أردنيون يبتكرون مشاريع طموحة في مجال الريادة المجتمعية

1694007192028124400
أردنيون يبتكرون مشاريع طموحة في مجال الريادة المجتمعية

يواصل الشاب الأردني مأمون عودة، وزوجته هبة جمجوم العمل بجد على مشروعهما الخاص "تميم وريم" الذي يقع تحت مظلة قطاع الريادة الاجتماعية، ويعنى بإنتاج وعرض محتوى كرتوني تربوي يقدم بلغة الإشارة واللغة العربية مخصص للأطفال ذوي الإعاقة السمعية في الفئة العمرية من سنة الى تسع سنوات. 

اضافة اعلان


ويطمح مأمون عودة، الشريك المؤسس في المشروع الى إنشاء منصة تعليمية تعرض مسلسلات كرتونية مستمرة لتعليم الصم ودورات للأهالي، لافتا الى أن المحتوى الذي يقدمه اليوم يقتصر على قناة على شبكة " اليوتيوب" العالمية للمساهمة في التعليم الأساسي للأطفال الصم. 


المشروع الذي أسسه عودة قبل نحو عام، حصل مؤخرا على دعم من مشروع تحدي الريادة المجتمعية أحد مشاريع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، حيث يسعى عودة لتطويع هذا الدعم لتطوير المشروع والاستمرارية لتحقيق 4 أهداف: هي المساهمة في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، والمساهمة في دمجهم بالمجتمع، ونشر ثقافة لغة الإشارة، ومساهمة في رفع المحصول اللغوي للطفل ذوي الإعاقة السمعية، الى جانب مساعدة السيدة التي لديها طفل ذوي إعاقة سمعية على التواصل مع ابنها.


وأسس عودة، الحاصل على بكالوريس تصميم ، مشروعه "من واقع التجربة التي خاضها وهو صغير كونه أصم، حيث لم يكن هناك برامج تلفزيونة خاصة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية"، واختار بحسب ما يقول أسماء أطفاله " تميم وريم"  للمشروع كونها تتكون من حروف شفوية يسهل على الصم التحدث بها.  


ومشروع " تميم وريم" ، هو واحد من بين 7 مشاريع ريادية مجتمعية فازت مؤخرا بالدعم المالي من مشروع تحدي الريادة المجتمعية أحد مشاريع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية خلال الدورة الحالية التي نفذت هذا العام تحت شعار "لا تترك فكرتك على ورق".


ويمكن تعريف مؤسسات الريادة الاجتماعية على أنها المؤسسات والشركات التي تعمل على تحقيق أثر اجتماعي أو حل مشكلة اجتماعية، مع السعي لتحقيق عائد مادي يضمن استدامة الأثر الاجتماعي وتعظيمه وانتفاع العاملين في مجال الأثر الاجتماعي. 


من المشاريع الفائزة بالتحدي والتي باشرت عملها خلال الشهر الماضي بمجرد حصولها على الدعم هو مشروع " اتش - فايف" الذي يشرف عليه الطالب خالد الشمري والباحث البيئي: حمودة الشرباتي، ليعالج المشروع مشكلتين في منطقة الصفاوي وباديتها: الأولى تتمثل في الرمي العشوائي للمخلفات العضوية ( الأغنام) في جوانب الطرقات والأماكن السكنية والأماكن العامة أيضا من قبل مربي الأغنام، والثانية هي بعد أماكن بيع السماد الطبيعي.


 وقال الطالب الشمري، الذي يدرس إدارة المياه والبيئة، بأن المشروع الذي تدعمه بلدية الصفاوي، والمجتمع المحلي، يعالج المشكلتين السابقتين بإعادة التدوير بطريقة مستدامة ومفيدة بيئيا وزراعيا واقتصاديا بتحويل المخلفات الى سماد عضوي طبيعي ذو جودة عالية وطرحه في السوق بسعر مناسب وتسهيل حصول المزارعين والمزارعات خصوصا في مجال الزراعة المنزلية على هذا السماد. 


وبين الشمري بأن المشروع يقوم على تجميع المخلفات بمعدات يدوية في حفر لتجري لها عملية تخمير لمدة أربعة أشهر لإنتاج (سماد عضوي طبيعي)  مفيد للتربة وللزراعة، مؤكدا أن الرؤية للمشروع تتضمن تشغيل أكبر عدد ممكن من أبناء المنطقة وزرع الوعي البيئي الكافي لدى مربي الأغنام، و استدامة المشروع وإدخال أصناف أخرى من المخلفات العضوية بالإضافة إلى أنواع أخرى من المخلفات الصلبة والسائلة وإمكانية إنتاج الغاز الطبيعي من عملية التخمير والتوسع الى مناطق ومحافظات أخرى.


وفي نفس المضمار ولخدمة مجتمع المزارعي، يعمل الطالب محمد رسول الكيلاني مع فريق ( م.غيث الشيشاني، ود.قاسم عبدالعال) على مشروع لربط أصحاب المشاريع الزراعية الناشئة والصغيرة او هواة الزراعة المنزلية مع التجار لتأمين دخل تكميلي للشباب وتقليل المصاريف المرتبطة بسلسلة التزويد الزراعي التقليدية، عبر منصة رقمية لأتمتة العملية (موقع الكتروني وتطبيق ذكي)، من خلال تمويل فاز به مؤخرا من صندوق الملك عبدلله الثاني للتنمية. 


وقال الكيلاني إن المشروع، الذي يحمل اسم "المنصة الوطنية للريادة الزراعية، سيتضمن تدريب الفئة المستهدفة من المزارعين وأصحاب المشاريع على استخدام التكنولوجيا في تقليل المصاريف التشغيلية للزراعة. 


وبين أن فكرة المشروع جاءت خلال عمله السنوات الماضية كمهندس زراعي مع عدد كبير من المزارعين والشباب الذين أسسوا مشاريع زراعية، حيث كان عدد كبير منهم يعاني وينسحب مبكرا بسبب عدم قدرته على بيع منتجاته.


وقال الكيلاني إن خطة المشروع القادمة تشمل التاكد من أن عشرة مشاريع على الأقل عندها دخل مستدام وثابت من خلال المنصة، ثم ستفتح باب التقديم لجميع الشباب في المملكة


ويهدف "تحدي الريادة المجتمعية" وهو واحد من مشاريع وبرامج صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الى حث الشباب على التنافس الإيجابي ونشر ثقافة المبادرة والعطاء والمواطنة الفاعلة بينهم للمساهمة في تنمية محافظاتهم وتعزيز الإيجابية من خلال تقديم نماذج لشباب تمكنوا من إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم المحلية.


ويشار الى أن المشروع الذي تم إطلاقه عام 2019 قدم الدعم خلال الدورات السابقة لــ12 مشروعا، فيما بلغ عدد الفرص التي وفرها (1797) فرصة مباشرة وغير مباشرة. 


وكانت دراسة محايدة، أجريت العام الماضي عن قطاع الريادة الاجتماعية في المملكة، أن هناك 301 مؤسسة تعد الأقرب لمفهوم "الريادة الاجتماعية"، من حيث طريقة التأسيس والعمل والأثر الاجتماعي على المجتمع، وأن أكثر من 61 % منها يتركز عملها في 3 محافظات رئيسية فقط هي عمان، إربد والزرقاء. 

 

اقرأ المزيد : 

تحدي الريادة المجتمعية .. لا تترك فكرتك على ورق