الطلاق صدمة عاطفية

  عمان - الغد - يعتقد كثيرون أن المرأة أكثر تأثراً بالطلاق من الرجل. لكن دراسات عربية وأجنبية أثبتت عكس ذلك، حيث وُجد أن المرأة تتمتع بمناعة أكثر ضد الصدمات العاطفية بعكس الرجل.

اضافة اعلان

     لكن الرجل يتغلب على تلك الصدمة بالزواج مرة أخرى، بعكس المرأة التي تشير الدراسات إلى أنها تستغرق وقتاً أطول قبل أن تتزوج مرة أخرى بعد طلاقها، بحسب مجلة والدي الإلكترونية.

    والزوج يتأثر بالطلاق بشدة بخاصة في حالة مبادرة الزوجة بطلب الطلاق سواء باللجوء لفسخ العقد لخلل من جانب الزوج أو مبادرتها بطلب المخالعة من أجل عتق نفسها من الارتباط بذلك الزوج.

    كما أنه في حالة وجود أبناء من هذا الزوج فإنه يتأثر كثيرا: فقد يقع الطلاق في المحكمة لكن وجود الأبناء يعني استمرار الارتباط النفسي والذهني بين الزوجين. والأمر يحدث كذلك في حالة طول مدة الحياة الزوجية التي قضاها الزوجان معاً، إذ إنهما قضيا زهرة حياتهما معاً، وفي حالة تأخر الزواج مرة أخرى بعد الطلاق نتيجة العزوف عن الارتباط بالجنس الآخر.

     وتؤكد دراسات أن الضغط النفسي يزداد على الزوجة بعد الطلاق نتيجة عدة عوامل مترابطة. مثلا طول مدة الزواج، إذ إن طول فترة الزواج يجعل الزوجة تشعر بأن تلك الفترة من عمرها ضاعت دون جدوى. والسن عند الطلاق: إذ كلما زادت المرأة عن سن الأربعين تعرضت لضغط نفسي أكبر.

      وما يزيد الضغط النفسي على الزوجة أيضا ظروف الطلاق: إذ إن الطلاق المفاجئ له أثر سلبي على الزوجة، وكذلك الطلاق الذي يتم بمبادرة الزوج وإصراره عليه رغم معارضة الزوجة ومحاولتها إصلاح الخلل الأسري حتى آخر لحظة.

     كما أن سن الأبناء عند الطلاق عامل مهم للتأثير على النفسية: إذ إن الأم المطلقة تتحول إلى عائل وحيد لرعاية الأبناء وهذا يضيف ضغوطاً جديدة عليها كان الأب يتحملها عنها وتزيد هذه الضغوط كلما كان الأبناء أقل عمراً وأكثر حاجة إلى المساندة والرعاية.

وبالتأكيد للحالة المادية والتعليمية للزوجة أثر أيضا، بخاصة إذا كانت الحالة المادية للزوجة جيدة وكانت حاصلة على شهادة تعليمية تعتمد عليها كان لذلك مكانته في دعمها نفسياً وفي احتفاظها بتقديرها لذاتها وقدرتها على مواجهة موقف الطلاق ولكن إذا كان الوضع عكس ذلك فإن ذلك يؤثر في نظرتها لذاتها ودورها في الحياة.

      ومن المؤثرات أيضا على نفسية المرأة عند الطلاق موقف الأسرة والمجتمع من "أبغض الحلال": هناك متابعة اجتماعية للمطلقات في مجتمعاتنا الخليجية والعربية إذ إنها تظل تحت المراقبة لكل حركاتها وتصرفاتها، وكلما كانت ثقة الأسرة بابنتها أكبر كلما ساعدها ذلك على التأقلم مع موقف الطلاق.