خطر الخيار الرئاسي لنتنياهو

هآرتس

اهود باراك

الأزمة التي تغرق فيها اسرائيل تزداد تعقيدا. من داخل الضباب يظهر بين حين وآخر الخيار الرئاسي. تلخيصه: بنيامين نتنياهو يجر الدولة مرة تلو الاخرى الى انتخابات من اجل التخلص من محاكمته. اغلبية الناخبين يريدون انهاء حكمه. لذلك، يحتمل أن نتنياهو سيخلي مكانه لصالح رئيس حكومة آخر من الليكود، الذي سيشكل حكومة مع نفتالي بينيت وجدعون ساعر وشركائه المعتادين.اضافة اعلان
في موازاة ذلك سيتم انتخاب نتنياهو كرئيس. هكذا فان كل من ازاحوا نتنياهو من بلفور لن يتم اتهامهم بـ"قتل أب" سياسي. هذا السيناريو تم طرحه كما يبدو ايضا في محادثات لتشكيل "حكومة التغيير". وحسب معرفتنا لم يتم رفضه كليا.
فكرة مقر الرئيس كـ"مدينة لجوء" يجب رفضها كليا من قبل أي حكومة محتملة. وصمة اخلاقية ستلتصق بنا جميعا ازاء عالم مندهش اذا تم انتخاب متهم بتلقي الرشوة والخداع وخرق الامانة وأصبح رمزا لدولة اسرائيل والمواطن رقم واحد فيها في السنوات السبعة القادمة. سيلحق بنا العار عندما ستبين للجميع بأن الاختيار هو نتيجة "ابتزاز بالتهديد" استخدمه المتهم على جهاز القضاء والكنيست.
في موقع منزل الرئيس اقتبس قرار حكم للمحكمة العليا. "الرئيس هو رمز للدولة وقيمها الاخلاقية والديمقراطية… وهو يمثل بمكانته الدولة والخطوط الموحدة التي تربط بين اقسامها المختلفة… وهو يمكن أن يشكل نموذج وقدوة في طريقة أدائه لمنصبه وفي طريقة ادارة نمط حياته الشخصية في نفس الوقت". هل يمكن لأحد أن ينظر بشكل مباشر وقول حتى أمر واحد من هذه الامور عن نتنياهو؟ بني بيغن، دان مريدور أو تسيبي لفني – نعم. ونتنياهو؟ شخصيته تصرخ بعكس ذلك كليا.
خطاب نتنياهو في هذا الاسبوع كان سيحرمه في أي دولة سليمة من انتخابه كرئيس. "انقلاب حكومي" ليس هو ما نفذ من قبل مؤسسات الدولة ضده، بل ما يحاول هو نفسه فعله معها. جلسة الاستماع التي أجريت له كانت "مباراة مباعة"؟ ومحاكمته "تمثيلية"؟ المحققون والمدعون العامون والقضاة، جميعهم ثاروا عليه من اجل تصفيته؟ اقوال التحريض هذه، التي يمكن أن تؤدي الى تعريض الحياة للخطر من قبل اشخاص متسرعين في غضبهم، هي استمرار لجهوده من اجل امساك الدولة من عنقها واجبارها على انقاذه من رعب المحاكمة. هذا هو اساس الموضوع، ليس اكثر ولا أقل.
النقاش حول عدم اهليته كان يجب أن يؤدي الى عزله من منصبه، بالأساس عندما يقوم منذ اكثر من سنة بخرق تعهده للمحكمة العليا بالتوقيع على اتفاق تضارب المصالح. هذا النقاش لم يتم حسمه بسبب استخذاء المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، ضعف المحكمة العليا وضعف الرئيس، حيث يوجد في الخلفية استقواء لعدد من قنوات وسائل الاعلام. في المكان الذي تتم فيه حماية المدعين العامين طوال الاسبوع مدة 24 ساعة، مثلما في الجريمة المنظمة، فان الشهود الرئيسيين يكونون مهددين وجهات مجهولة "تجمع المعلومات" عن القضاة، يوجد خوف من أن الحاجة الى ارضاء نتنياهو هي خضوع "لابتزاز تحت التهديد". أي وصف آخر هو ابعاد للمعنى الحقيقي لكل ما يحدث.
هناك ايضا مشكلة عملية. في موقع بيت الرئيس يوجد اقتباس لهرتسل من كتاب "ارض قديمة – جديدة": "مهمة الرئيس ستكون رمزية في اساسها. هو سيقف فوق الخلافات السياسية". هذه ايضا هي روح قانون الاساس. ولكن من بالضبط سيمنع نتنياهو كرئيس من مواصلة الوقوف فعليا على رأس الحزب الاكبر في الكنيست وأن يقوم بالمناورات من مقر الرئيس مع الحكومة ومع المعارضة، حسب الموضوع. من سيمنعه من البدء بتحركات في مجال السياسة الخارجية والامن القومي، حيث تكون مدعومة من قبل القائمة الاكبر في الكنيست؟.
بدون التحدث عن حقيقة أن عملية اختياره كرئيس "ستثبت، حسب رأيه، أن جميع الملفات تمت حياكتها، وأنه لم يكن هناك أي شيء، باستثناء مؤامرة سياسية من اجل اسقاطه". باختصار، من يعتقد ان نتنياهو سيكون "رئيس هادئ" مثل فراين كتسير، فهو يعيش في فقاعة خطيرة. بين انتخابات خامسة وضرر لا يمكن اصلاحه، وظيفيا واخلاقيا، والمتعلق بانتخاب نتنياهو كرئيس، للاسف، نحن نفضل الانتخابات.