الشنطي تنتقل من جيوب الفقر إلى سدة التجارة

Untitled-1
Untitled-1
عمان- الغد- أحبت أمينة الشطي ذات الـ38 ربيعاً العمل المجتمعي، فأصبحت عضواً في جمعية سيدات باب الريان الخيرية في ديرعلا، وشاركت في العديد من الأعمال التطوعية والورشات التدريبية، ووفقت بين جميع هذه النشاطات وحياتها الأسرية كونها زوجة وأماً لخمسة أبناء. وقالت "أنا امرأة طموحة وأسعى دائماً لتثقيف نفسي". وتضيف "عشت طفولتي وشبابي في منطقة تعد من جيوب الفقر في الأردن، وربما كان هذا سبباً جعلني أسعى دائماً للحصول على الأفضل لمساندة أسرتي خاصة بعد تقاعد زوجي، كلما كنا نستقبل ورشة عمل أو دورة في الجمعية كنت أسجل اسمي بها وألتزم بالحضور حتى أستفيد من خبرات المدربين والزميلات، شاركت في العديد من الدورات منها الرعاية الوالدية وإدارة الأعمال المصغرة وسفراء القراءة، إضافة إلى الورشات المهنية ومنها دورة لصناعة المخللات، كما شاركت بمشروع نجمة، وهو مشروع تجميلي استمر لمدة ثلاثة أشهر". كان هدف أمينة أن تستفيد عائلتها مما تتعلمه في هذه الدورات التدريبية، فبدأت تجرب العمل في مجالات مختلفة، فتارة تعمل في المنزل وتارة أخرى في المزارع، تقول أمينة: "بدأ زواجي باقتراض مبلغ من البنك، لذلك كنت دائمة التفكير بتحسين الوضع المادي لأسرتي وتأمين احتياجاتهم، حاولت أن أعمل من البيت في المخللات وغيرها مما تعلمته من الدورات السابقة، ومن ثم اتجهت إلى العمل في المزارع وبعد محاولات عدة لم أجد بها ما يساند أسرتي مساندة حقيقية اشتريت بعض الأدوات المنزلية بسعر الجملة لبيعها لصديقاتي بهامش ربح منطقي، وأذكر أن قيمة هذه الأدوات في المرة الأولى كانت ثمانية عشر ديناراً، لم أكن أتوقع هذا الإقبال من السيدات رغم أن المنطقة التي أسكن فيها تفتقر لوجود محال بيع الأدوات المنزلية". وتضيف "بعت ما كنت قد اشتريته، وأعدت الكرة مرات عدة، وفي كل مرة أشتري بمبلغ أكبر من المرة السابقة، شعرت بالخطر عندما بدأ المبلغ يكبر، فأرباحي في كل مرة تختلف عن الأخرى، وبناء عليه قررت المشاركة بدورات جديدة توفرت آنذاك لسيدات المجتمع المحلي في الجمعية، فانتسبت لدورات تدريبية يقدمها مشروع مدد تحت إدارة مركز تطوير الأعمال BDC، كانتا دورتين تعلمت بهما التجارة، إن صح التعبير، فقد تعلمت مهارات شخصية أضفت قوة على شخصيتي لم تكن لدي من قبل، كما تعلمت كيفية حساب تكلفة أي مشروع وأرباحه وكيف أفصل حساب المنزل عن حساب المشروع، بثت هاتان الدورتان في نفسي الحماس بسبب التأثير الهائل الذي انعكس على المبيعات حيث وصل المبلغ الذي أشتري به البضاعة بالجملة إلى ألف دينار". تبحث أمينة الآن عن الاستقلالية بفصل المشروع عن المنزل، قائلة: "أصبح منزلي كأنه مستودع كبير يحتاج إلى تنظيم، بدأت أرتب أموري للخروج من البيت كوني بحاجة لمساحة كبيرة مستقلة، فقمت بدراسة المواقع من حولي فوجدت قطعة أرض تقع بالقرب من ثلاث مدارس للذكور والإناث ومنها ثانوية وابتدائية، وقمت ببناء مخزن خاص على الأرض لموقعها المتميز، وأنا الآن أعمل على تجهيز المخزن وأفكر بتأسيسه ليكون سوبرماركت؛ حيث يقع بين المدارس وعادة ما يكون الطلب كبيرا على السوبرماركت في مناطق مماثلة، ومن جانب آخر من الممكن تصريف الأدوات المنزلية التي تعودت على بيعها من خلاله". ويعد هذا ضمن مشروع "تعزيز الوصول الى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة في الأردن"، وهو ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية "صندوق مدد"، وبتنفيذ الائتلاف الذي تقوده المبادرة النسوية الأورومتوسطية EFI.اضافة اعلان