"المكافحة" تنقذ المحاصيل الحقلية من دودة الزرع بالكرك

آلية ترش المبيدات الحشرية لمكافحة دودة الزرع بالكرك - (الغد)
آلية ترش المبيدات الحشرية لمكافحة دودة الزرع بالكرك - (الغد)

هشال العضايلة - انقذت عمليات المكافحة المستمرة لآفة دودة الزرع والتي نفذت بشكل مبكر من قبل فرق مديريات الزراعة بالكرك محاصيل آلاف الدونمات المزروعة بالقمح والشعير، مبددة مخاوف المزارعين من تكرار ما حدث قبل ثلاثة مواسم عندما ضربت الدودة مساحات واسعة من حقول القمح والحقت خسائر فادحة بالمزارعين.

ومنذ بداية شهر نيسان (ابريل) الماضي، تزايدت شكاوى مزارعين بالكرك من انتشار آفة دودة الزرع التي تبدأ بالظهور في منتصف الموسم وتأتي على حقول القمح خاصة، حيث ظهرت بشكل رئيس في حقول القمح والشعير بمناطق ألوية القصر والمزار الجنوبي وفقوع. وقدر مزارعون أن الآفة أصابت مساحات واسعة من المحاصيل تقدر بنحو 10 آلاف دونم في مختلف المناطق. وأكدوا أن الأجهزة المعنية تجاوبت مع شكاوى المزارعين وبدأت عمليات مكافحة مباشرة بعد ظهور آفة دودة الزرع بالحقول وشملت عمليات المكافحة مختلف المناطق حرصا على عدم انتقال الحشرة إلى المناطق المجاورة، لافتين إلى أن دودة الزرع بدأت بالظهور بداية الشهر الماضي، في بعض الحقول في مناطق فقوع والقصر والمزار الجنوبي. يذكر أن آفة دودة الزرع أصبحت من الآفات المستوطنة بالكرك وتتسبب كل موسم زراعي بخسائر مالية كبيرة للمزارعين وخصوصا محاصيل القمح والشعير وتأتي على مساحات واسعة، لأسباب متعلقة بندرة الأمطار، وتخلي المزارعين عن الحراثة العميقة بسبب كلفة الحراثة المرتفعة. وكان أشد درجة إصابة حدثت قبل ثلاثة مواسم، حيث اتت الحشرة على مساحة حقول تقدر بحوالي 40 ألف دونم، رغم عمليات المكافحة من قبل كوادر وزارة الزراعة لها. وقال المزارع علي الحمايدة من سكان لواء فقوع إن مساحات من الحقول اصيبت بالحشرة التي تأكل الزرع، مؤكدا ان الحشرة في بعض المناطق اتت على مساحات لكنها ليست كبيرة حيث تم السيطرة عليها فور رصدها من قبل المزارعين. وأشار إلى أن المواسم السابقة كانت سيئة بالنسبة للمزارعين وكان يترافق سوء الموسم مع وجود آفة دودة الزرع، مؤكدا أن آلاف الدونمات المزروعة بالمحاصيل الحقلية أصيبت الموسم الماضي بهذه الآفة وشكل ضربة قوية للمزارعين في حينها. وأشار المزارع ابراهيم القطاونة من المزار الجنوبي أن آفة دودة الزرع ظهرت بشكل مبكر الموسم الحالي وتزامن ظهورها مع توقف تساقط الامطار في بداية شهر نيسان (ابريل)، وكان انتشارها في مناطق محصورة بحقول مناطق المزار الجنوبي، لافتا إلى أن المزارعين تواصلوا مع مديرية الزراعة التي بدأت على الفور بعمليات المكافحة والرش للآفة في بداية الموسم وكنت النتائج جيدة ولم تظهر مجددا بالحقول. وبين أن آفة دودة الزرع تشكل خطرا حقيقيا على الحقول وتسبب خسائر مالية كبيرة للمزارعين في حال انتشرت ولم يتم السيطرة عليها كما هو الحال في مواسم سابقة. من جهته أكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة أن عمليات المكافحة لآفة دودة الزرع انتهت واثمرت عن سيطرة كاملة على الحشرة، بحيث تجاوزت الحقول مرحلة الخطر من اضرار الحشرة. وبين أن نسبة الإصابة بالموسم الحالي بالآفة كانت أقل من 5 % من إجمالي المساحات المزروعة وبواقع 10 آلاف دونم فقط مزروعة بالمحاصيل الحقلية من القمح والشعير في مختلف مناطق محافظة الكرك. ولفت إلى أن المديرية ومن خلال مواقعها المختلفة وفور رصد الإصابة من خلال المزارعين بدأت عمليات مكافحة شاملة في مواقع وبؤر تواجد الإصابة في مناطق فقوع والمزار الجنوبي والقصر لضمان السيطرة على الآفة ومنع اتنشارها الى كامل الحقول في تلك المناطق ومناطق أخرى. وأشار إلى أن الإصابة بآفة دودة الزرع كانت في أوجها مع بداية شهر نيسان (ابريل) الماضي، غير أن المحاصيل الآن خالية من أي إصابة، حيث تظافرت جهود المكافحة من قبل الفرق المشكلة وعددها ست فرق وتم القضاء على الحشرة، لافتا إلى أن نسبة الإصابة كانت بسيطة ولم تلحق أي ضرر اقتصادي يذكر على المحاصيل الحقلية، حيث تم حصر بؤر الإصابة في مناطق محددة. وبين أن الحقول الآن أصبحت آمنة بسبب انتهاء طور الحشرة التي تأكل الحقول وتم مكافحتها وهي في مرحلة النضج الكامل، وسيبدأ موسم حصاد الزراعات الحقلية قريبا وخصوصا الشعير. ودعا الطراونة المزارعين إلى ضرورة التعاون مع مديريات الزراعة بالمحافظة، لتزويدها بأي مواقع للإصابة تتعرض لها مزارعهم في بدايتها واتباع الإرشادات الزراعية التي يقدمها المرشدون الزراعيون، مشيرا إلى أهمية مراقبة المزارعين لحقولهم لمعرفة أي إصابات بمحاصيلهم، وإبلاغ الجهات الرسمية في زراعة الكرك للعمل بشكل سريع لمكافحتها حرصا على عدم إتلافها للمحصول. وأشار إلى أن هذه الآفة تسبب تلفا لمحصولي القمح والشعير في بداية نموه، ما يستدعي الرصد المبكر وتحديد مناطق الإصابة ومكافحتها بشكل سريع، من خلال الرش المبكر واستخدام المبيدات المناسبة في الوقت المناسب، داعيا إلى التزام المزارعين بالإرشاد الزراعي من خلال حراثة الأرض بشكل جيد وعميق، واستخدام الدورة الزراعية وزراعة محاصيل متنوعة. يذكر أن زهاء 210 آلاف دونم تزرع بالمحاصيل الحقلية من القمح والشعير في محافظة الكرك، منها 90 ألف دونم تزرع بالقمح و120 ألف دونم تزرع بمحصول الشعير.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان