ديربي "الغضب" يعود للواجهة القارية بعد غياب طويل

مهاجم ميلان أوليفييه جيرو ومهاجم إنتر ميلان روميلو لوكاكو -(من المصدر)
مهاجم ميلان أوليفييه جيرو ومهاجم إنتر ميلان روميلو لوكاكو -(من المصدر)
مدن - هل عادت أيام مجد الدوري الإيطالي؟ وصل روما بقيادة جوزيه مورينيو إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي بعد عام من فوزه بلقب دوري المؤتمر الأوروبي الموسم الماضي، وبلغ فيورنتينا نصف نهائي دوري المؤتمر، فيما سيخوض أحد أندية ميلان نهائي دوري أبطال أوروبا، وسيكون لإيطاليا مرة أخرى ممثل في نهائي أكبر مسابقة للأندية في أوروبا، بعد ست سنوات من خسارة يوفنتوس أمام ريال مدريد في 2016-2017. مساء اليوم، سيلعب ميلان أمام ضيفه إنتر ميلان، في ذهاب نصف دوري أبطال أوروبا، ومر وقت طويل منذ أن جلس أحد الفريقان على العرض القاري. "الروزونيري" سيشارك في الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2006-2007، وخسر مباراة الذهاب في آخر مباراتين (ضد برشلونة في الموسم 2005-2006 ومانشستر يونايتد في الموسم 2006-2007)، على الرغم من أنه تمكن من العودة في المواجهة الثانية، ليحرز اللقب. بالنسبة لإنتر، هذه هي المرة الثالثة التي يتقدم فيها إلى هذا الحد في دوري الأبطال. خسر مباراة الذهاب في الموسم 2002-2003، ضد منافسه في هذه المواجهة ميلان ليتم إقصاؤه، بينما فاز بمباراة الذهاب في الموسم 2009-2010 على برشلونة، ومضى في طريقه لإحراز اللقب. ستكون هذه هي المرة الخامسة التي يواجه فيها ميلان وإنتر بعضهما البعض في المسابقة الأوروبية، ولم يخسر ميلان في الأربعة السابقة (انتصارات وتعادلان)، والتقيا سابقًا في هذه المرحلة من دوري الأبطال في الموسم 2002-2003، مع تقدم ميلان إلى النهائي بأفضلية الهدف خارج الأرض (1-1 في مجموع المباراتين). والتقى الفريقان بالفعل في ثلاث مناسبات بجميع المسابقات في الموسم الحالي، وبينما فاز ميلان 3-2 في لقائهما خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، حقق إنتر الانتصار في آخر مباراتين (3-0 في كأس السوبر الإيطالي و 1-0 في الدوري الإيطالي). ويمكن القول أن كلا الجانبين وصل إلى هذه المرحلة من المنافسة من خلال الدفاع الصلد. تلقى ميلان هدفًا واحدًا فقط في مبارياته الست الأخيرة بالمسابقة، حيث جاء الهدف الوحيد في الدقيقة 93 أمام نابولي في إياب ربع النهائي. ووقف الحظ إلى جانبه في بعض الأحيان، حيث واجه 86 تسديدة، 27 منها ضمن إطار المرمى، ويتمتع فريق المدرب ستيفانو بيولي بثنائي دفاعي متعاون ومتفاهم، مكون من الإنجليزي فيكايو توموري والدنماركي سيكون كاير. من جانبه، كان إنتر قويا من الناحية الدفاعية أيضًا. حافظ على شباكهم نظيفة في ست من مبارياته العشر في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنه لم يسبق له أن حقق سبع شباك نظيفة مرات في موسم واحد بتاريخ المسابقة بكافة مسمياتها، وخسر النيرازوري مرة واحدة فقط من آخر ست مباريات خارج أرضه في دوري أبطال أوروبا، مقابل انتصارين وتعادلين، وحافظ على نظافة شباكه في أربع من هذه المباريات. يعتمد ميلان بشكل مكثف على مهاجمه الفرنسي أوليفييه جيرو الذي يستمر في العطاء رغم تقدمه في السن، وعلى الرغم من إهداره ركلة جزاء مبكرة في مباراة الإياب ضد نابولي، إلا أن نجم آرسنال وتشيلسي السابق، كفر عن خطئه بعد 20 دقيقة ليضع فريقه في المقدمة. كان هذا هو هدفه الخامس له في المسابقة هذا الموسم، وبفضل تمريرتين حاسمتين أيضا، شارك في تسحيل أهداف بالمسابقة أكثر من أي لاعب آخر في ميلان (7). وهو ما يعد أفضل عائد لجيرو في موسم واحد بالبطولة، وكان آخر لاعب من ميلان يشارك في تسجيل المزيد من الأهداف لموسم واحد، هو زلاتان إبراهيموفيتش في الموسم 2011-2012 (9). في الناحية المقبلة، كان الموسم الحالي صعبًا بالنسبة لروميلو لوكاكو، إلا أن هناك دلائل على أنه بدأ في الاستيقاظ في الوقت المناسب تمامًا. سجل ستة أهداف فقط في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، لكن ثلاثة منها جاءت في مبارياته الأربع الأخيرة، بينما قدم أيضًا ثلاث تمريرات حاسمة خلال ذلك الوقت. ليس هناك من ينكر معدل تسجيل لوكاكو في أوروبا، حيث أحرز الدولي البلجيكي 21 هدفا في 28 مباراة بالأدوار الإقصائية من البطولات الأوروبية الكبرى. ولدى لوكاكو سجل ممتاز في ركلات الجزاء، وسجل من واحدة في ربع النهائي ضد بنفيكا. ومنذ التأهل على حساب بنفيكا في ربع النهائي، كان مستوى إنتر مثاليا. فاز بخمس مباريات