تأهيل رصيف "مؤتة".. خطوة نحو شمولية الخدمات المينائية

ميناء العقبة الجديد حيث تتواصل فيه عمليات التطوير لرفع تنافسيته عالميا-(من المصدر)
ميناء العقبة الجديد حيث تتواصل فيه عمليات التطوير لرفع تنافسيته عالميا-(من المصدر)

العقبة – في وقت تسعى فيه الموانئ الأردنية لرفع تنافسيتها بين الموانئ العالمية كمحرك تنموي رئيسي للاقتصاد الوطني، يجري العمل على إعادة تأهيل رصيف مؤتة والمشترك بما يواكب التطوير المستمر للخطط والسياسات، ويكرس مكانة ميناء العقبة في تقديم خدمات شاملة وتوفير المزيد من الحلول والاستفادة القصوى من بيئة تنافسية مثالية لكافة الأعمال المينائية والبحرية.

اضافة اعلان


ويرى خبراء مينائيون وبحريون أن استمرار عمليات التطوير والتحديث لأرصفة الموانئ وبمواصفات عالمية إلى جانب تحديث وتطوير كافة العناصر والمرافق المينائية من موارد بشرية وفنية وخدمية يمكن الموانئ من الارتقاء بتقديم خدمات عالية الجودة وتلبية احتياجات المستوردين والمصدرين وتسويق برامج وأنشطة الميناء.


وأشاروا إلى أن التأهيل من شأنه أيضا تفعيل تواجد الموانئ محليا وإقليمياً، إلى جانب توفير بنية تحتية ملائمة لمعايير الاعتماد وضمان الجودة وصولاً إلى التميز على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.


وأوقفت شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ العمل في رصيف مؤتة والمشترك والذي كان يستخدم لتفريـغ سفن البضائع العامة والحبوب والتحميل المباشر إلى الشاحنات إلى جانب مناولته للمواد الخطرة بهدف إعادة تأهيل الرصيف بمواصفات عالمية ليتمكن من استقبال جميع البواخر والسفن وبسرعة مناولة عالية.


ويبلغ طول الرصيف ما يقدر (150) م وعـرض (35) م وغاطـس (23) ويستقبل سفنا بإزاحة لغاية (53) ألف طن.


وبين خبراء أن هذه الإجراءات تمكن الموانئ الأردنية من تحقيق تكاملية في عملياتها ورفع مستوى الخدمات المقدمة لا سيما انها تعتمد أفضل الأساليب والنظم وأحدث التقنيات اللازمة لاستقبال جميع وسائل النقل البحرية مهما بلغت مراحل تطورها ومواجهة كافة التحديات والمتغيرات بكفاءة عالية.

\
وتقوم حاليا شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ على تحميل المواد الخطرة من ارصفتها بالميناء الجنوبي الجديد بعدما أن كانت تناولها على رصيف المشترك ومؤتة تأكيدا لاستكمال الميناء لكافة متطلبات السلامة العامة وجهوزيته التامة للتعامل مع مختلف البضائع والسلع تفريغا وتحميلا والتعامل مع كافة متطلبات عمليات التفريغ والتحميل المباشر لمادة النترات، في إشارة إلى أن شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ وفرت الوقت والجهد لتفريغ هذا النوع من السفن وفي أقل من 3 أيام بعدما كانت تستغرق على رصيف مؤتة والمشترك 8 أيام.
وقال الخبير المينائي محمد عبدالقادر إن ميناء العقبة اليوم وفي ظل الظروف الإقليمية المحيطة بات مطلبا مهما لخطوط الملاحة العالمية بفضل تحقيق التكامل بين الموانئ والأرصفة من خلال وضع مخطط متكامل يتضمن خريطة استثمارية للميناء، مؤكداً أن تلك الإجراءات توفر بنية تحتية ملائمة لمعايير الاعتماد وضمان الجودة وصولاً إلى التميز على المستوى المحلي والإقليمي والدولي الى جانب التحديث والتطوير المستمر للخطط والبرامج اللوجستية لتحسين جودة ونوعية مخرجات العمل بغية التواؤم مع متطلبات سوق العمل.


وتحظى كذلك منظومة السلامة العامة في الميناء باهتمام بالغ من كافة الجهات الأمنية والبحرية بعد حزمة من الإجراءات والتحديثات التي نفذتها شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ ليبقى هذا الميناء أحد أهم الموانئ في المنطقة، لا سيما وأن المنظومة المينائية هي شريان الاقتصاد الوطني.


وأشار الخبير في النقل البحري محمد سليمان إلى أن موانئ العقبة تتميز بمزايا تنافسية عديدة بالمقارنة بموانئ المنطقة، لا سيما بموقعه الجغرافي المتميز الذي يربط أفريقية بالشرق الأوسط ودول غرب آسيا بالإضافة إلى أنه حلقة الوصل بين الشرق الأقصى والهند ودول الشرق الأوسط دون الحاجة للمرور بقناة السويس ويتمتع ميناء العقبة بمعدلات إنتاجية عالية وخاصة للبضائع المختلفة وضمن المعدلات العـالمية.


وأكد أن إعادة تأهيل وتطوير أرصفة أخرى فرصة ثمينة للموانئ الأردنية وقدرتها على التعامل مع مناولة بضائع إضافية إلى جانب أهمية ترويج الميناء بكافة مكوناته إلى بضائع الترانزيت والتي تمر من الأردن إلى العراق وسورية وفلسطين، مؤكداً أن الموانئ اليوم أصبحت بمكانة مرموقة بين الموانئ بالمنطقة، مشيراً إلى أن ذلك يدعونا إلى استغلال الوضع الذي وصلنا اليه لإعادة انطلاق البضائع إلى وجهات وأسواق أخرى.


وميناء العقبة له القدرة على التعامل والمناولة مع (23) سفينة من مختلف الأحجام  والأنواع بالإضافة إلى التعامل مع (8) سفن راسية في المرسى، وأكبر حجم للسفن يمكن استيعابها تبلغ (406) ألف طن مواد سائلة و(70) ألف طن للسفن الأخرى، وبقدرة إنتاجية (28) مليون طن سنويا.

 

 

اقرأ أيضا:

  بعد حادثة الاختناق.. هل تحتاج "الموانئ" لأجهزة ميدانية لقياس ملوثات الهواء؟