مهارات الرقمنة والتواصل والإبداع ثلاثية ترفع فرص الشباب في العمل

تعبيرية
تعبيرية
 لطالما بقيت البطالة من بين أكبر المشكلات التي يعانى منها الأردنيون لاسيما وأن 22 % من القادرين على العمل لا يملكون وظائف في المملكة، الأمر الذي يستدعي بحسب خبراء ضرورة تسليح الشباب بالمهارات لمضاعفة فرصهم بالدخول في سوق العمل.اضافة اعلان
وتعرف "المهارات الرقمية" بأنها مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات على استخدام الأجهزة والتقنيات الرقمية بشكل كفء ومفيد، وتعرف مهارات التفكير الابداعي والتحليلي بأنها النظر للأمور بطريقة جديدة أو ما يسمى بـ"التفكير خارج الصندوق" فيما تعرف مهارات " التواصل والذكاء الاجتماعي" بأنها عبارة عن مجموعة من القدرات يمتلكها شخص معين، ومن خلالها يتمكن من إيصال أفكاره ومشاعره، سواء شفهياً أو سلوكياً بالشكل الصحيح وبالتالي يُمكنه الوصول للهدف المنشود من الطرف الآخر.
ويبين الخبراء أن هنالك 3 أنواع من المهارات التي يجب التركيز على تعزيزها بالتعلم الذاتي أوعبر الدورات المتخصصة وهي المهارات الرقمية ومهارات التواصل والذكاء الاجتماعي ومهارات التفكير الابداعي والتحليلي.
وأكد الخبراء أن المهارات الثلاثة لم تعد ترفا وهي ضرورية وأهميتها اصبحت توازي اهمية الشهادة الجامعية في اي تخصص كان.
وأكد عضو مجلس ادارة الصندوق الاردني للريادة د.أشرف بني محمد اهمية الشهادة الجامعية او شهادة الدبلوم التقني، لكنه يرى أن هذه الشهادات " لن تكون كافية" بحد ذاتها بل يجب تعزيزها بالمهارات اللازمة المتنوعة التي ستعطي للشهادة وشخصية حاملها قوة كبيرة داعمة في التوظيف والحياة الاجتماعية والعملية.
ودعا بني محمد الشباب لاستغلال الفرص والخروج من دوائر التفكير التقليدي في التعلم والبحث عن الوظائف والانخراط بشكل فاعل في البحث عن فرص تنمية المهارات وبناء القدرات والتطوع والنظر بشكل مختلف لدور كل منا في المجتمع وتغيير المستقبل للافضل.
ولفت إلى ضرورة إدراك أن أولى هذه الخطوات يبدأ من انفسنا بالوعي ان لكل منا دوره الاساسي والذي لا يتوجب انتظار مساعدة الآخرين او الحكومة او المجتمع بل يتطلب المبادرة والعمل الجاد والمثابرة بالرغم من كل التحديات.
وبين بني محمد أن من المهارات التي اصبحت مهمة في عالمنا اليوم هي المهارات الرقمية ومهارات التعلم الذاتي والتواصل والتفكير الابداعي والريادة وحل المشكلات علاوة على اتقان اللغات الاجنبية والعمل على الجماعي وبناء العلاقات المهنية. 
وقال " أعتقد جازما أن هذه المهارات ستكون حجر الزاوية في القدرة ليس فقط في ايجاد وظيفه بل في القدرة على توفير فرص جديدة وبدء شركات ناشئة وريادية". 
وقال بني محمد "الاقتصاد العالمي وسوق العمل سيشهد تغيرات كبيرة خلال السنوات القليلة القادمة، لذا اصبح من المهم التفكير في مستقبل هذا السوق ليستطيع الخريج من الجامعات المنافسة فيه ليس فقط محليا ولكن دوليا، إذ من المتوقع طبقا للعديد من الدراسات ان يشهد احتياجا لملايين الوظائف الجديدة، بينما سيفقد ايضا الملايين الاخرى من الوظائف. 
واضاف قائلا "لذا يجب على الطالب الذي سيستثمر في التعليم العالي (الجامعي والتقني) هذه السنوات لدراسة وتعلم التخصصات الجديدة ليتمكن من مواكبة هذه التغيرات، وان يمتلك المهارات السابقة الذكر من اجل زيادة تنافسيته للحصول على الوظيفة".  
وبحسب تقارير عالمية من المتوقع أن يتزايد الطلب على تخصصات تكنولوجيا المعلومات وخصوصا المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة والأمن السيبراني وانترنت الاشياء وتكنلوجيا الاقتصاد الأخضر بشكل اساسي علاوة على تخصصات التكنولوجيا المالية والتسويق الالكتروني والتكنولجيا الطبية وغيرها من التخصصات.  
