الكشف عن حفرية في أسبانيا تغير نظرية تطور الجنس البشري

 

مدريد- أدى الكشف عن حفرية عبارة عن جزء من فك به أسنان إلى التشكيك في نظريات العلماء حول تطور الجنس البشري على مدى 5ر1 مليون عام الماضي.

اضافة اعلان

وفي دراسة نشرتها مجلة الطبيعة العلمية "نيتشر" في عددها الاخير أظهر الباحثون الأسبان أن الحفرية التي تم العثور عليها في موقع "سيما ديل إليفانتي" أو (قمة الفيل) بمنطقة أتابويركا الأثرية بمدينة بورجوس (شمال غرب أسبانيا) في حزيران/يونيو الماضي ويرجع عمرها إلى 2ر1 مليون عام على الأقل تعد أقدم بقايا عظام بشرية يتم العثور عليها في أوروبا.

وتوصل العلماء إلى عدة نظريات أولها أن تواجد الجنس البشري في أوروبا كان أقدم مما اعتقده العلماء حتى الآن وأن قارة أوروبا لم تكن مستوطنة من جنس النياندرتال فقط -كما كان يعتقد- وإنما أيضا الأجناس البشرية السلفية "هومو أنتيسيسور"(إنسان ما قبل التاريخ ساكن الكهوف) في سلسلة القردة العليا - التي يعتقد أنها سبقت جنس النياندرتال

(الذي سكن أوروبا) والجنس البشري الحديث الذي يطلق عليه "هومو سبينز" (الإنسان الأول منتصب القامة).

وأوضح خوان لويس أرسواجا، من مركز أبحاث التطور البشري ومدير أعمال التنقيب في أتابويركا بالتعاون مع أودالد كاربونيل، وخوسيه برمودث دي كاسترو، أن أوروبا لم تكن خارج المعادلة من حيث انتشار الجنس البشري في العصور السحيقة.

وتضمن الكشف الأثري العثور على جزء من فك سفلي، ما تزال به بقايا سبعة أسنان، كما تم العثور على سن منفصلة تعود لصاحب أو صاحبة الفك وذلك فضلا عن أدوات حجرية وعظام حيوانات وأدلة على قيام بشر بذبحها أو تقطيعها.

ومن المنتظر أن يلقي هذا الكشف بظلاله على النظريات الأساسية لتطور الجنس البشري التي رأت أن أصل الجنس البشري ظهر وتطور في أفريقيا ومنها هاجر في عدة موجات نزوح وتشير الأبحاث شبه المؤكدة أن الجنس البشري الحديث خرج من أفريقيا منذ أقل من100 ألف عام وانتشر في كوكب الأرض ليحل محل أجناس بشرية أخرى كانت مستوطنة بالفعل ومن بينها جنس النياندرتال في أوروبا كما ثبت أن هذا الجنس يختلف عن الجنس البشري الحديث "هومو سبينز".

غير أن الحفريات الأخيرة تشير إلى أن أفريقيا لم تكن القارة الوحيدة التي شهدت تطور الأجناس البشرية حتى وصلت إلى الـ"هومو سبينز" مما يفتح المجال أمام القيام بالمزيد من الأبحاث لدراسة إمكانية وجود مراكز إنتاج أخرى شهدت مراحل تطور في عدة جهات، حسبما صرح أرسواجا.

يذكر أن أقدم حفريات للأوروبيين الأوائل حتى الآن تم اكتشافها في موقع "جران دولينا" بمنطقة أتابويركا أيضا عام1994 وترجع إلى800 ألف عام مضت وهي تنتمي إلى الـ"هومو أنتيسيسور".