عبور شاحنات بشوارع مكتظة بالمدارس.. خطر يقلق أهالي الفحيص

محمد سمور – تتعالى الأصوات المطالبة في مدينة الفحيص بمحافظة البلقاء، بوضع حد لحركة الشاحنات الكثيفة التي تنقل مادة الكاولين من أراض تابعة لمنطقة ماحص الملاصقة لها، لما تسببه من خطر على الأرواح كونها تعبر شوارع وسط المدينة تتواجد فيها مدارس وكنائس رغم وجود طريق بديل لها، وفق ما أكد عدد من الأهالي لـ”الغد”.

وقال الأهالي، إن تلك الشاحنات تزيد الأزمات المرورية الخانقة التي تشهدها الفحيص، كما تؤثر سلبا على الوضع البيئي، وعلى أوضاع الشوارع غير المهيأة أصلا للحمولات الكبيرة وتلحق بها الأضرار. المواطن سميح رسلان، يقول إن الكثير من الأهالي يلاحظون ازديادا في كثافة حركة تلك الشاحنات داخل مدينة الفحيص سواء عبر الطرق الرئيسة أو الفرعية، مشيرا إلى أن أكثر ما يثير استياء وخوف السكان هو مرورها من أمام المدارس والكنائس، وسط حركة نشطة للمشاة. وأضاف رسلان “يجب أن تمنع الشاحنات من المرور بالطرق الحيوية، وأن يحدد لها مسارات تكون بعيدة عن الشوارع المكتظة بالسكان”، متطرقا بهذا الخصوص إلى الحادثة الأليمة التي شهدتها المملكة والمتمثلة بتدهور شاحنة محملة بمادة الحديد على طريق العدسية ووفاة وإصابة عدد من الأشخاص إثر ذلك. أما المواطنة أم زياد، فتركز على خطر تعرض أطفال المدارس لحوادث دهس من قبل تلك الشاحنات، مطالبة بهذا الخصوص بأن “يتم منع مرور الشاحنات على الأقل في أوقات دوام الطلبة”. وأشارت إلى أن الشاحنات عادة ما تتسبب بتفاقم الأزمات المرورية التي تعاني منها الفحيص، لا سيما أن غالبية الشوارع ضيقة. ومن وجهة نظر المواطن غالب حجاوي، فإن “مشكلة الشاحنات ليست جديدة بل عمرها سنوات، لكنها تفاقمت أكثر فأكثر خلال السنتين الأخيرتين، حيث أصبح لافتا ازدياد أعدادها وكثافة حركتها”. وأضاف حجاوي “أنه لا بد على جميع الجهات المعنية، أن تبحث إمكانية فتح طريق بديل تعبر منه تلك الشاحنات، أو أن يتم تحديد أوقات معينة لمرورها تكون خارج أوقات الذروة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأثر البيئي الذي ينتج عن مرورها الكثيف”. وردا على استفسارت “الغد”، قال رئيس بلدية الفحيص عمر العكروش، إن قضية تلك الشاحنات باتت بالفعل تؤرق الأهالي أكثر من أي وقت مضى، لتسببها بالكثير من الحوادث المرورية، إضافة إلى خطر مرورها من الشوارع المكتظة بالناس، لا سيما من أمام المدارس والكنائس، لافتا إلى عدم وجود طريق بديل لها. ووفق العكروش، فإن تلك الشاحنات تعمل لصالح إحدى شركات التعدين، وقامت البلدية بالتواصل مع إدارتها سعيا للوصول إلى حل، مشيرا إلى أن البلدية تعمل حاليا على فتح شارع بديل من خلال وادي المضاعين لخدمة المدينة بكلفة تبلغ نصف مليون دينار، إلا أنه لا يصل إلى أرض منطقة المرامل التي تبلغ مساحتها ألف دونم، ومؤكدا في الوقت ذاته طلب البلدية من الشركة المساهمة بتكلفة الشارع ومنح البلدية جزءا من الأرض بعد تأهيلها لتتمكن البلدية من خدمتها بعد التأهيل. وشدد على أن البلدية تتابع مع مختلف الجهات المختصة، كيفية استمرار عمل تلك الشركة رغم انتهاء التراخيص التي كانت ممنوحة لها للقيام بأعمال حفر واستخراج الرمل ومادة الكاولين. يشار إلى أن أزمات السير المتفاقمة في مدينة الفحيص، تعد من أبرز الملفات التي تؤرق سكان المدينة وبلديتها؛ حيث تشهد غالبية الشوارع حركة مرورية كثيفة، لا سيما في أوقات الذروة التي تبدأ في ساعات الصباح الأولى عند انطلاق الموظفين إلى أماكن عملهم، وكذلك انطلاق طلبة المدارس والجامعات، وتستمر حتى ساعات المساء. ومن جانبه، بين مصدر في إدارة السير، أن مهمة رقباء السير تنظيم المرور ومخالفة المركبات المخالفة، موضحا أنه وطالما تستخدم الشاحنات طرقا يسمح العبور بها، فلا يجوز منعها أو مخالفتها. يذكر أن مادة الكاولين أو طين الصين أو صلصال الصين هي صلصال أو طين أبيض اللون يتكون بشكل طبيعي، ويمكن تصنيعه في المختبر، وله استخدامات عديدة في المجالات الصناعية كصناعة الورق، والمطاط، والطلاء، والسيراميك، ومستلزمات البناء، إضافة إلى استخدامه في مجال الأدوية.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان