قراءات أدبية منوعة في البيت الأدبي للثقافة والفنون

عمان - الغد - نظم البيت الأدبي للثقافة والفنون لقاءه الشهري العام رقم 190، وذلك أول من أمس في مدينة الزرقاء؛ حيث خصّص الجزء الأول من اللقاء للاحتفاء بالناجحين والناجحات بشهادة الثانوية العامة من أبناء وبنات البيت الأدبي من خلال الاستماع لبعض الأغاني المتعلقة بهذه المناسبة، للانتقال بعد ذلك لطرح ومناقشة موضوع الدراسة عن بعد وما رافق الفصل الدراسي الثاني من ظروف استثنائية في موضوع التعليم نتيجة جائحة فيروس كورونا، الذي ألقى بظلاله على العالم أجمع في مجالات شتى.اضافة اعلان
في الجزء الثاني من اللقاء، كان الحضور القليل مع تنوع إبداعي أدبي واضح؛ حيث قدّم الحكواتي محمود جمعة حكاية بعنوان (الكلبة المتحولة) عالجت عدداً من القضايا المعاصرة بأسلوب سردي مشوق متخذاً من الواقعية والواقعية السحرية منهجاً له، جاعلاً من الكلب (فاغر) والكلبة (لئيمة) بطلي حكايته المحتملة لدلالات سياسية واجتماعية عميقة عدة، منهياً الحكاية بالعودة إلى الواقع المعاش بكلّ ما فيه من قسوة وانتظار في سبيل الحصول على لقمة العيش (دعم الخبز).
ومن بعد الحكواتي، قرأ الشاعر عز الدين أبو حويلة خاطرة بعنوان (عد) وكانت الشاعرية ظاهرة فيها من خلال الاتكاء على الموسيقى الداخلية ومجموعة من الصور الفنية التي تعاضدت مع الفكرة، لتكوّن نهاية طلبية آمرة، ولكن من باب الشوق والرجاء، وقد جاء حال الخطاب في الخاطرة من المحبّ إلى المحبوب.
الوطن كان حاضراً بقوة، فيما أبدع الشاعر محمد كنعان من خلال قصيدته النثرية التي حملت عنوان (نحن الفلسطينيين)، وفيها أشاد بشعب الجبارين في مواجهة الاحتلال الصهيوني، متوقفاً عند أبرز صفاته من نضال وصبر وتحمل للأسر والموت في سبيل فلسطين، مبيّناً تمسك الشعب بأرضه ومحبته رغم كلّ شيء للحياة.
بعد ذلك، كان الحضور على موعد مع الشعر العمودي من خلال قصيدة "النخّاس" التي تألق الشاعر أحمد الدقس فيها ببعده القومي من خلال التوقف عند ما حلّ بلبنان وتحديداً بجرح عاصمتها (انفجار مرفأ بيروت).
الختام كان قصصياً من خلال قصة (المهاجر) للقاص أحمد أبو حليوة، وفيها رصد لحياة إنسان مأزوم بوقائع الحياة الأليمة في مجتمعه من فقر وتهميش وحرمان، وهذا ما يجعله لا يحقق تصالحاً مع مجتمعه الذي نبذه، فازدادت الهوة بينهما، ما أدخله في حالة من الاغتراب، أصبحت معها الهجرة هي الحل، وهذا ما كان من خلال النهاية، علماً أنّ البطل الحقيقي لهذه القصة هو صديق المؤلف المدعو (نضال أبو شنار).
وأسدل أبو حليوة الستار على لقاء شهري آخر من لقاءات هذه المسيرة الأدبية الثقافية الفنية، التي كان قد بدأها في بيته وما يزال منذ العام 2004.