي علنًا، بأكثر من ملف، «أبرزها القتل الجماعي والأعمى للمدنيين في غزة».


وفي الوقت ذاته، يحرص بايدين، ومن وراء الكواليس، على إيصال كل سُبل التدمير والعدوان للكيان الغاصب، إلى درجة وصلت أنه قام بتخصص فريق من الخُبراء (النمر)، مهمته «تسهيل وصول آلات التدمير بالسرعة القصوى» إلى الاحتلال الإسرائيلي، لكي يستخدمها بلا رحمة أو هوادة، ضد أطفال ونساء، وعزل مدنيين.


منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي، أي منذ لحظة عملية «طوفان الأقصى»، والمسؤولون الأميركيون، يرددون أسطوانات «مشروخة»، يُراد فيها باطل، جميعها يتمحور حول أن العدوان العسكري الغاشم على قطاع غزة، هو لتصفية أو القضاء على قيادات حركة المُقاومة الفلسطينية بشكل عام، وبالأخص «حماس».


ذلك يعني أن أركان الإدارة الأميركية، يقرون بأفواههم وأفعالهم بأن المُدة الماضية، بما تضمنته من قنابل مُحرمة، أكانت من الطائرات الحربية أم من المدفعيات على اختلاف أنواعها، خُصصت لقتلِ المدنيين العزل، وتدمير البنى التحتية والبيوت على رؤوس ساكنيها، وتهجيرٍ مُمنهج.


إنهم يكذبون ويخدعون العالم الحُر، وقبل ذلك كل ما هو إنساني وأخلاقي، فمنذ البداية كان العلوج الصهاينة، ومن بعدهم إخوان الشيطان (الأميركيون)، يُصرحون، جهارًا نهارًا، وفي كُل مُناسبة أو محفل دولي أو إقليمي، بأن الهدف من العدوان الهمجي هو القضاء على حركة حماس، بشكل خاص، والمقاومة الفلسطينية، بشكل عام.. وهذا يدل على قمة التناقض، أو الاستهزاء بعقول العرب، ومن قبله استرخاص حياتهم.


أركان الإدارة الأميركية، وكأنهم بتصريحاتهم تلك، يُريدون شراء الوقت فقط، من أجل إكمال المُخطط الشيطاني، الذي يبدو أن خيوطه حيكت منذ فترة طويلة، بهدف فرض ما يرمون إليه على الأرض، وجعله أمرًا واقعًا، وفرضه بالقوة، تمامًا كما يحصل في الضفة الغربية المُحتلة، التي شهدت وما تزال، بناء مُستوطنات غير شرعية على أكثر من بقعة فيها، إلا أن الأمر مُختلف تمامًا في غزة، التي تشهد تفريغًا لأهلها المُرابطين.


وإلا فما معنى وجود تصريحات أميركية إعلامية، حول مرحلة جديدة تستهدف قيادات حماس فقط، وبالمُقابل تعمل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بكل ما أوتيت من قوة، على تسريع نقل السلاح للكيان الصهيوني، لا بل والتغلب على أي عراقيل قد تعترض هذه الخطوة.. وكأنهم يفخرون بوحشيتهم وهمجيتهم.


تلك تصريحات حق يُراد بها باطل، لا بل إجرام وتدمير وإبادة جماعية، تهدف فقط لكسب الرأي العام العالمي، والأميركي منه على وجه التحديد، بينما في باطنها ما هو خطير جدًا على الأهل في القطاع، ومن بعدهم أبناء العروبة في كُل المنطقة.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا