"العقبة الرقمية".. نقطة ربط للتقنية العالمية توطن صناعة تكنولوجيا المعلومات

جانب من مدينة وميناء العقبة-(الغد)
جانب من مدينة وميناء العقبة-(الغد)

 مع اكتمال كافة مراحل إنشاء مدينة العقبة الرقمية، تتطلع المدينة بأن تكون نموذجا فريدا على ساحل البحر الأحمر، تنفرد بتوطين صناعة تكنولوجيا المعلومات، باعتبارها نقطة ربط للتقنية العالمية، وأكبر مركز للبيانات في الأردن والبيانات المحايدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.  

اضافة اعلان

 

  وتأسست مدينة العقبة الرقمية عام 2017، وتدير حاليًا شبكات ألياف ضوئية إقليمية ومركز بيانات محايد ومعتمد من هيئة مراكز البيانات العالمي وفقًا لمعايير (Tier-III)، وتعدّ مركزًا إقليميًا للاتصال عبر بنية تحتية متطورة لتكنولوجيا المعلومات والخدمات السحابية، إلى جانب كونها مزودًا رئيسا لسعات الإنترنت للسوق الأردني والأسواق المجاورة.


وتسعى مدينة العقبة الرقمية لتحقيق أهداف طموحة من خلال تحريك عجلة اقتصاد العقبة وصياغة نموذج تكنولوجي عالمي اقتصادي مستند على إستراتيجية تقوم على الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص من خلال توفير أكبر منظومة تكنولوجية متكاملة في المنطقة، إلى جانب الاستفادة من التقنيات الناشئة وإطلاق المبادرات في مجالات مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتبادل البيانات إلى إعادة صناعة التجارب اليومية لمجتمع العقبة وزوارها وتعزيز الطابع الشخصي لهذه التقنيات والخدمات وجعلها أكثر سلاسة وكفاءة وتأثيرًا.


وقد تم اختيار مدينة العقبة الرقمية بوصفها منصة استضافة ومحطة إنزال لكيبل بلو رامان البحري الذي يربط آسيا بأوروبا، والذي سيتيح لمدينة العقبة الرقمية تقديم خيارات متقدمة للخدمات السحابية، وخدمات البوابات الدولية، وغيرها من الحلول التقنية المتميزة للسوق الأردني والمنطقة.


وقال رئيس مجلس إدارة شركة إدارة صندوق رأس المال والاستثمار الأردني هاني القاضي إن حجم الاستثمار في المدينة الرقمية بلغ 30 مليون دينار أردني خلال المرحلة الأولى من عمر المشروع وسيصل حجم الاستثمار الكلي 70 مليون دينار بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني الأردني بالإضافة إلى تعزيز الأمن الاقتصادي من خلال توفير خدمات الإنترنت ومنصات المحتوى الرقمي داخل الأردن، مؤكدا أن المشروع قائم على الشراكة مع كبرى الشركات العالمية ومنها شركات (Google، Sparkle Italia Telecom، Connect Console)، وغيرها من الشركات العالمية، ويعمل المشروع على مشاركة المعرفة والمهارات المكتسبة من هذه الشراكات لتمكين وتعزيز القدرات للمجتمع المحلي في العقبة والأردن عبر تنظيم برامج تدريبية وورش عمل بالتعاون مع المنظمات الحكومية والتعليمية.


وكان صندوق رأس المال والاستثمار الأردني قد أتم صفقة استثمارية مهمة باستحواذه على حصة مؤثرة في مجموعة مدينة العقبة الرقمية؛ تُمثّل هذه الصفقة استثمارًا رئيسا لصندوق رأس المال والاستثمار الأردني منذ إطلاقه رسميًا عام 2022، وتتماشى مع إستراتيجية الصندوق للقيام بدور محوري في الاقتصاد الأردني من خلال توفير فرص العمل، وجذب أعمال جديدة، وجلب تقنيات متطورة إلى المجتمعات المحلية.


من جهته، قال رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز: إن العقبة تعتبر أول مدينة رقمية أردنية، وهي بالنسبة للمملكة مركز رئيسي للإقليم والمنطقة العربية لمثل هذه الاستثمارات، وترويج للأردن عالميا، مؤكدا دور السلطة في تقديم التسهيلات للمستثمرين وتأهيل وتمكين الشباب ضمن برامج تقنية متخصصة ليكونوا جاهزين لمثل هذه الاستثمارات وسوق العمل المحلي والخارجي.


من جانبها، قالت وزيرة الاستثمار خلود السقاف إن الوزارة تعمل لجعل الأردن وجهة استثمارية منافسة وجاذبة في سياق الشراكة مع القطاعين العام والخاص مؤكدة حرص الوزارة على تقديم كافة الحوافز لجذب المستثمرين وتوجيه استثماراتهم للمملكة واستغلال العمق الإستراتيجي للسوق الأردني.


وبين المؤسّس والمالك لمجموعة مدينة العقبة الرقمية إياد أبو خرما أن مدينة العقبة الرقمية جذبت منذ تأسيسها نخبة من مشغلّي الاتصالات المحليين والإقليميين والدوليين ومجموعة من مزودي المحتوى الرقمي العالميين وستعمل شراكتنا مع صندوق رأس المال والاستثمار الأردني على توفير رأس المال اللازم للنمو، وزيادة الوصول إلى الموارد، إلى جانب الإسهام في دفع عمليات التوسع من خلال فتح المزيد من الفرص السوقية الجديدة.


يشار إلى أن صندوق رأس المال والاستثمار الأردني مملوك بالكامل من 16 بنكًا تجاريًا، وهو أكبر صندوق استثماري يؤسّسه القطاع الخاص في الأردن، مع التزام رأسمالي قدره 275 مليون دينار أردني (388 مليون دولار أميركي)، يهدف الصندوق إلى الاستثمار في الشركات الواعدة التي تمتلك فرصًا للنمو والتطور والتوسع، وذلك من خلال توفير رأس مال جديد للمساعدة في زيادة فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي في مختلف أنحاء الأردن. 


ويستهدف الصندوق الاستثمارات في القطاعات الحيوية والواعدة، لا سيّما في مجالات الأمن الغذائي والصحي، والتصنيع، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بهدف إطلاق العنان لإمكانات الأردن للبناء من أجل المستقبل.

 

اقرأ أيضا:

هل تنجح الكفاءات المحلية بالانخراط في شركات الذكاء الاصطناعي المنتظرة بالعقبة؟