يتصدر عنوان "100 % نسبة الحجوزات"، الحديث عن حجم سياحة نهاية الأسبوع والمناسبات والأعياد بمدينة العقبة، للدلالة على ضخامة إقبال السياح على الفنادق والمنشآت السياحية بالمدينة، في وقت قد لا تعطي هذه النسبة تحليلا دقيقا عما تعرف بـ"سياحة المبيت"، إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن مفهوم "فل حجوزات" مع محدودية الغرف أمر يسهل تكراره.
هذا الأمر كما يراه معنيون بالقطاع السياحي بالعقبة، يحتاج إلى مقارنة رقمية تكشف الفارق بين عدد السياح ونسبة الإقامة بالفنادق، وعدد الغرف الفندقية المتوفرة وأسعارها وتصنيفاتها.
وتكشف أرقام سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عن أن النصف الأول من العام الحالي شهد قدوم مليون ونصف المليون زائر إلى العقبة، بينما بلغ عدد سياح المبيت خلال نفس المدة نحو 543 ألف سائح.
في المقابل، تكشف معلومات مكاتب سياحية عن أن زيارات عدة يتم إلغاؤها أثناء ذروة الموسم وخاصة في الأعياد، نتيجة عدم وجود غرف للمبيت، كما أن زوارا للعقبة يضطرون إلى المبيت بفنادق البترا بعد أن يفشلوا بتحصيل حجز بفنادق العقبة، وهو خيار يلجأ إليه البعض رغم علمهم بصعوبة التنقل بين العقبة والبترا وقطع مسافة تتجاوز 100 كلم.
ووفق مصادر بـ "سلطة العقبة"، فإن حجم الإقبال والزيادة الملحوظة بأعداد السياح للعقبة يفرض الحاجة الملحة لخطط سريعة تواجه تحدي نقص الغرف.
رقميا، فإن نسبة الزيادة بعدد الزوار خلال النصف الأول من العام الحالي وصلت إلى 95 %، بواقع مليون ونصف مليون زائر، مقارنة بـ 777 ألف زائر في نفس الفترة من العام الماضي.
بالعودة إلى دلالات الحجوزات ونسبة الـ 100 %، يمكن الاشارة إلى أن مجموع الغرف الفندقية في العقبة لكافة التصنيفات لا تتجاوز بأحسن أحولها 5200 غرفة فندقية، وهو رقم يبدو متواضعا إذا ما قورن بأي رقم زيارات سجل في العقبة خلال المناسبات والأعياد، ومنها على سبيل المثال قدوم 100 ألف زائر للعقبة في عيد الأضحى الماضي، والذي وصلت فيه نسبة الحجوزات إلى قرابة 95 %، علما أن الـ 5 % التي لم يتم إشغالها لا تربط بعدد الزوار وفق عاملين بالقطاع أوضحوا أن" نسبة الحجوزات بفنادق تصنيف 3 و 4 نجوم وصلت الى 100 %، وان عدم الاشغال الكامل كان بفنادق الـ 5 نجوم"، موضحين أيضا أن "بعض الفنادق لا تعطي نسبة حجز دقيقة تحسبا لإلغاء بعض الحجوزات".
في ذات الخصوص، فقد شهد العام الماضي ايضا نسبة حجوزات وصلت إلى 100 %، في اكثر من مناسبة، علما أن أعداد الزوار والسياح كانت أقل بمقدار 50 %.
يقول الخبير بالقطاع السياحي محمود النوافلة إن العقبة بحاجة ملحة لتوفير غرف فندقية بشكل أكبر، مشيرا إلى أن الإشغال الكامل مع هذا العدد من الغرف الفندقية أمر يتكرر في ذروة المواسم وقد لا يعكس ضخامة الاقبال والعدد الكبير لزوار العقبة، والأهم من ذلك حجم سياحة المبيت، إذ من السهل الوصول إلى نسبة إشغال 100 % مع عدد محدود بالغرف الفندقية.
غير أن النوافلة لا ينكر الزيادة التي طرأت على أعداد زوار العقبة خاصة هذا العام، والتي تستعدي التنبه والربط بين هذه الزيادة والقدرة الاستيعابية لفنادق العقبة.
وتبرز مشكلة "الغرف الفندقية" في موسم الأعياد وعطلة نهاية الأسبوع المقترنة بعطلة رسمية والنشاطات الترفيهية والفنية والتظاهرات الثقافية والرياضية، ويظهر معها ضعف القدرة الاستيعابية للغرف.
