"النشامى" حائر ينتظر.. على الضفة الأخرى من النهر

يوسف نصار

عمان- يبرز المنتخب الوطني لكرة القدم؛ في طليعة "المتضررين" من الأزمة الطاحنة التي تمر بها الكرة الأردنية في المرحلة الحالية"؛ وهي الأزمة التي دخلت شهرها الثالث؛ من جراء تداعيات تفشي وباء "كورونا".اضافة اعلان
ويبدو حال منتخب "النشامى" في الوقت الراهن؛ كحال "رجل" يقف على الضفة المقابلة من النهر؛ حزينا لإنشغال "ذويه" عن مده بطوق النجاة كي يتسنى له عبور النهر بأمان واطمئنان.
وغني عن القول؛ أن "النشامى" هو عنوان الكرة الأردنية ورمزها وسفيرها و"مقياس" مكانتها على ساحات الكرة العربية والإقليمية والدولية؛ وهو يولد من "رحم" مسابقات الكرة المحلية؛ التي تشكل القاعدة الأساس لقيام بنيانه.
ولعل هذا الواقع الكروي غير المسبوق على مستوى عمق أزمته ومخاطرها على الكرة الأردنية؛ يضع منتخب "النشامى" وقدرته على استئناف مشوار مشاركته بفاعلية في تصفيات كرة القدم المزدوجة لمونديال قطر 2022؛ ونهائيات أمم آسيا في الصين 2023؛ في مهب الريح.
ومع بوادر الإنفراج النسبي في "أزمة كورونا"؛ على المستوى الوطني؛ تلوح في أفق أزمة الكرة المحلية في اللحظة الراهنة؛ بوادر تحرك جاد مشترك لاتحاد الكرة وأندية المحترفين يقوده سمو الأمير علي بن الحسين؛ بغية وضع الأزمة المالية وتداعياتها التي أصابت كافة أركان اللعبة على "طاولة الحكومة"؛ أملا في الحصول على الدعم المنشود الذي يسمح بدوران "عجلة" النشاط الكروي المحلية؛ وهي الخطوة التي تقررت عقب لقاء الأمير علي مع مسؤولي الأندية؛ وكذلك تعدد اللقاءات الحوارية في الأيام الأخيرة بين اتحاد الكرة وأندية المحترفين؛ وبين مسؤولي الأندية أنفسهم؛ في انتظار مآلات هذا التحرك المهم؛ والأول خلال الأزمة.
صحيح أن مسابقات كرة المحترفين المحلية؛ لم تكن "فنيا" خلال السنوات الأخيرة؛ في مستوى طموح الغيورين على سمعة الكرة الأردنية؛ الآملين دوما في تطورها؛ ولكن وعلى قاعدة "بعض الشيء ولا العدم"؛ تبقى تلك المسابقات هي الطريق الوحيد نحو بناء المنتخب الوطني؛ والكاشفة عن العناصر المؤهلة لإرتداء قميص "النشامى" في قادم استحقاقاته الخارجية.
وفي ظل فترة التوقف الطويلة عن "لياقة المنافسة الفنية"؛ التي فرضتها ظروف جائحة كورونا على كافة لاعبي كرة القدم؛ ليس منطقيا في حال عدم عودة البطولات الكروية؛ أن تتم إعادة تشكيل المنتخب الوطني لكرة القدم "بأثر فني رجعي"؛ بمعنى الاعتماد على ذات التشكيلة من النجوم؛ التي مثلت "النشامى" في آخر مبارياته ضمن التصفيات المزدوجة؛ فمنذ ذلك الوقت وحتى يحين موعد استئناف ذات التصفيات الدولية؛ تكون قد جرت في النهر مياه كثيرة.
والمفارقة أن "مجرد" عودة النشاطات الكروية إلى ملاعبنا؛ وفي مقدمتها مسابقة دوري المحترفين؛ تشكل سقف طموح المهتمين بشؤون الكرة الأردنية في المستقبل المنظور؛ فليس هناك من "يجرؤ؛ على الحديث عن طموحات فنية؛ في مثل هذه الظروف الطارئة.
وفي هذا السياق يمكن القول؛ ومن دون مبالغة؛ أن المردود الفني للدوري العام خلال السنوات القليلة الماضية؛ كان في أدنى مستوياته؛ وكان يبدو في الظاهر، والشكل العام، لدينا دوري عام للمحترفين بكرة القدم، حيث تجري مباريات المسابقة عبر جولات اسبوعية، وهناك جمهور محدود نسبيا كان يداوم على الحضور الى الملاعب، رغم غياب الحوافز الفنية والتنظيمية، وتنتهي تلك المباريات الى نتائج، يمكن إدراج العديد منها في خانة "اللامعقول"، ولا نقول المفاجآت.
لكن، عند التقييم الجاد والموضوعي لمسابقة دوري المحترفين، في محاولة لتبيان الحصاد الفني المرجو منها، والذي يمكن أن يعود بالفائدة على الكرة الأردنية عموما، بدءا من فرق الممتاز نفسها، وصولا الى الغاية الأساسية التي تتجسد في المنتخبات الوطنية، لا يحتاج المرء الى كبير عناء كي يكتشف الواقع الفني "المحزن" للدوري.