كيف يتسلل الألم العاطفي إلى أجسادنا؟

إسراء الردايدة– ينجم الألم العاطفي عن التعامل مع مشاعر الغضب التي نمر بها في حياتنا اليومية، ويضاف لها مشاعر الأذى، الخيانة، الرفض، الحزن، التخبط، الخذلان وغيرها، وهي كلها جزء من معارك داخلية نخوضها.

اضافة اعلان

ولكن الجزء الأكثر صعوبة وحزنا هو أن هذه الصراعات لا تنتهي في العقل أو المشاعر بل تتحول لآلام يشعر بها الجسد وإن كانت غير ملموسة، فكلها تترابط فيما بينها، وتنعكس على صحتنا عموما من الخارج.

هذه الصراعات والمشاعر التي تسبب لنا آلاما لا تنتهي، وتؤثر في أجهزتنا الحيوية مثل الجهاز الهضمي والجهاز القلبي الوعائي والجهاز العصبي والجهاز المناعي والجهاز التناسلي والجهاز البولي والغدد الصم والجهاز العضلي.

إذ نعاني من حرقة واكتئاب، رغبة في النوم المستمر، وطبقا لرأي الدكتورة سوزان بابل، عالمة نفس متخصصة في الاكتئاب “لقد أثبتت الدراسات أن الألم المزمن قد لا يكون ناجماً عن الإصابة الجسدية فحسب، بل وأيضاً عن الإجهاد والمشاكل العاطفية”.

فالعواطف تظهر الكثير؛ حيث نحاول أن نخفي ألمها وننكره، ومع الوقت ندرك كيفية التعامل مع الصدمات مثل القلب المكسور بشكل أفضل حتى نتمكن من التعامل بشكل أفضل مع الصدمات النفسية.

والأمر نفسه ينطبق على الحاضر، فالتوتر له تأثير سلبي عليك في كل مكان.

وإليك الحقيقة حول تأثير الألم العاطفي على جسمك:

مشاكل في المعدة

يمكن أن يؤدي الإجهاد العاطفي إلى إصابة المعدة بآلام قد تصبح مزمنة، لماذا يبدو أن البطن يتحمل دائما وطأة آلامنا العاطفية؟

الحقيقة هي أن الأمعاء تتأثر بسبب التغيرات في “إفراز المعدة، وخصوبة الأمعاء، والنفاذية المخاطية، ووظيفة الحاجز، والحساسية اللزجة وتدفق الدم”.

فكلها تؤثر علينا حين نشعر بالضغط والتعب تتلقى شبكة الألياف العصبية إشارات من الدماغ وهي حساسة تجاه ضيقنا العاطفي. إلى جانب الإحكام في البطن>

فضلا عن علامات أخرى تسبب الرغبة في الاستفراغ وقد تقود إلى أمور أكثر خطورة وتصبح قرحة.

مشاكل في الجهاز الهضمي

هذا الجهاز هو  أحد ضحايا الإجهاد العاطفي، الى جانب المعدة، قد يسبب كل هذا الشعور بالانتفاخ، الإسهال، الإمساك، الغازات.

وحين تحاول الهرب من الأمر تصبح في مواجهة خطر لأن الهضم يبدأ في الانغلاق بسبب نقص تدفق الدم وهذا يؤثر على انقباضات عضلاتك الهضمية.

ويخفض الإفرازات اللازمة للهضم، ليسبب التهابات حادة وحساسية مفرطة تتحول لمشاكل مزمنة.

زيادة الوزن

يمكن أن يسبب الإجهاد والألم العاطفي تراجعا للشهية، مما يفسر لماذا لا يستطيع بعض الأشخاص تناول أي شيء! وقد يكون هذا خبراً طيباً بالنسبة للآخرين.

ولكنه يؤدي إلى زيادة الوزن. تحقق من ذلك، حتى إذا كنت لا تأكل البوظة لتهرب من مخاوفك، يمكنك أن تكتسب الوزن.

عندما تكون تحت الإكراه العقلي أو الكرب العقلي، فإن الغدد الكظرية الخاصة بك تعزز ضخ وإفراز الكورتيزول. بعد فترة ما، يؤدي الى التوقف عن حرق السعرات الحرارية.

كما أن الكورتيزول يجعل الجسم يخزن دهونا أكثر. وعند الشعور بالقلق والحزن، ينتج جزء من الدماغ يسمى المهاد هرمونا يقمع الشهية.

ويرسل الدماغ أيضا رسائل إلى الغدد الكظرية في الكلى لضخ الأدرينالين، الذي يمنع استجابة الجسم لحاجاته ويكبح الشهية.

ومع ذلك يزيد وزن الشخص خاصة من جهة الوسط بسبب ارتفاع إنتاج الانسولين في الجسم الذي يعمل على تحويل السكر إلى دهون.

الأرق واضطرابات النوم

يسبب الالم العاطفي اضطرابات في النوم، فالألم العاطفي وكل توابعه تسبب الأرق أو تعزز النوم الثقيل.

ومن يعاني من مشاكل عاطفية ترتبط بالألم يشكو من القلق المزمن واليأس والخوف، ومع تراجع ساعات النوم يصاب الفرد بتوتر وإرهاق عصبي، صعوبة في التركيز، وتراجع في الوظائف المعرفية، مما يصعب التركيز والتعلم وحتى ارتفاع في معدل نبضات القلب.

الصداع المزمن

قد يسبب الألم العاطفي صداع التوتر. فكل الأحداث والمواقف التي أحدثت فوضى في داخلك وحتى في عالمك الخارجي تحفز وتدفع إلى صداع أو اضطراب عاطفي.

والصداع هنا يختلف بين صداع التوتر والشقيقة، وهذا جراء التوتر العرضي؛ أي أنه صداع يرتبط بحالات خاصة فيها قلق للمساعدة على تخفيف التوتر.

يمكنك أخذ استراحة من المواقف المجهدة. يمكنك الذهاب في نزهة أو ركوب السيارة والقيادة لمسافات في مناطق مساحات مفتوحة، مما يساعد على اكتساب الهدوء.
قد لا يمكن تجنب الإجهاد والألم في حالات معنية، ولكن يمكنك وقف الجنون من تخريب جسمك وربما حياتك. ابحث عن شخص يمكنك التحدث إليه. لا يجب أن تعاني في صمت!

اقرأ أيضا :

كيف ينعكس الألم العاطفي على الجسم؟

كيف يتفاعل الجسم مع الانفصال العاطفي؟

الألم العاطفي أسوأ من الإصابة الجسدية.. لهذه الأسباب