رحيل البدوي العابر للقارات أمجد ناصر.. بعد أن نقش قصيدته الأخيرة على شبابيك عمان

Untitled-1
Untitled-1

عمان- الغد- أمس؛ رحل عن عالمنا الشاعر أمجد ناصر (يحيى النعيمات) بعد 64 عاما من الكفاح في حياة، صاغته شاعرا وكاتبا، وإنسانا مناضلا جوالا في العالم، يلتقط أغانيه التي جعلت قصائده، تنعتق في فضاء شعرية عربية، كان أحد أبرز روادها، شكلت بروحه مساحة تنعتق فيها اللغة، وتتأرق بهواجس الذات والعالم.اضافة اعلان
بعد صراع مع السرطان، غادرنا أمجد، الفتى الذي حطّ رحاله في بواكير حياته، قادما من مدينة المفرق الى عمان، ليبدأ زمنه في الترحال والتنقل من برية إلى أخرى، وليلتحق بالثورة الفلسطينية في لبنان، ومن ثم يستقر مقامه في لندن، وكأن البدوي العابر للقارات، لم يألف المنافي، فعاد على جناحين من ضوء، ليكتب قصيدته الأخيرة في البلاد التي ظلت تتحلق في روح قصائده وكتاباته.
أمجد؛ الذي ولد في الرمثا عام 1955، درَسَ العلوم السياسية في "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وانتقل مع منظمة التحرير الفلسطينية، للعمل في صحافتها في بيروت وقبرص، وأسهم بتأسيس صحيفة "القدس العربي" عام 1987 في لندن التي استقر فيها، إذ تسلم إدارة التحرير وأشرف على القسم الثقافي فيها منذ 1989، لينقل الصحافة الثقافية الى مستوى جديد في الصحافة العربية، ويمنحه من روح الشاعر، ما جعل صفحات "القدس الثقافي"، واحدة من الصفحات التي يترقبها المثقفون والقراء العرب يوميا.
تُرجمت أعماله إلى الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والهولندية والإنجليزية، ولغات أخرى، ونال خلال مسيرته العديد من الجوائز والتكريم، بينها نيله جائزة محمّد الماغوط للشعر من وزارة الثقافة السورية في العام 2006.
كما حاز جائزة الدولة التقديرية في حقل الآداب، ووسام الإبداع والثقافة والفنون الذي منحه إياه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تقديراً لدوره بإغناء الثقافة العربية، وتحديداً الأردنية والفلسطينية.
خلال مسيرته؛ أصدر مجموعات شعرية، بينها: "مملكة آدم"، "مديح لمقهى آخر"، و"بيروت" و"منذ جلعاد كان يصعد الجبل"، و"سُرَّ من رآك"، و"حياة كسرد متقطع"، "رعاة العزلة"، "وصول الغرباء"، "أثر العابر - مختارات شعرية"، "خبط الأجنحة"/ رحلات، "مرتقى الأنفاس"، "وحيدا كذئب الفرزدق"، "حيث لا تسقط الأمطار"/ رواية، "هنا الوردة"/ رواية، في بلاد ماركيز"/ رحلات.
وزارة الثقافة، نعت أمجد الذي بدأ رحلته مع الكتابة قبل نحو أربعين عاماً من عمان، وتنقل بين بيروت، وقبرص، وصولاً إلى لندن التي استقر بها في سنواته الأخيرة، بعد محطات من الهجرة التي حملت معها محطات في الكتابة في الشعر والسرد، تشعبت بين كتابة عن أمكنة، وعن أدب الرحلة، والرواية.
وقال وزير الثقافة الدكتور محمد أبو رمان، إن أمجد ناصر سيبقى في ذاكرة الأردنيين، وفي ذاكرة عمان التي انطلقت منها كلماته الأولى، وكتب فيها ديوانه الأول "مديح لمقهى آخر"، والذي تحدث فيه عن شوارع ومقاهي عمان.
واستذكر تجربة أمجد الشعرية كأحد أبرز رواد الحداثة الشعرية، وقصيدة النثر، ونتاجه الإبداعي، ومساهمته كشاعر، ودوره الكبير في إثراء المشهد الشعري العربي عبر مؤلفاته الشعرية، ومشاركاته المتعددة في المهرجانات العربية والدولية، إذ كان أول شاعر عربي يقرأ في الأمسية الافتتاحية لمهرجان لندن العالمي للشعر، ومشاركته في لجان تحكيم الجوائز العربية والدولية في الأدب والصحافة.