انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة.. ثنائية مزمنة تفاقم المعاناة صيفا بالأغوار

انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة
انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة
في ثنائية مزمنة، تجمع بين قسوة المناخ وتكرار انقطاع التيار الكهربائي صيفا، يعيش أهالي الأغوار أوضاعا صعبة، فغياب وسائل التكييف وانتشار البعوض والقارص يؤرق ليلهم، في حين  تتحول منازلهم الاسمنتية إلى ما يشبه الأفران خلال النهار من شدة الحرارة.اضافة اعلان
ورغم الشكاوى والمطالبات المستمرة بضرورة معالجة مواضع الخلل، إلا أن الانقطاعات المتكررة باتت ظاهرة سنوية وضعت الأهالي أمام خيار الصبر والتضرع بعودتها على عجل.
في المقابل يرجع عاملون في شركة الكهرباء هذه الانقطاعات إلى كثرة التعديات على الشبكات والتي تتسبب بزيادة الأحمال على المحولات، ناهيك عن تعرض بعض المحولات للعطب نتيجة التعدي عليها.
ويؤكد المواطن هاشم حسن أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر أحال حياتهم إلى جحيم، قائلا، "الأجواء داخل المنزل مع انقطاع التيار الكهربائي لا تطاق، فيما خارجه ملتهبة ولا يوجد أي مفر من هذا الوضع".
وبين أن معظم أهالي الأغوار يعتمدون بشكل كلي على أجهزة التكييف والمراوح للتخفيف من شدة حرارة الأجواء، إلا أن انقطاعات الكهرباء المتكررة تجعل هذه الأجهزة بلا فائدة، موضحا أن معاناتهم ليلا تشتد مع انتشار البعوض والقارص الذي يقض مضاجعهم ويؤرق نومهم.
ويشير محمد العجوري إلى أن انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة غير المبرمجة باتت ظاهرة مزمنة في المنطقة خاصة خلال ساعات الظهيرة مع ارتفاع درجات الحرارة، لافتا إلى أن معاناتهم لا يمكن وصفها عند انقطاع التيار الكهربائي خاصة إذا ما طالت فترة الانقطاع.
ويضيف أن معاناتهم تتعدى ذلك إلى الأضرار الكبيرة التي يلحقها الانقطاع المتوالي بالأجهزة الكهربائية، إذ لا يكاد يخلو بيت من جهاز معطوب بسبب انقطاع التيار وعودته بشكل مفاجئ، موضحا أن غالبية الانقطاعات تنتج عن عدم كفاءة وقدرة المحولات على التزويد في ظل الحمولات العالية على التيار الكهربائي والذي يؤدي غالبا الى عطب في المحولات 
وتحتاج إلى أكثر من يوم لإصلاحها.
ويطالب الأهالي بضرورة العمل على استمرارية التيار الكهربائي في مناطقهم، للتخفيف من معاناتهم ومراعاة خصوصية المناطق التي تمتاز بارتفاع كبير لدرجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وبين خالد محمود أن استخدام وسائل التكييف والتبريد بات أمراً ضروريا ولا غنى عنه لأهالي الأغوار خلال فصل الصيف، ما يتطلب العمل على زيادة قدرة المحولات الموجودة لتغطية  الطلب المتزايد، قائلا "شركة الكهرباء تتعذر بعدم زيادة قدرة المحولات لكثرة التعديات على الشبكات الأمر الذي يشكل تحديا كبيراً أمام بقية السكان".
ويرى المواطن ابراهيم أبوهلال أن مشكلة كثرة الانقطاعات الكهربائية خلال فصل الصيف مشكلة قديمة تتجدد كل عام في ظل عدم وجود حل جذري ما يزيد معاناة سكان الأغوار، مؤكدا أن استمرار هذه الظاهرة يضعف قدرة الأهالي نيل حياة كريمة.
ويلفت إلى أن ضعف التيار في كثير من الأحيان يشكل تحديا كبيرا أمام المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود، إذ أن ضعف وصول التيار يؤدي على الأغلب إلى عطب الأجهزة الكهربائية والتي يصعب توفير بديل عنها أو حتى صيانتها في ظل محدودية الموارد المادية.
من جانبه، يؤكد المدير التنفيذي لشركة توزيع كهرباء وادي الأردن والشرقية المهندس مروان خريسات، أن السبب الرئيس للانقطاعات المتكررة هو تضاعف حالات التعدي على الشبكات، وزيادة الاستجرار غير المشروع مع ارتفاع درجات الحرارة والتي تتم بطرق غير فنية وغير مدروسة.
ويوضح أن تصميم الشبكة عادة ما يكون بناء على عدد الاشتراكات الموجودة في المنطقة، إلا أن عمليات الاستجرار غير المشروعة، تزداد مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف ما يتسبب بزيادة الأحمال على المحولات والتي ينتج عنها انقطاع التيار الكهربائي.
ويشير خريسات إلى أن الفترة الماضية شهدة زيادة في التعديات على المحولات من خلال اطلاق العيارات النارية والذي يتسبب بانقطاع كامل عن المشتركين ويحتاج الى جهد كبير من العمل، ناهيك عن صعوبة تأمين عدد كبير من المحولات التي تتعطل، لافتا إلى أن هذا الأمر يشكل عبئا كبيرا على الشركة ماديا وتقنيا، إذ إن بعض المحولات غير متوفرة بنفس القدرة. 
ويؤكد أن الشركة تقوم بشكل مستمر بزيادة قدرة المحولات لتلبية الطلب المتزاید على الكهرباء والتخفیف على المواطنین، إلا إن ذلك صاحب زیادة في الأحمال بسبب تزايد حالات التعدي، مؤكدا أن الشركة تسعى جاهدة لإدامة التيار الكهربائي لكافة المواطنين وتقديم الخدمة الفضلى لهم.