ارتفاع الحرارة وقلة المياه تجهد النباتات ولا بد من التكيف

مزروعات تالفة جراء ارتفاع الحرارة وقلة المياه-(أرشيفية)
مزروعات تالفة جراء ارتفاع الحرارة وقلة المياه-(أرشيفية)

بين خبراء زراعيون أنه مع تفاقم أزمة التغير المناخي فإن موجات الحر ستصبح أمرا اعتياديا في المملكة وأنها ستزداد ضراوة مع السنوات المقبلة. وبينوا لـ" الغد" أنه يجب أخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من آثارها السلبية وذلك بوضع خطة متكاملة تهدف لتزويد المزارعين بالمياه لضمان جودة المزروعات وعدم تلفها وانعكاستها الاقتصادية.

اضافة اعلان


وقالوا إن المزارعين باستخدام التقنيات الحديثة مثل "الأغطية الحرارية، والزراعة بالهيدروبونيك، واستخدام الحاويات الذكية، وتقنية الري بالطاقة الشمسية " تمكنهم من الحفاظ على نباتاتهم ومزروعاتهم في ظل درجات حرارة عالية وظروف جوية صعبة، الأمر الذي يحسن إنتاجيتهم وجودة محاصيلهم.


الباحث والخبير في الشؤون الزراعية والتنموية الدكتور حسان العسوفي، قال إن أثر الموجات الحارة وغير المسبوق في هذا الوقت يعتبر تحديا كبيرا، ولا بد من اتباع الإرشادات والممارسات التي من شأنها تخفيف الآثار العكسية لهكذا موجات.


وأضاف أن الارتفاع الحاد في درجات الحرارة من أهم مسببات الاجهاد الفسيولوجي لمعظم النباتات سواء خضراوات كانت أو أشجار الفاكهة.


ونصح العسوفي بزيادة معدلات وكميات الري مما يزيد من المحتوى الرطوبي داخل التربة أو حول المزروعات نفسها وبالتالي يقلل من أثر الموجات الحارة والمتعاقبة، إذ إن الاحتياج المائي للمزروعات سيزداد مع زيادة معدلات التبخر.
أما بالنسبة لمربي الثروة الحيوانية فينصح بالتهوية وتوفير المياه وتقليل ساعات الرعي المباشر.


كما ينصح المزارعين بمتابعة الإرشادات الرسمية من وزارة الزراعة ومتابعة تحديث الحالة الجوية أولا بأول.


ويقول مساعد المدير العام للمركز الوطني للبحوث الزراعية لشؤون البحث الدكتور نعيم مزاهرة، إنه بشكل عام ، يمكن أن يكون لموجات الحرارة آثار سلبية كبيرة على الإنتاج الزراعي والحيواني، خاصة في المناطق الجافة مثل الأردن. 


وأضاف أن الآثار المحتملة والتدابير الوقائية التي يمكن أخذها في الاعتبار من ارتفاع درجات الحرارة  أولا التأثير على الإنتاج الزراعي: حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى الإجهاد الحراري في النباتات، ما يؤثر على نموها وتطورها. وقد تعاني بعض المحاصيل من انخفاض الغلة أو حتى الفشل في الإنتاج.


كما يمكن أن تؤدي موجات الحرارة إلى تكثيف التبخر وزيادة الطلب على المياه في المحاصيل، مما يؤدي إلى نقص المياه، حيث تعتبر ممارسات الري الملائمة وطرق الحفاظ على المياه ضرورية خلال هذه الفترات.


كذلك قد تنضج الفاكهة والخضراوات قبل الأوان في درجات الحرارة الشديدة، مما يؤثر على جودتها وقيمتها في السوق.


ويمكن أن تصبح النباتات المجهدة بالحرارة أكثر عرضة للآفات والأمراض، مما يؤدي إلى خسائر إضافية.
أما الإجراءات الوقائية للإنتاج النباتي فبين مزاهرة أنه يمكن أن يساعد تطبيق تقنيات الري الذكية، مثل الري بالتنقيط، في الحفاظ على المياه وضمان حصول المحاصيل على الرطوبة الكافية.


يمكن أن يساعد وضع نشارة عضوية حول النباتات إلى الاحتفاظ برطوبة التربة وتنظيم درجة الحرارة ومنع نمو الحشائش. كذلك يمكن أن يؤدي توفير هياكل الظل ومصدات الرياح إلى تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس الشديدة والرياح الساخنة. كما يمكن أن يؤدي اختيار أنواع المحاصيل المقاومة للحرارة المناسبة للمنطقة إلى تحسين القدرة على التكيف مع درجات الحرارة القصوى.


أما التأثير على الإنتاج الحيواني فبين مزاهرة أنه يمكن أن تعاني الماشية، مثل الأبقار والأغنام والدواجن، من الإجهاد الحراري، مما يؤدي إلى تقليل تناول العلف وانخفاض إنتاج الحليب، وانخفاض الوزن، وتحتاج الحيوانات إلى الحصول على مياه نظيفة وكافية للبقاء رطبة أثناء الطقس الحار. وتوفير الظل والتهوية يمكن أن يساعد الماشية في التغلب على درجات الحرارة المرتفعة.


وأضاف أن توفير إمدادات ثابتة من المياه العذبة والباردة أمر بالغ الأهمية لمنع الجفاف في الحيوانات. إضافة لتعديل جدول التغذية بحيث يتم إطعام الحيوانات خلال الساعات الباردة من اليوم في تحسين تناول العلف أثناء موجة الحر.


أنظمة الرش: يمكن أن يساعد تركيب أنظمة الرش أو مراوح الرش في الحظائر أو الملاجئ في تبريد الحيوانات .