خبراء ومختصون سياحيون، يرون أن العقبة تحتاج إلى مئات الغرف الفندقية في ظل تنامي أعداد السياح، وانه وحتى مع زيادة الغرف الفندقية ستبقى نسبة حجوزات الـ 100 % تتكرر.
وبينوا أن حجوزات الربع الأخير من العام الحالي تؤكد وصول النسبة إلى100 %، في ظل تأكيد مكانة العقبة كوجهة سياحية مفضلة على الصعيد العالمي بوجه عام وفي ضوء ما تمتلكه من مقومات جذب قوية وعوامل أسهمت على مدار العقود الماضية في استقطاب مئات الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم، وجعلتها تتصدر وجهات العالم الكبرى في قوائم البحث في المواقع المتخصصة في مجال السفر والسياحة خاصة سياحة البواخر.
يقول الخبير السياحي محمد هلالات إن تحدي قطاع السياحة في العقبة يتعلق بالبنية التحتية وفي ضعف القدرة الاستيعابية للفنادق ونقص الغرف الفندقية، وهذا يؤثر على تنافسية العقبة مقارنة مع ما تملكه مدن البحر الأحمر السياحية من أعداد هائلة بالغرف الفندقية وبالتالي يرفع من تنافسيتها ويعزز دخلها القومي المتأتي من القطاع السياحي.
ويشير هلالات إلى أن بعض الحجوزات الفندقية في مواسم الذروة قد ألغيت بسبب نقص الغرف الفندقية خاصة في تصنيفات 4 و 5 نجوم، وهو ما يفضله السائح من الأسواق المختلفة والذي يشترط أن تكون الغرفة الفندقية في منشأة شاطئية وعددها محدود على البحر في العقبة.
وبين العامل في القطاع السياحي محمد أبو النمر أن أكثر من مرة تكررت نسبة حجوزات الـ 100 %، خاصة في فترة الأعياد والعطل الرسمية ونهاية الأسبوع.
ولفت الى ان تحقيق نسبة الـ100 % مرتبط ايضا بحالة الطقس وذروة الموسم إلى جانب إقامة الحفلات الغنائية لمطربين عرب وتنظيم تظاهرات رياضية عربية وعالمية وهو ما يضع أصحاب القرار في العقبة في تحد وسباق مع الزمن لتحقيق خطط وإستراتيجية زيادة عدد الغرف الفندقية التي تبنتها الجهات المعنية قبل سنوات.
واستبعد أبو النمر أن يكون الإشغال الفندقي الكامل مرده تواضع عدد الغرف الفندقية، وانه ومع سياسة التوسع الفندقي سيبقى بلوغ حجوزات الـ 100 % حاضرا بالعقبة.
وحسب خطة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة للسياحة عام 2017 والمعتمدة على مؤشرات قابلة للقياس، فقد حددت هدفا لها يضمن زيادة معدل إقامة السائح من ليلة ونصف إلى ست ليال بحلول العام 2025، وكذلك زيادة عدد الغرف الفندقية من 5200 غرفة فندقية حاليا إلى 12 ألف غرفة بحلول عام 2025.
من جهته، بين نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حمزة الحاج حسن أن السلطة تعمل على صياغة رؤية مُستقبلية لقطاع السياحة، بهدف إحداث نقلة نوعية به، مؤكداً أن السلطة تعمل على زيادة عدد الغرف الفندقية، بما يُسهم في تحقيق الخطة الإستراتيجية للسياحة في العقبة، قائلا "إننا سنعمل على توفير كل التسهيلات التي تساعد القطاع الخاص على تحقيق ذلك".
من جانبه، كشف مصدر بسلطة العقبة لـ "الغد"، أن هناك توجها لدى القطاع الخاص، سيما سرايا العقبة وواحة ايلة لبناء فنادق خاصة ذات تصنيفات عالمية خلال الـ3 سنوات القادمة لتضيف أكثر من 700 غرفة فندقية ذات تصنيف 5 نجوم إلى جانب بعض المستثمرين في القطاع السياحي الذين يعتزمون بناء فنادق أخرى من تصنيفات مختلفة لتضيف أكثر من 1000 غرفة فندقية جديدة.
اقرأ أيضا:
%70 حجوزات فنادق العقبة فئة 5 نجوم في نهاية الأسبوع الحالي