على التوالي، وسجل 15 وتلقى هدفًا واحدًا فقط في تلك المباريات. وتشمل تلك السلسلة الفوز 1-0 على يوفنتوس في كأس إيطاليا، و2-0 خارج أرضه على روما في الدوري، حيث قفز فريق المدرب سيموني إنزاجي إلى المركز الرابع. ومنذ تخطي نابولي 4-0 في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بداية نيسان (أبريل) الماضي، لم يخسر ميلان أي مباراة، لكنهم لم يزور الشباك كثيرا، فسجل 8 أهداف فقط في تلك المباريات السبع منذ موقعة نابولي، وتعادل في أربعة من تلك المباريات. ومع ذلك، من الواضح أنه فريق صعب التغلب عليه، وقد أظهر التفوق على نابولي في ربع نهائي دوري الأبطال مرونته اللافتة. قبل تلك المواجهة، انتصر ميلان 1-0 في مجموع المباراتين على توتنهام هوتسبير في دور الـ16، بعد الفوز 1-0 في سان سيرو عبر هدف مبكر من إبراهيم دياز، ثم التعادل بدون أهداف في لندن. واحتل المركز الثاني في دور المجموعات خلف تشلسي الذي وصل إلى ربع النهائي، متقدما على سالزبورج ويدنامو زغرب في المجموعة الخامسة. من ناحيته، تخطى إنتر ميلان دور المجموعات، بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة، خلف بايرن ميونيخ، متفوقا على برشلونة وفكتوريا بلزن، ثم تجاوز بورتو في دور الـ16 قبل أن يواصل هيمنته على البرتغاليين بإقصاء. وأصر مدرب إنتر ميلان سيموني إنزاجي، على أن فريقه لن يغير من خطته سواء تواجد الجناح البرتغالي رفاييل لياو في تشكيل ميلان أم لا، حيث تتزايد الشكوك حول مشاركة الأخير، بسبب الإصابة. وقال إنزاجي في مؤتمر صحفي أمس: "نعلم أن غدا نصف نهائي الأبطال، وديربي أيضا، ونعلم مدى أهميته بالنسبة لنا جميعا، ونريد التعامل معه بأفضل طريقة". وأضاف: "يتعين علينا استخدام رؤوسنا وقلبنا كثيرا، ويجب أن نكون حكماء، ستكون هناك لحظات خطيرة وأحداث غير متوقعة، مع العلم أنها مواجهة مكونة 180 دقيقة على جولتين". وزاد: "نعرف ما تعنيه مباريات الديربي، لقد لعبنا 7 ديربيات خلال 20 شهرا، فزنا وخسرنا لكننا نعلم أن كل مباراة فريدة من نوعها". وحول غياب لياو المحتمل عن ميلان، علق مدرب إنتر: "كلنا نعرف صفات اللاعب، ونعلم أنه قد يتواجد وقد لا، من الواضح أننا سنتخذ بعض الاحتياطيات لكن في النهاية لن يغير خطة لعبنا". وأكمل: "لست متأكدا مثلكم أن لياو لن يشارك وقلت هذا، نعرف صفاته وفي هذه المباريات كل لاعب يتم استدعاؤه يقدم كل ما لديه". وأصر إنزاجي أن فريقه لن يظهر أي خوف ضد ميلان: "لا نخف ولن نخجل من التحدي، ونعلم أنه بالقلب والعقل سنلعب بأفضل طريقة ممكنة". من جانبه، يأمل حارس المرمى الإيطالي السابق دينو زوف، أن يمنح ديربي مدينة ميلانو، بلاده دفعة كبيرة في كرة القدم. ويعد الفريقان من بين 5 فرق إيطالية ما زالت تنافس على البطولات الأوروبية هذا الموسم، وقال زوف في تصريحات صحفية: "المباراة مهمة لكرة القدم الإيطالية". وكان إنتر آخر فريق إيطالي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا، وكان ذلك في العام 2010، بينما يرجع آخر نجاح حققته الفرق الإيطالية في الدوري الأوروبي للعام 1999 عندما فاز بارما بالبطولة التي كانت تسمى وقتها بكأس الاتحاد الأوروبي. وفاز روما بأول نسخة من بطولة دوري المؤتمر الأوروبي العام الماضي، والآن يتواجد مع يوفنتوس في الدور نصف النهائي بالدوري الأوروبي، فيما يتواجد فيورنتينا في الدور نصف النهائي ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي. وهذا يعطي إيطاليا الفرصة للتتويج بالبطولات الثلاث التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للمرة الأولى منذ العام 1990، عندما فاز ميلان بلقب كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري أبطال أوروبا)، وفاز يوفنتوس على فيورنتينا في نهائي إيطالي بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي)، وفاز سامبدوريا ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية. وقال زوف "الأرقام بدأت تظهر" أن كرة القدم الإيطالية تتقدم بعد سنوات من المشاركات الضعيفة في البطولات القارية، بينما تطغى الأحداث المالية ليوفنتوس والحوادث المعادية العنصرية على المباريات المحلية، وأضاف زوف: "هذا يظهر أن كرة القدم الإيطالية، التي نشكك فيها كثيرا هنا، تحظى بمكانة عالية دوليا، لا تفكر في هذه الأشياء خارجيا، هناك تدخل أرض الملعب وتلعب". ويرى زوف، الفائز بكأس العالم 1982، أن هناك أفضلية نسبية لإنتر هذه المرة، ولكنه أضاف: "بالطبع النتيجة النهائية مفتوحة تماما". -(وكالات)اضافة اعلان