من الضروري للمزارعين ومالكي المواشي في الأردن مراقبة تحديثات الطقس عن كثب واتخاذ التدابير المناسبة لحماية محاصيلهم وحيواناتهم أثناء موجة الحر. يمكن لخدمات الإرشاد الزراعي والسلطات البيطرية المحلية تقديم إرشادات محددة بناء على الظروف الحالية في المنطقة.


الباحث والخبير في الشؤون الزراعية الدكتور نمر حدادين بين أنه مع تفاقم أزمة التغير المناخي فإن موجات الحر ستصبح أمرا اعتياديا في المملكة وأنها ستزداد ضراوة. وأضاف أنه يجب أخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من آثارها السلبية ويجب وضع خطة متكاملة تهدف لتزويد المزارعين بالمياه لضمان جودة المزروعات وعدم تلفها. مبينا أنه يجب على المزارعين ومربي الثروة الحيوانية أخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من الآثار السلبية على المزروعات والماشية.


وكذلك بالنسبة لمربي النحل يجب تظليل الخلايا وزيادة التهوية ورش الماء حول الخلايا وطلاء الخلايا بالشيد الأبيض.


من جهته قال مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران إننا نراقب درجات الحرارة ضمن المعدل الطبيعي إذ نشهد بعض الأوقات تكون الحرارة أعلى من المعدل بدرجتين أو ثلاثة ، لذلك لا بد من زيادة ساعات الري حسب الكمية المتاحة للمزارعين من مياه الري.


وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى سرعة النضوج وبالتالي زيادة العرض وقلت الطلب الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الأسعار كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إجهاض المزروعات. 


أما بالنسبة للثروة الحيوانية دعا العوران مزارع الدواجن إلى أخذ الحيطة والحذر وتأمين كميات من المياه وأن تكون ساعات العلف هي ساعات المساء، أما بالنسبة الى مربي المواشي بشكل عام الانتباه الى صغار المواليد.


وبين أن هناك العديد من التقنيات الحديثة التي يمكن استخدامها لحماية المزروعات والنباتات من التأثيرات السلبية للطقس الحار على المزارع، مثل استخدام الأغطية الحرارية للحماية من الحرارة الزائدة والعوامل الجوية السلبية، حيث تعمل هذه الأغطية على تخفيض درجة حرارة الهواء المحيط بالنباتات وتحافظ على رطوبة التربة.


كذلك الزراعة بالهيدروبونيك، وهي تقنية زراعة تعتمد على تغذية النباتات بالماء والعناصر الغذائية بدلا من التربة، ويمكن استخدامها في الأماكن التي تشهد درجات حرارة عالية وتربة جافة واستخدام "الحاويات الذكية" وهي وسيلة فعالة للسيطرة على درجة حرارة الهواء ورطوبة التربة، حيث تستخدم مستشعرات الحرارة والرطوبة للتحكم في ظروف النمو.


ونصح العوران باستخدام الري بالطاقة الشمسية إذ تعتبر تقنية الري بالطاقة الشمسية وسيلة فعالة ومستدامة للحفاظ على رطوبة التربة في ظل درجات حرارة عالية، حيث يتم استخدام الألواح الشمسية لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل مضخات المياه.


الباحث في الفسيولوجيا البيئية للنبات في مديرية بحوث المحاصيل في المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور عبدالله الدحادحة قال إن تغيرات فسيولوجية وحيوية مهمة تحصل في المحاصيل بسبب ارتفاع درجات الحرارة مثل نقص التمثيل الضوئي وزيادة التنفس والنتح.


وأضاف أنه من ناحية أخرى تعمل درجات الحرارة العالية على إضعاف النمو الخضري وإلحاق الضرر بالأزهار والثمار مما يقلل عقدها أو سقوطها أو إصابة الثمار بأمراض مختلفة وزيادة الحشرات الأمر الذي يؤدي الى نقص الإنتاج والغلة والجودة.

 

يحدث خللا في حركة الهرمونات النباتيه كزيادة إفراز هرمون الأثيلين والذي بدوره يسرع من إنضاج الثمار او ما يعرف بالنضج المبكر، كما أن الإجهاد الحراري يضعف من حيوية المواشي ومن شهيتها في الغذاء مما ينعكس سلبا في إنتاج اللحوم والبيض وغيرها من المنتجات الحيوانية .


وقال الدحادحة إنه لتقليل آثار الموجات الحارة على المحاصيل الزراعية ينصح المزارعون باتخاذ تدابير وإجراءات مهمة للحفاظ على الإنتاج ما أمكن ومن أهم النقاط: تجنب الري خلال ساعات الظهيرة والاستعاضة في الصباح الباكر أو خلال الليل لتجنب تبخر المياه، تجنب التسميد ما أمكن وعوضا عنه قد يستخدم رش المغذيات والأحماض الأمينية أو محفزات النمو. كذلك استنباط أصناف تتحمل الحرارة وتقاوم الأمراض.

 

إضافة إلى رش المبيدات عند الضرورة القصوى فقط، وطلاء سيقان الأشجار المثمرة بمادة الجير وتغطية الثمار والتربة، تهوية البيوت البلاستيكية، إدارة الزراعة بشكل صحيح وعلمي كزراعة مصدات الرياح ومراعاة المسافات الزراعيه الصحيحة والتقليم بطرق سليمة وجمع الثمار في الوقت المناسب وإزالة الأعشاب وغيرها من عمليات الإدارة للمحصول.


وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية بين الدحادحة أنه ينصح بتوفير الماء للمواشي وعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة مع الاهتمام بالتهوية والغذاء الصحي.

 

اقرأ المزيد : 

أبرزها التغير المناخي.. تحديات تؤخر الموسم الزراعي بوادي الأردن