إربد: زحف الورش الصناعية للأحياء السكنية يحرم 4 آلاف مواطن من الراحة - فيديو

نفايات منتشرة في إحدى مناطق حي المقري بإربد-(الغد)
نفايات منتشرة في إحدى مناطق حي المقري بإربد-(الغد)

أحمد التميمي

إربد - يؤرق زحف الورش الصناعية الى حي المقري (البقعة الشرقية) شرق المدينة الصناعية في إربد، ووجود "جواريش" بلاستيك وكرتون، بهدف إعادة تدويره، مضاجع أكثر من 4 آلاف قاطن لهذا الحي، نظرا لما يتسبب به من إزعاج تحدثه تلك الورش، استمرار عمل جزء منها طوال 24 ساعة، وسط غياب الرقابة عنها.

اضافة اعلان

وإلى جانب هذه الازعاجات لقاطني الحي، فقد تحولت المنطقة إلى مكرهة صحية، جراء تراكم كميات كبيرة من النفايات ومخلفات الورش الصناعية فيها وعلى جوانب الشوارع والساحات الفارغة، وسط نقص حاد في عمال الوطن وحاويات النفايات، وفق مواطنين.

وحسب مواطنين؛ فان المنطقة تحولت إلى مكرهة صحية بسبب هذه الورش، ورمي المخلفات عشوائيا، وكذلك عدم تمكن المواطنين من وضع نفاياتهم في الحاويات لفقدانها القدرة على استيعاب حجم النفايات الذي يفيض عنها جراء مخلفات الورش، ما يضطرهم لالقاء نفاياتهم قربها، لعدم عمل "كابسات" القمامة بانتظام في جمعها.

وقال منيب الحسيان، إن الكثير من الأهالي، يفكرون جديا ببيع شققهم ومساكنهم في هذه المنطقة، والانتقال إلى غيرها من المناطق الهادئة، لاستمرار إزعاجات الورش الصناعية التي باتت تزحف باتجاه احيائهم، مشيرا الى تقديم شكاوى للجهات المعنية حول هذه الأمر، لكن أحدا لم يستجب لمطالبهم.

وأشار الحسيان، لوجود "جواريش" طحن بلاستيك و"كراتين" قرب أحيائهم، واستمرار عملها على مدار الساعة، ما يتسبب بإزعاجهم المستمر، بالأصوات الصاخبة الصادرة عن هذه الآليات، فيحرمهم ذلك من النوم، مطالبا الجهات المعنية، بتحديد عمل هذه الورش الى السادسة مساء- على الأقل.

ولفت إلى أن مشكلة هياكل السيارات القديمة والمنتشرة عشوائيا بين الفراغات في الأحياء السكنية هناك، يتسبب بمشاكل عدة بينها اندلاع الحرائق، ونشر الروائح الكريهة والقوارض والحشرات، وهذا يهدد سلامة الأهالي، مطالبا بحملة شاملة لإزالة تلك الهياكل وتنظيف الساحات، التي باتت مصدر قلق لهم.

وأكد أنور علوة، حسين صوالحة، خالد ابو قديس، محمد صياحين وخليل حرب، ان المنطقة تعاني أيضا من انتشار الكلاب الضالة، والتي تتحرك في مجموعات، ما يشكل خطرا على الأطفال ويتسبب بالايذاء النفسي للكثيرين.

وأشاروا إلى أن مشكلة انعدام وجود عمال وطن منذ 20 عاما في المنطقة، إلى جانب نقص حاويات القمامة فيها، يؤديان إلى تكدس النفايات، إلى جانب ضعف وحدات الإنارة ونقصها.

ولفتوا إلى أن مشكلة عمل "جواريش" البلاستيك و"الكراتين" وضع المنطقة في بؤرة التلوث الصوتي، جراء ما تصدره هذه الآليات من أصوات مزعجة، تؤذي القاطنين في الجوار، بخاصة الأطفال وكبار السن والمرضى، وتحرم غالبيتهم من النوم، وسط افتقار المنطقة للرقابة من الجهات المعنية، لمنع استمرار هذه المشكلة.

وبينوا أن هناك مبنى صغيرا قرب مسجد المقرى من الجهة الشرقية بني منذ 5 سنوات، ولكنه تحول إلى مكرهة صحية، مؤكدين على ما قاله آخرون، من أن وجود هياكل المركبات بين مساكنهم وفي المساحات الفارغة فيها المنطقة، يؤدي إلى مشاكل متعددة، من بينها تراكم النفايات والاستخدامات المزعجة لهذه الهياكل من قبل البعض، وتسببها بمكاره صحية، إلى جانب تسببها أيضا بانتشار الحشرات والحرائق.

وأكدوا أن المنطقة، تعاني من إهمال كبير، يتمثل بتردي واقع البنية التحتية للشوارع وانتشار الحفر فيها، وغياب البلدية عن رش المنطقة بالمبيدات الحشرية.

مفتش عام بلدية إربد الكبرى جمعة الشياب، قال إن البلدية نفذت حملة على "الجواريش" في المنطقة، وأنذرت أصحابها غير الحاصلين على تراخيص، مؤكدا أن عمل "الجواريش"، يحتاج إلى قرار مجلس محلي لإلزامها بساعات معينة من الدوام.

واكد الشياب، ان منطقة المدينة الصناعية، هي منطقة حرفية وصناعية، يسمح بإقامة أي صناعة فيها، مؤكدا ان البلدية تقوم باستمرار بجولات في المنطقة، للتأكد من مدى التزامها بالشروط الصحية والسلامة العامة.

وبشأن النظافة وهياكل المركبات، أكد الشياب ان البلدية نفذت مؤخرا حملة لإزالتها، وقد جرى إزالة المئات منها، مؤكدا ان مسألة هياكل المركبات مستمرة، لوجود الورش الصناعية وما تتركه من مخلفات صناعية.

أما بشأن نقص عمال الوطن، فبين أن هناك نقصا بالعمال في جميع مناطق البلدية، بعد ايقاف التعيينات بسبب جائحة كورونا، مؤكدا انه سيصار في الفترة المقبلة إلى تعيين 37 عاملا منهم، مشددا على أن البلدية تنفذ بين الفينة والأخرى، حملات رش مبيدات حشرية ونظافة شاملة في مناطقها.

واوضح الشياب ان البلدية لا يمكنها وقف زحف الورش الصناعية للاحياء السكنية المجاورة، خصوصا وانها منطقة مصنفة حرفيا، وبالتالي فإن أي محل يستوفي الشروط المطلوبة منه، يمنح الترخيص لأي مهنة كانت.

أما انتشار الكلاب الضالة، فأكد أن البلدية لا تستطيع ايجاد حل لها، بسبب تعميم من وزارة الإدارة المحلية بعدم قتلها أو وضع السم لها.

وقال إن البلدية ماضية باستكمال مشروع ترقيم المنازل والشوارع في مدينة إربد، بعد إنجاز نسبة كبيرة من المشروع، لكنه توقف مؤقتا بسبب جائحة كورونا.

بدوره، قال مدير بيئة إربد المهندس فوزي العكور، إن المديرية لم تتلق أي شكوى بشأن الواقع البيئي في المنطقة، ومشكلة عمل "الجواريش"، وانها على استعداد لمتابعة أي شكوى بالتنسيق مع الإدارة الملكية لحماية البيئة.