وظيفة المرشدين بالعلاقات الزوجية.. الحكم على المخطئ أم معالجة الدوافع؟

Untitled-1
Untitled-1

عمان- اذا كنتم تخشون الحصول على الاستشارة الزوجية فتأكدوا أنكم لستم وحدكم؛ فالكثير من الأزواج يتجنبون الذهاب إلى مرشد للحصول على الاستشارة الزوجية، وغالبا ما يتركون هذا الخيار كآخر حل لهم. حتى عند استشارتهم للمرشدين أو المعالجين، فغالبا ما يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم بدون الرغبة في بذل أي جهد أو إعطاء الوقت الكافي. يحتاج إصلاح علاقة ما إلى الكثير من الجهد والالتزام من كلا الطرفين. ودائما هذا الأمر أشبه بالذهاب إلى النادي الرياضي، فالمدربون في النادي الرياضي سيوجهونكم لما عليكم فعله، وسيساعدونكم على تحقيق أهدافكم من خلال خبرتهم ومعرفتهم الجيدة، ولكن لتحصلوا على الجسم الصحي والرياضي الممشوق سيتطلب هذا منكم بذل كل جهدكم والالتزام والتفاني في عمل المشرف. وينطبق هذا الأمر أيضا على الإرشاد الزوجي؛ إذ سيُقوي هذا الإرشاد علاقتكم الزوجية ويطور وينمي كلا الطرفين بشكل فردي.
بعض التوقعات الخاطئة التي قد تعيق طريقكم نحو النجاح في إصلاح العلاقة:

  • "سيحدد المرشدون أو المعالجون من هو على خطأ ومن على صواب":
    وظية المرشدين أو المعالجين ليست الحكم على من هو المخطئ ومن هو الضحية، بل هم عبارة عن مستشارين ومرشدين يرشدونكم ويساعدونكم على تحديد العادات والأنماط والسلوكيات التي تسبب المشاكل في علاقتكم وتعيق سيرها، وفي النهاية سيساعدونكم على التخلص منها.
  • "سيُصلح المرشدون أو المعالجون سلوك أزواجكم":
    من المعروف أن الكثير من الأزواج يخضعون للإرشاد الزوجي، لكي يساعدهم المرشدون على إصلاح سلوك شريكهم؛ حيث يظنون أن هذا هو الحل للمشاكل في علاقتهم. الحقيقة هي أن كلا منكما أسهم في خلق هذه المشاكل، وهذا يعني أن الحل والتغير يعتمدان عليكما، وليس على طرف واحد لإصلاح العلاقة. لذلك بدلا من التركيز على محاولة تغيير سلوك أزواجكم، يجب عليكم أن تركزوا على التغييرات التي يمكن أن تقوموا بها على أنفسكم، وفي سلوككم؛ لتتمكنوا من إصلاح وتحسين العلاقة.
    بعض العقبات التي تقف في طريقكم:
  • الخضوع للإرشاد والاستشارة الزوجية في وقت متأخر من العلاقة:
    إن معدل عدد الأعوام التي تستغرق الأزواج ليبدؤوا بخضوع للإرشاد الزوجي هو سبعة أعوام، وتصل أحيانا لـ15 عاما، وهذا وقت طويل جدا ومليء بالمعاناة، لذا فإن معالجة المشاكل مبكرا ستمنعها من التفاقم. ويجب عليكم ألا تتوقعوا من المرشدين والمعالجين أن يحلوا ويعالجوا أمورا معقدة لديكم طوال السنوات الماضية، عليكم أن تتعاونوا مع المرشدين والتحلي بالصبر وأخذ الوقت المناسب للوصول للحل.
  • إخفاء بعض الأمور عن المرشدين: يخضع بعض الأزواج للإرشاد الزوجي ويُخفي بعضهم شيئا عن المرشدين مثل علاقة غير شرعية أو إدمان. إن هذا الأمر سيؤثر سلبا على عملية الإرشاد والعلاج، وسيكون عائقا في طريق التغيير والإصلاح. يمكنكم التحدث مع مرشديكم وإطلاعهم على كل أسراركم ليستطيعوا أن يوجهوكم على ما يجب فعله.
  • عدم الالتزام بتطبيق ما تعلمتموه في الجلسات: يكون بعض الأزواج متحمسين جدا في بداية الإرشاد، ويعملون بكل جهدهم ويحددون مع المرشدين النقاط السلبية والسلوكيات المعينة المسببة للمشاكل، ويتفقون مع المرشدين حول ما يجب فعله لتجنب هذه الأمور، ولكن بعد فترة إما أن يتوقفوا عن الذهاب للاستشارة الزوجية أو يتوقفوا عن تطبيق السلوكيات والأساليب التي تعلموها واتفقوا عليها مع المرشدين في حياتهم اليومية وعلاقتهم الزوجية. الحقيقة هي أن الخضوع لـ90 دقيقة أسبوعيا من الإرشاد الزوجي، ليس كافيا لإصلاح علاقتكم، بل يجب عليكم تطبيق ما تعلمتموه في جلسات الإرشاد في حياتكم اليومية وعلاقاتكم الزوجية لكي تتمكنوا من إحداث الإصلاح والتحسين في العلاقة.
  • التوقف التام عن الذهاب الى المرشدين بدون إعلامهم بهذا القرار أولا:
    يقوم بع الأزواج أحيانا ببدء حضورهم جلسات للإرشاد الزوجي، ولكن مع الوقت يكتشفون أنهم غير مستعدين للتغير أو غير قادرين على الاستمرار في هذا التغير، فيقررون التوقف عن حضور الجلسات بشكل مفاجئ ومن دون إعلام المرشد. أولا بغض النظر عن الأسباب التي تجعلكم غير راغبين في الاستمرار في الذهاب.
    ومن الأفضل التحدث مع المرشدين بدلا من توقفكم التام عن الذهاب والتواصل معهم. مهما كانت الأسباب، فإن إعلامهم عن رغبتكم بالتوقف وتخصيص جلسة نهائية لفعل ذلك يعكس تصرفا ينم عن الاحترام، ويترك لكم فرصة في المستقبل للتواصل مجددا مع هؤلاء المرشدين.
اضافة اعلان

مريم حكيم
مستشارة في العلاقات الزوجية
مجلة نكهات عائلية