بعد فوز مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية.. دعوات لاستغلال مواردها لإنعاشها اقتصاديا

أحمد الشوابكة مادبا - تنتظر مدينة مادبا، بعد نيلها لقب عاصمة السياحة العربية للعام 2022، أن توجه الحكومة اهتماما خاصا بها، ليكون هذا اللقب بمستوى الأداء الرسمي في تنشيط السياحة هناك. ودعوا لأن يكون الفوز بهذا اللقب، مساهما حيويا لتسليط الضوء على ما تتمتع به المدينة التاريخية العريقة، من إمكانيات وموارد سياحية، تتمثل بمواقعها الأثرية ومنشآتها السياحية، وما تتضمنه من مشاغل ومحال حرف تقليدية، وطبيعة خلابة، وإرث ثقافي متنوع، تحفظه أغلب المراجع التاريخية في العالم. ويرى مستثمرون وعاملون في قطاع السياحة، أن الواقع الذي يمر فيه القطاع حاليا، وضعهم في حالة ترقب لمستقبل عملهم، بعد تعرضهم لخسائر فادحة العامين الماضيين جراء جائحة كورونا. وكانت مادبا، تمكنت من دخول منافسة نيل هذا اللقب، بعد تحقيقها لمعايير وشروط المنظمة العربية للسياحة، وبالتالي فإن هذا الانجاز، سيسهم في حال استغلاله على نحو جيد، بتنشيط الحركة السياحية في المدينة خاصة والاردن على نحو عام. ولفت عاملون في القطاع السياحي بمادبا، الى ان اللقب سيضع المدينة تحت الضوء، ما سيجذب مشاريع استثمارية رائدة في مختلف المجالات، واستثمار مواردها الطبيعية والثقافية والدينية الفريدة، وبالتالي ستفتح هذه الحركة، مجالا واسعا لزيادة فرص العمل والحد من ارتفاع نسبة البطالة، وفق مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني. وأشار الجعنيني إلى أن معايير اختيار مادبا عاصمة للسياحة العربية، ركزت على الإدارة السياحية للمدينة وبنيتها التحتية ومواردها السياحية وغيرها من العوامل، مؤكداً بأن وزارة السياحة والآثار، عززت هذه المكانة، بأن وضعت مادبا على خريطة التراث الحضاري والديني في المملكة، الى جانب انها أسهمت بتعزيز توطين حرفة وفن الفسيفساء والحرف اليدوية فيها على مستوى المملكة. وأضاف الجعنيني أن هذا الفوز، يضعنا أمام تحد كبير، بخاصة وأن معايير الاختيار تتوافر في المدينة، وتشتمل على الإدارة والبنية التحتية والموارد وتنوع الأنماط والأنشطة السياحية، والحفاظ على البيئة وحمايتها، والاستجابة للمستجدات السياحية والنتائج المرجوة منها في المدينة والسلامة العامة والأمن والاستقرار المجتمعي. ويسهم اختيار إحدى المدن العربية عاصمة للسياحة من المنظمة سنويا، بتشجيع حركة السياحة في المدينة، والسياحة العربية البينية التي تبرز فيها الخصوصيات والعادات والتقاليد المميزة لكل مدينة، يجري اختيارها، وتعزيز دورها في دعم صناعة السياحة العربية والتواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى. واعتبر محافظ مادبا علي الماضي فوز مادبا، جهداً وطنياً للترويج وتحفيز القطاع السياحي كمورد اقتصادي هام، مؤكداً بأنه ستنفذ برامج وأنشطة في محافظة مادبا، تبرز دور القطاعات الخدمية والفندقية. وبين أن صناعة الفسيفساء في مادبا التي تتميز بها مادبا على المستوى العالمي، لاقت اهتماماً رسميا، جراء تطوير هذه الحرفة، والحفاظ عليها، بعد إنشاء معهد مادبا لفن وترميم الفسيفساء، الذي ساهم بالحفاظ على هذا الإرث التاريخي للمدينة. وقال إن هذا الفوز سيرفع من أعداد السياح للمحافظة، ويروجها بشكل أكبر، وسيحقق الترويج له، جذبا للرحلات السياحية الداخلية والخارجية، ما سينعش الحركة السياحية والاقتصادية، لتنوع الفضاء السياحي فيها، الديني والعلاجي والترفيهي والبيئي. النائب مجدي اليعقوب، أكد ما حققته مادبا بهذا الفوز، يُشكل مصدر فخر واعتزاز ويبعث فينا الأمل والتفاؤل، للانطلاق نحو مسار جديد في عملنا السياحي بالمدينة، التي تتميز بفرادتها الى جانب كونها رمزا للتسامح والوئام والعيش المشترك. وبين المدير التنفيذي لبلدية مادبا الكبرى جلال المساندة، أن البلدية تسعى للارتقاء بالمنتج السياحى وإطالة مدة إقامة