جميل عواد يطوي مسيرة نصف قرن ويلوح مودعا

عزيزة علي

عمان - رحل الفنان الأردني جميل عواد، صاحب التاريخ الثقافي والفني العريق، المناضل في سبيل الكلمة، والمقاتل الشرس صاحب المواقف الوطنية المشرفة.

اضافة اعلان

فنانون أردنيون عبروا عن حزنهم لخسارة هرم من اهرام الفن الأردني والعربي، وصاحب "كاريزما" ميزته في كل ادواره واعماله.
والفنان الراحل متعدد المواهب فهو مهندس ديكور وممثل ومخرج، فأول اعماله في مجال الإخراج كانت في السبعينيات بمسرحية "عودة الغائب"، ثم مسرحية "الشحاذين".

الفنان زهير النوباني قال ان رحيل الفنان جميل عواد صاحب القامة الفنية والثقافية، يشكل خسارة كبيرة، سواء في مجال الكتابة الدرامية او في المجال المسرحي والتمثيل وفي مجال الديكور، فقد قدم اعمالا مهمة نعتز بها وما أزال اذكر إخراجه لمسرحية "الشحاذين"، واعماله التلفزيونية التي تركت اثرا كبيرا في نفوس المشاهدين الأردنيين والعرب. وقدم تعازيه الى اسرته والى الفنانة جولييت عواد.

الفنان محمد العبادي قال ان عواد كان من أوائل الفنانين الأردنيين الذين عملوا مع "أسرة المسرح الأردني"، التي تأسست في العام 1966، وتم اختياره كـ"مهندس ديكور"، ومن خلال هذه الاسرة التي جاءت في زمن الفنان المخرج الراحل هاني صنوبر، كان عواد يقوم ببعض الأدوار، ثم انتقل للعمل في التلفزيون الأردني في 1969.

وأشار العبادي الى انه في تلك الفترة انطلقت اعمال المقاومة من شعر وسينما ومسرح وشارك عواد في عدد منها، وكان يأخذ دور الضابط بسبب الكاريزما التي كان يتمتع بها.

وتحدث العبادي عن الجوانب الإيجابية في شخصية عواد، فكان مقاتلا شرسا في سبيل الكلمة والموقف ومقاوما للتطبيع، وله العديد من المواقف الوطنية المشرفة، وهو ودود المعشر، مشيرا الى ابرز الاعمال التي قام بإخراجها عواد في البدايات كان اسمها "عودة الغائب"، ثم أخرج مسرحية "الشحاذين".

من جانبه قال نقيب الفنانين السابق ساري الاسعد إن عواد قامة فنية كبيرة نفتخر ونعتز بها، فقد قدم الكثير من الاعمال الفنية الدرامية الأردنية والعربية، وكان فنانا ملتزما، يحترم فنه، وكتب العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية، واضاف "ستفتقده الساحة الفنية الأردنية والعربية وانا على المستوى الشخصي فقدت زميلا وصديقا ومعلما لطالما حارب من اجل دراما محلية اردنية ذات مستوى عال، وعزاؤنا الحار للفنانة القديرة جولييت عواد.
وقالت الفنانة عبير عيسى، "برحيل عواد اليوم خسرنا هرما من اهرام الفن الأردني، فهو صديقي واستاذي اشتركت معه في الكثير من الاعمال، وكان صاحب روح جميلة ومرحة.. نعم اختلفنا كثيرا مثل أي عائلة تحصل فيها اختلافات، ولكن بقي الأستاذ والصديق.. سيبقى في القلب حتى لو رحل الجسد، تعازينا الحارة للفنانة الجميلة جولييت عواد".

وذهب الممثل والكاتب والباحث الاردني محمود الزيودي الى ان عواد من أوائل المؤسسين للدراما الأردنية، وهو متعدد المواهب، كاتب وممثل ومهندس ديكور ومخرج ورسام، ورغم ذلك كان متواضعا جدا مع زملائه الذين يعمل معهم، وقد عمل معي في خمسة مسلسلات، وكان نموذجا للفنان الملتزم. وتابع، اجمل ما لاحظته عليه عنايته بالفنانين الشباب والحديثين في مهنة الفن فقد كان يوجههم وينصحهم، فهو من الجيل الذي ازدهرت الدراما الأردنية في زمنه.

