منصة "تروث سوشال".. ترامب يحاول الانتقام من عمالقة الشبكات الاجتماعية

إبراهيم المبيضين

عمان- بعد أشهر من حظر حساباته على كبرى منصات التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، تخللتها وعود منه لمواجهة هذه الشبكات بقوة، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، نهاية الأسبوع الماضي، عن إطلاقه شبكة جديدة للتواصل الاجتماعي باسم "تروث سوشال" (TRUTH Social).

اضافة اعلان


وأطلق الملياردير الجمهوري ترامب هذه المنصة تحت مظلة مجموعته "مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا" في محاولة للعودة إلى عالم التواصل الاجتماعي بعدما جمدت الشبكات العالمية الرئيسية حساباته ونشاطه في فضاءاتها، وللوقوف، كما وصف في بيان صحفي، في وجه "استبداد" عمالقة التكنولوجيا.


ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من قيام شبكات التواصل الاجتماعي العملاقة الثلاثة "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" بفرض حظر على حسابات ترامب في أعقاب الهجوم الذي شنه جمع من أنصاره على مبنى الكابيتول في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في محاولة لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز منافسه جو بايدن بالرئاسة.


وقبل حظره، كان لدى ترامب ما يقرب من 89 مليون متابع على "تويتر" و35 مليوناً على "فيسبوك" و24 مليوناً على "إنستغرام".


وتؤكد هذه الخطوة من قبل ترامب أهمية وقوة شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، فقد وعد أنصاره منذ أن حظرت حساباته على شبكات التواصل الرئيسية قبل أشهر بإطلاق شبكته الاجتماعية الخاصة، في خطوة تؤشر على أنه ينبغي إعادة نشاطه وتواصله مع أنصاره، وخصوصا أنه كان يلجأ لمنصات التواصل الاجتماعي قبل حظره للتواصل مع أنصاره في الانتخابات وخلال فترة رئاسته، كما أن العديد من القرارات الأساسية التي اتخذها حين كان رئيساً، والإقالات والتعيينات التي أجراها، كان يكشف عنها عبر منصة "تويتر".


وتداولت منصات التواصل الاجتماعي وتقارير إعلامية عالمية، خلال الأيام القليلة الماضية، خبر إطلاق ترامب المنصة الاجتماعية الجديدة؛ حيث ذكرت التقارير العالمية أن الشبكة أو التطبيق موجود حاليا في المتجر الإلكتروني لأجهزة آيفون "اب ستور" ومتاح للاستخدام بشكل تجريبي خلال الشهر المقبل عبر دعوات خاصة، فيما يجري التخطيط لإطلاق المنصة للجمهور وعامة الناس في الربع الأول من العام المقبل.


ولكن ما يقوم به ترامب، هل ينجح في مواجهة منصات اجتماعية وتطبيقات يستخدمها اليوم مئات الملايين حول العالم؟ وخصوصا أن الشبكات التي حظرت حساباته وهو يسعى لمواجهة استبدادها، بحسب وصفه، تجتاح العالم بأسره، فشبكة "فيسبوك" تمتلك 2.9 مليار مستخدم نشط، و"يوتيوب" يمتلك 2.3 مليار مستخدم نشط، و"انستغرام" تمتلك 1.4 مليار مستخدم، فيما يستخدم "تويتر" قرابة 400 مليون مستخدم.


كما تشير التقارير العالمية الى أن هذه المنصة والشبكة الاجتماعية الجديدة قد لا تنجح كثيرا، وخصوصا أنها ستكون منصة لاستعراض المواقف السياسية، فيما تعد شبكة "فيسبوك" مكانا لاجتماع الأصدقاء والمعارف والناس، وتعد "تويتر" منصة لاستعراض الآراء في شتى المواضيع والقطاعات.


تقرير لـ"بي بي سي"، ذكر مؤخرا في الحديث عن ترامب ومنصته "يريد أن يخلق منصة تنافس تويتر وفيسبوك، لكن هذا لن يحدث… المنصة الجديدة ذات طابع سياسي، لن تكون منصة لاستعراض الأفكار كما تويتر، ولا مكانا تجتمع فيه العائلة مثل فيسبوك، قد تصبح شكلا آخر من أشكال منصات التواصل الاجتماعي "للتعبير الحر"".

وأضاف هذا التقرير: "من الواضح أن دونالد ترامب يريد أن يستعيد منصة الكلام، ويعتقد أن مشروعه الجديد سيمنحه ذلك.

لكن إذا كان هناك من سيستمعون إليه، فإنه بحاجة إلى أن تسمح له منصات عمالقة التكنولوديا بالعودة، وذلك لن يحدث في وقت قريب".