معان: تفاقم ظاهرة التسول وسط شكاوى من ضعف الرقابة

حسين كريشان

معان- في وقت تتنامى فيه ظاهرة التسول على نحو متزايد في مدينة معان، يتساءل مواطنون عن ضعف الرقابة وفرق مكافحة هذه الظاهرة.

اضافة اعلان


وتؤكد مصادر في وزارة التنمية الاجتماعية، أن محاربة التسول تصطدم بضعف الإجراءات القانونية الرادعة تجاه المتسولين، لافتين إلى أنه وبرغم جهودها الحثيثة حيال هذه الظاهرة، لكنها غير قادرة على القضاء عليها جذريا، ليس بسبب عجزها، بل لضعف الإجراءات، إذ تبقى حملات كوادر ومكافحة التسول فيها، ضعيفة ما دامت لا تملك سوى مسؤولية جمع المتسولين من الشوارع وأماكن انتشارهم فقط، وتحويلهم للجهات الأمنية والقضائية المختصة.


وقالت المصادر، عادة يعاقب المتسول قضائيا بالحبس لفترة زمنية تصل الى عدة أشهر، وغالبا تستبدل مدة الحكم بغرامات مالية، يدفعها المتسول أو ذووه، ثم يخرج فيعود للتسول ثانية.


وأضافت، أنه لا بد من التركيز على جوانب التوعية والتثقيف للمواطنين لمساعدة الوزارة في حملاتها، وعدم تشجيع المتسولين على التسول، والتوقف عن إعطائهم مساعدات مالية، منطلقة من أن أن الوزارة تؤمن بان القضاء على الظاهرة، ليست مسؤوليتها وحدها، فتعاون المواطن واعادة النظر في تشريع القوانين الناظمة والمشدده للعقوبات، أس اس التعامل مع هذه القضية الاجتماعية للحد منها.


وينتشر عشرات المتسولين من مختلف الأجناس والأعمار، إذ أن جزءا منهم يأتي من خارج محافظة معان، ويتمركزون في أماكن الازدحام السكاني والمواقع الحيوية، كالمؤسسات الاستهلاكية ومحطات الوقود والبنوك والمحال التجارية والدوائر الرسمية والمساجد.


وتنشط حركتهم في أواخر الشهر، عند تسلم الموظفين لرواتبهم، وأيام العطل والمناسبات والأعياد الدينية، ويتبعون أساليب عديدة لاستدراج المواطنين كي يقدموا لهم المال، بذريعة فقرهم وحاجتهم.


ويوجه مواطنون شكاوى وانتقادات حول تزايد وتنامي الظاهرة، التي أصبحت مهنة وتجارة تدر على بعض ممارسيها أموالا طائلة، جراء استغلال عطف وكرم المواطنين لكسب المال.


يقول الناشط الاجتماعي صالح أبوعودة، إن سلوكات المتسولين في معان، القادمين من خارج المحافظة، ازدادت سوءا في الآونة الأخيرة، فعند مشاهدة صور إلحاحهم بالاستجداء والطلب والتنمر واستفزاز المواطنين وإحراجهم، يخرج الأمر عن دائرة الحاجة والعوز إلى دائرة التــسلط والإجبار.


ولفت إلى أن المتسولين يتسببون بالحرج لقاصدي المدينة وزوارها، بخاصة القادمين من خارج المملكة، إذ يتعرضون لمضايقاتهم، ويتلفظون بكلام وتصرفات غير لائقة، مؤكدا أن وجودهم أصبح مزعجا، ويعكس صورة غير حضارية أمام القادمين للمدينة.


في حين يرى عمر الفناطسة، أكد أن مكافحة ظاهرة التسول مسؤولية مجتمعية، تستوجب تعاون المواطن وجهات الرقابة، عبر تكثيف حملات التوعية المجتمعية وفرق المكافحة، وتغليظ العقوبات الرادعة التي تقضي على التسول.


وطالب عبدالله البزايعة، الجهات المعنية بإجراءات قانونية رادعة، لا الاكتفاء بفرض غرامات مالية، يمكن للمتسول الممتهن تامينها، داعيا للحد من الظاهرة والتي باتت تؤرق المجتمع.


واعتبر بأن العقوبة الرادعة بحق المتسولين، عامل مساعد على اختفاء ظاهرة التسول وتلاشيها وليس تراجعا في أعدادها، بالإضافة لتكثيف الحملات لرصد ومتابعة المتسولين المنتشرين وسط المدينة، وأحيائها السكنية والتي أصبحت تزداد وتتفاقم بشكل كبير، في ظل ضعف المكافحة لهذه الظاهرة المزعجة.


من جهته، يؤكد مدير التنمية الاجتماعية في المحافظة الدكتور أمجد الجازي، أن المديرية ضبطت 157 متسولا عبر 180 حملة، نفذتها فرق الرقابة ومكافحة التسول، منذ بداية العام الحالي، مقارنة مع ضبط 52 متسولا عبر 96 حملة للعام الماضي، ما يؤشر لارتفاع أعداد المتسولين بنسبة 80 % هذا العام.


وأشار الجازي لـ"الغد"، أن ظاهرة التسول في معان مصدرها من خارج أبناء محافظة معان ممن يأتون لممارسة التسول في المواسم الدينية والاجتماعية وأوقات معينة وأواخر الشهر.


وبين أن المديرية ماضية بتكثيف حملاتها وجولاتها الميدانية، عبر لجان الرقابة وفرق مكافحة التسول بشكل مفاجئ، وبأوقات مختلفة على أماكن وجود المتسولين بصفة عامة، للتخلص من انتشار التسول بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية والحاكمية الإدارية وبلدية معان الكبرى بمتابعة التسول.


وقال إن هناك إجراءات تتخذ بحق المتسولين، الذين ضبطوا في الجولات التفتيشية، وأغلبهم من فئات النساء والشبان وقليل من الأطفال، وتحويلهم للجهات المختصة لتطبيق الأنظمة والإجراءات القانونية بحقهم، لمنع تكرار التسول من جديد، للقضاء على تلك الظاهرة السلبية في المجتمع.


ودعا الجازي، المواطنين لعدم الاستجابة إلى طلب المتسولين، باعتباره استدرارا مخادعا لعواطفهم للحصول على المال، معتبرا بأن تعاطف المواطنين مع هذه الفئة يسهم بتشجيعها وإقبالها على التسول، بخاصة الفئات التي تستخدم الأطفال لكسب عطف المواطن.


وأكد أن تعاون المواطن عامل مهم ويسهم بتجفيف منابع ومكافحة التسول، والحد من الظاهرة السلبية التي تسيئ للمجتمع والدولة، بإبلاغ مديرية التنمية الاجتماعية عن أي تجمعات للمتسولين وأماكن وجودهم في معان.

إقرأ المزيد :