برحيله اليوم، "فقدنا عملاقا من عمالقة الفن الأردني مثل نبيل المشيني، محمود أبو غريب، علي عبدالعزيز، واديب الحافظ، ومازن قبج، ووليد بركات"، داعيا جيل الشباب ان يكونوا بنفس روح العطاء التي كان يتمتع بها عواد"، مقدما الزيودي التعازي الى رفيقة دربه الفنانة القديرة جولييت عواد.
فيما قالت المخرجة مجد القصص ان عواد لم يكن فنانا فقط، بل كان مثقفا شاملا بكل معنى الكلمة، انسانا وطنيا وكان ينتمي الى الجيل الملتزم بقضايا الوطن، والجمال المقدم اما على الدراما التلفزيونية او في المسرح. واضافت، بدأ حياته في المسرح على الرغم من انه فنان تشكيلي وتحول الى مخرج مسرحي في بدايات الستينيات والسبعينيات وانتج مجموعة من المسرحيات المهمة جدا، وعملت معه جولييت عواد، ثم اتجه الى الدراما التلفزيونية فكان يختار اعماله بدقة فلا يقبل ان يكون اقل من المستوى وقدم مجموعة من المسلسلات التلفزيونية الأردنية والأردنية العربية المشتركة وخاض مجالا آخر وهو كتابة الاعمال التلفزيونية وقدم اكثر من عمل من اهمها "المحروس"، ومؤخرا كتب رواية.
ورأت القصص ان عواد كان منحازا للجمال في الدراما، وكان مقاوما وطنيا ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، وله نصيب من الجمال، مبينة ان رحيله خسارة وحزن كبير".

من جهتها نعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، الفنان الراحل، وقالت: رحيل الفنان جميل عواد يعد خسارة كبيرة للوطن، وخسارة للفن العربي الذي كان أحد رموزه، إذ كان الراحل يمثل علامة مميزة ليس في المشهد الدرامي الأردني، وحسب، وإنما الثقافي والإعلامي العربي.
وأشارت النجار إلى اسهامات عواد في المجالات الفنية والثقافية الوطنية، لافتة الى ان عواد اسهم في بناء الوجدان الثقافي والوطني من خلال أعماله الفنية الوطنية التي استقاها من ينابيع الحياة الأردنية من الأصالة والقيم الراسخة للإنسان الأردني المعطاء، ومن خلال تجسيده لشخصيات عدد من الرموز الوطنية.
وقالت النجار إن الراحل حظي بمكانة كبيرة في الوجدان الشعبي وأذهان الأجيال من خلال الأعمال التي جسد فيها قيم الشجاعة والكبرياء والفروسية التي عكست الحياة في البادية والقرية الأردنية وعلاقاتها وتحولاتها وهموم الناس وأحلامهم.
وعبرت الوزيرة عن خالص العزاء لأسرة الراحل الذي أصبح رمزا للدراما الأردنية، ولرفيقة دربه الفنانة جولييت عواد، ولأصدقائه وللأسرة الأردنية التي طالما عشقت إبداعات الفنان الكبير جميل عواد.

وكان الفنان الأردني القدير جميل عواد رحل بعد صراع مع المرض، وقد ولد في عمان العام 1937 وقد اشتهر بأدوار الحزم والشدة.
والفنان الراحل قدم العديد من الأدوار في الدراما الأردنية وقد تميز دوماً بدور الرجل الحازم شديد البأس في معظم شخصياته.
وعلى الصعيد الأكاديمي تخصص الممثل جميل عوّاد في هندسة الديكور، وعلى الصعيد المهني التحق للعمل في التلفزيون الأردني منذ افتتاحه العام 1968 .
أول أعمال الفنان جميل عوّاد الدرامية كان مسلسل القرار الصعب العام 1985م ثم تابع تقديمه لأدواره المميزة في مسلسل الكف والمخرز العام 1992.
ومن الأعمال التي شارك بها الفنان جميل عوّاد كان مسلسل أبناء الضياع، ومسلسل آخر الفرسان العام 2002، مسلسل الرحيل، مسلسل مخاوي الذيب، ومسلسل نمر بن عدوان العام 2007 والتغريبة الفلسطينية العام 2008.
وفي العام 2010 شارك جميل عوّاد بالتمثيل في فيلم الشراكسة وفي العام 2012 كان له دور مميز في فيلم مملكة النمل الذي يتناول القضية الفلسطينية للمخرج شوقي الماجري.

وللفنان تجربة في مجال التأليف تضمنت ثلاثة أعمال درامية هي مسلسل عيال الذيب، مسلسل الكف والمخرز ومسلسل الشريكان، كما ساهم في اخراج مسلسل الثوب.

شارك الفنان القدير جميل عواد في العديد من الأعمال واستمرت مسيرته الفنية أكثر من 40 عاما قدم خلالها أعمالا وأدوارا متميزة.