وقال المؤسس ورئيس مجلس ادارة شركة "مدفوعاتكم"، المتخصصة في الدفع الالكتروني ناصر صالح "الشهادة الجامعة ما تزال مهمة واساسية للفرد على المستوى الاجتماعي والاقتصادي لتحسين فرص حصوله على وظيفة. 
ولكن صالح أكد أن على الشباب اليوم أن يعززوا هذه الشهادة بمهارات مهمة لهم سواء للحصول على وظيفة مناسبة او لإنشاء شركات ناشئة وعلى رأسها المهارات الرقمية ومهارات التواصل. 
واشار إلى أنه على الشباب ان يتعلموا ويتسلحوا بهذه المهارات إما من خلال التعلم الذاتي وخصوصا عبر الانترنت ومنصاتها او من خلال دورات تدريبية متخصصة في هذه المهارات.
وأكد صالح الأهمية الكبيرة لمهارات التواصل وهي مجموعة من القدرات يمتلكها شخص معين يتمكن من خلالها لإيصال أفكاره ومشاعره، سواء شفهياً أو سلوكياً بالشكل الصحيح الذي يريده وبالتالي يُمكنه الوصول للهدف المنشود من الطرف الآخر.
وقال صالح "مهارات التواصل " ليست ترفا" بل هي اساسية تساعد على الوصول إلى النجاح بشكل سريع، ومنها مهارات تسويق الذات والتعبير عن النفس والتفاوض مع الآخر والحوار وغيرها وتعزيزها ايضا عبر تسويق الذات على منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا منصات التواصل الاجتماعي المهنية منها مثل شبكة " اللينكد ان" الاجتماعية".
الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي اكد أن على الشباب التركيز اليوم على جانبين الاول التفكير والتركيز على وظائف المستقبل سواء على مستوى الدراسة الجامعي، ومراكز التدريب الرقمي وسلوك مسارات الاعتماد من خلال الشهادات التدريبية المعتمدة لدى كبرى الشركات مثل شهادات الاحتراف بالأمن السيبراني، لغة الآلة، أتمتة العمليات، تحليل البيانات، الريبوتات، انترنت الاشياء، الطباعة الثلاثية.
 وقال الصفدي "على الشباب اليوم العمل على تعزيز وتنمية القدرات والمهارات المتنوعة التي ستقوي فرصهم مستقبلا في الحصول على وظيفة او انشاء عمل خاص لا سيما المهارات الرقمية".
وقال الصفدي "تعزيز المهارات اصبح علامة فارقة ومميزة للفرد في ظل عصر وسوق تنافسي خلقته شبكة الانترنت، فوجود مثل هذه المهارات لدى الفرد ستزيد من فرص عمله حتى في العمل عن بعد". 
وبين الصفدي أن اهم ثلاث مهارات يجب ان يتسلح بها الشباب اليوم لتعزيز فرصهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وللحصول على فرص عمل هي المهارات الرقمية والتقنية، ومهارات الذكاء الاجتماعي والتواصل، ومهارات التفكير الابداعي والتحليلي. 
وشدد الصفدي على اهمية المهارات الرقمية التي لم تعد تلزم اصحاب الاختصاص في التقنية فقط، بل انها اصبحت تلزم كل الناس وخصوصا الشباب الباحثين عن فرص عمل او ممن يسعون لبناء شركاتهم الناشئة، مبينا انها تنقسم الى ثلاثة انواع هي المهارات الرقمية الأساسية كاستخدام الحاسوب الشخصي والبرامج المكتبية، وتصفح الانترنت، والمهارات الرقمية المتوسطة مثل التسويق الرقمي، وتحليل البيانات، والمهارات الرقمية المتقدمة مثل البيانات الضخمة، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي. 
وأكد الصفدي أهمية ما يسمى ببناء الهوية الرقمية للفرد وتعزيز تواجده على منصات التواصل الاجتماعي والمهارة في تسويق نفسه للغير ولأصحاب القرار والشركات والمؤسسات.
وفي السياق نفسه أكد الخبير في مجال التواصل الاجتماعي خالد الأحمد اهمية المهارات الرقمية بشكل عام، ومهارة بناء وتطوير الهوية الرقمية على وجه الخصوص للحصول على وظائف او لإنشاء الاعمال وبناء الشراكات.
وبين الاحمد أن الهوية الرقمية تمثل صفة وخصائص وتعريفا بالفرد على الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وهي ستبقى تمثله على المدى الطويل، وبالتبعية يجب العناية بها وبناؤها بالصورة الامثل لتعكس صورة الفرد في العالم الرقمي. 
وأشار الى ان الهوية الرقمية تفتح للشباب اليوم الابواب وهي باقية معهم حتى لو خسروا وظيفة او فشلوا في انشاء شركة، لذلك يجب التركيز عليها وتطويرها باستمرار حتى تلعب دورها بشكل دائم في تسويق الشخص وخبراته ومهاراته وتخصصه في مجال معين.