السائح، لافتا إلى أن البلدية، استحدثت قسما للسياحة والتراث يسهم في عملية ترويج المنتج السياحي والحفاظ على الموروث الحرفي. وأكد عميد معهد مادبا لترميم الفن والفسيفساء الدكتور أحمد العمايرة، دور المعهد في المحافظة على المنتج السياحي، بخاصة حرفة الفسيفساء وعدم اندثارها، مشيرا إلى أن المعهد يعد مركزا إقليميا ووحيدا في الشرق الأوسط لإنتاج وترميم الفسيفساء، التي تتميز بها المحافظة، بحيث يعكس هذا الفن العريق ازدهار الحضارات المتعاقبة، ومن أبرزها خريطة الفسيفساء التي تعتبر أقدم خريطة فسيفسائية في العالم. وقال إن مشروع المعهد جاء ثمرة تعاون مشترك بين الحكومتين الأردنية والإيطالية، والوكالة الأميركية للإنماء الدولي (USAID)، حرصاً على نقل هذا الإرث الحضاري وما يحويه من رسائل سلام ومحبة وعيش مشترك بين الديانات السماوية إلى الأجيال القادمة. وأكد أن الزخارف واللوحات الفسيفسائية في مادبا لا مثيل لها في المنطقة، وهذا دليل على أهمية مادبا، لافتا الى ان المدينة سبق لها وان فازت بلقب المدينة الحرفية العالمية، وهذا مؤشر حقيقي لأهميتها. ويرى رئيس جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث في مادبا سامر الطوال، أهمية هذا الفوز، بأنه يحقق انعكاسا إيجابيا على ترويج مادبا سياحياً للعالم، داعيا وزارة السياحة لمضاعفة جهودها لاستغلال هذا اللقب في عملية الترويج عالمياً، لفتح آفاق سياحية جديدة للمستثمرين ودعمهم. ويجد مدير بازار القصر الأموي لبيع التحف الشرقية أحمد مصار أن اللقب يدفع نحو جعل مادبا من بين أهم المدن السياحية والتراثية العالمية، ويحقق فرصة للتعرف على أهميتها ومكانتها التاريخية، مؤكداً أهمية استغلال هذا الإنجاز العالمي بعيدا عن الشعارات، داعياً السفارات الأردنية في الخارج والمنافذ الحدودية لترويج المدينة سياحياً. ويؤكد المخرج حسين دعيبس، أن حصول مادبا على لقب عاصمة السياحة العربية لم يأت من فراغ؛ وهو يحقق إضافة لما تتمتع به مادبا من مواقع أثرية وسياحية وجماليات طبيعية، فرصة لتقديمها للعالم من زوايا جديدة، تبرز هذه الجماليات والتاريخ الذي تحتضنه. ودعا لتكريس فنانين ومثقفي مادبا جهودهم على ابراز وجه مادبا الثقافي للعالم، ونقل الصورة الحقيقية لملامحها التاريخية، وتجسيد كل ذلك في أعمالهم الفنية في مختلف المجالات. ولفت الى اهمية أن استغلال هذا الانجاز، بشكل يحافظ على ديمومته، مؤكدا ما تتمتع به المدينة من خصوصية ثقافية، عبر إقامة مهرجان ثقافي فني سنوي في ربوعها، يستقطب ويجذب السياح والزوار من العالم. على جانب آخر انتقد مسعود حسن الشوابكة، الواقع السياحي في مادبا، التي يؤثر على ملامحها السياحية، بسبب بنية الطرق وحركة المرور التي أضرت بشوارع المدينة المبلطة. ولفت الى عمليات إزالة المقاعد على جنبات الطرق، واصفا ذلك بتشويه لجماليات المنطقة، مصراً على أهمية إعادة تركيب تلك المقاعد في أماكنها المخصصة، وصيانة إضاءة المدينة، وتزويد الشوارع بحاويات للقمامة. وطالب ليث أبو قاعود بأن يجري اعادة وضع خطة مستدامة، للحفاظ على منجزات مشروع ماداب السياحي الذي وقع عليه إهمال في السنوات الماضية. واستغرب محمد نايف الحجوج السماح لحركة السيارات بالسير على شوارع المدينة المبلطة، وأسهمت بأضرار بالغة فيها، وأعاقت حركة المشاة لضيق سعة الشوارع، في وقت نتطلع فيه بعد فوزها هذا الى الخروج العالمية بها سياحيا. وقال عدي سالم، إن الشارع السياحي وسط مادبا فقد طابعه السياحي والتراثي، الذي أنشئ من أجله بسبب إغلاق الكثير من المحال السياحية (بازارات) نتيجة خسائرها التي خلفتها تداعيات الجائحة، ما اضطر بعضهم الى تحويل محاله إلى متاجر تموينية وملابس، ما يتطلب ذلك من الجهات المعنية إعادىة البريق لهذا الشارع الممتد من مركز زوار مادبا نقطة انطلاق الأفواج السياحية إلى المواقع الأثرية على المسار السياحي وانتهاء بكنيسة (سان جورجس).اضافة اعلان