فرنسا مكتئبة بعد السقوط أمام الحاجز الأخير

الفرنسي أنتوان غريزمان خائب بعد تسجيل البرتغال لهدفها الحاسم أول من أمس - (أ ف ب)
الفرنسي أنتوان غريزمان خائب بعد تسجيل البرتغال لهدفها الحاسم أول من أمس - (أ ف ب)

باريس- لم يخف ديدييه ديشان مدرب فرنسا خيبة أمله بعدما وجد نفسه في الجانب الخاسر في مباراة نهائية أول من أمس.
ويعرف ديشان جيدا كيفية الفوز بالألقاب بعدما قاد فرنسا لإحراز لقب كأس العالم 1998 على أرضها ثم لقب بطولة اوروبا بعد عامين ولم يخف أبدا حقيقة أنه يكره الخسارة.اضافة اعلان
وقال ديشان بعد تبدد أحلام منتخب فرنسا في انتصار آخر على أرضه في بطولة كبيرة بالهزيمة 1-0 أمام البرتغال بعد وقت إضافي في نهائي بطولة اوروبا 2016 "هذه ضربة قوية في الرأس".
وأضاف "الشعور الأساسي هو خيبة أمل مروعة. أنا حزين من أجل اللاعبين. لا يوجد كلمات يمكنها مواساتهم. الأمر صعب.. صعب حقا. الأمر صعب أيضا على المشجعين الذين أرادوا هذه الكأس بشدة".
وأتيحت لفرنسا -التي بدأت المباراة وهي مرشحة للفوز بعد انتصار مقنع 2-0 على المانيا في نصف النهائي- فرص عدة لكنها فشلت في مفاجأة منتخب البرتغال المنظم جيدا والذي بدا أكثر تماسكا بعد فقدان لاعبه الأبرز كريستيانو رونالدو بسبب الإصابة في منتصف الشوط الأول. وقال ديشان "فقدنا الكثير من الطاقة في مباراة المانيا ولم نكن منتعشين بالقدر الكافي. لا يمكنني لوم اللاعبين فقد بذلوا كل ما في وسعهم لكننا افتقرنا لبعض الحظ. أتيحت لنا عدة فرص.. تحددت النتيجة ببعض التفاصيل الصغيرة لكن هكذا سارت الأمور".
وخسرت فرنسا -التي سجلت أهدافا أكثر من أي فريق آخر في البطولة- أمام منتخب برتغالي فاز بمباراة واحدة فقط في الوقت الأصلي. وقال ديشان "ربما لم تفز البرتغال بالعديد من المباريات لكنها لم تصل للنهائي بالصدفة. لا يمكن أن نقلل منهم فقد فازوا.. أهنئهم".
ويعود الفضل إلى ديشان (47 عاما) -الذي تولى المسؤولية بعد لوران بلان في 2012- في تحويل منتخب فرنسا إلى وحدة قوية ومترابطة. وتابع ديشان الذي يتوقع على نطاق واسع أن يظل في منصبه حتى كأس العالم 2018 "هناك بعض الإيجابيات.. الأجواء مختلفة تماما لكننا سنتحدث عن ذلك لاحقا. الهزيمة قاسية وسنحتاج جميعا إلى وقت لتجاوزها".
الصحافة الفرنسية تبكي الهزيمة
من ناحيتها، أجمعت الصحف الفرنسية أمس على بكاء منتخب "الديوك" غداة الهزيمة في النهائي.
وحفلت الصفحات الأولى بعبارات عكست هذا الاحباط الكبير مثل "مسحوقون" و"فظيع جدا"، و"الحلم المكسور" و"خيبة الأمل".
واستخدم قسم كبير من هذه الصحف صغيرة كانت أم كبيرة كلمة "فظيع" للتعبير عن الالم الذي اصاب الفرنسيين بعد الخسارة غير المتوقعة، فيما نحا القسم الآخر نحو الإشادة برجال المدرب ديدييه ديشان مثل "شكرا على هذه اللحظة" و"شكرا للمنتخب الأزرق".
وكتب جيروم كازاديو في صحيفة "ليكيب" الشهيرة تحت عنوان "مسحوقون" ان فرنسا "تستفيق هذا الصباح بشعور الخسارة الكبيرة" مرفقا مقاله بصورة لبول بوغبا وهو يبكي.
وفي المقابل، جاء في صحيفة "لافوا دي نور": "شكرا للمنتخب الازرق"، واوردت صحيفة "لو باريزيان" في افتتاحية دونات فيدال ريفل: "شكرا أيها السادة".
وقالت صحيفة "لو ريبوبليكان" إن هذا الجيل الجديد من اللاعبين نجح في الواقع "في اعادة حياكة تاريخ الحب بين المنتخب وأمة المشجعين".
وكتب باسكال كوكي في صحيفة "ديرنيير نوفيل دالزاس" أن اللاعبين "كسبوا حب الشعب، وهم يدركون ان هذا هو أجمل أنواع الانتصارات".
وذهبت كارول نوييه في صحيفة "لونيون" في نفس الاتجاه "هذه البطولة الأوروبية ايقظت شعبا"، واعتبرت سيسيل كورنوديه ان "الحماس الوطني الذي خلقته البطولة يقدم الفرصة لإصلاح أمر الفرنسيين. الأعلام كانت ترفرف في نوافذ المنازل كما رفرفت بعد اعتداءات تشرين الثاني (نوفمبر)".
وكتب باتريك آبل-مولر في "لومانيتيه" انه في هذه الفترة الكئيبة، نجح المنتخب في زرع "بعض الامل" في النفوس، لكن "اثر البطولة سيكون قصير المدى" حسب برونو بيكار من صحيفة "لا نوفيل ريبوبليك".
وفي صحيفة "لا هوت مارن"، تساءل كريستوف بونفوا "الى متى سنعرف ان نستفيد من هذه البطولة؟".
غريزمان حزين
وأصبحت خسارة مباراة نهائية ضد كريستيانو رونالدو عادة سيئة الحظ لأنتوان جريزمان ولا يشعر مهاجم منتخب فرنسا بالسعادة حيال ذلك.
وأهدر غريزمان ركلة جزاء مع اتلتيكو مدريد في نهائي دوري أبطال اوروبا في أيار (مايو) وخسر فريقه في النهاية بركلات الترجيح أمام غريمه ريال مدريد الذي سجل له رونالدو الركلة الحاسمة.
وأبلغ غريزمان الصحفيين "خسرت لتوي ثاني نهائي في نحو شهر وهذا أمر سيئ".
وكان المظهر الصبياني لغريزمان موجودا كالمعتاد لكن بدون الابتسامة التي كانت تصاحبه دائما عندما كان يتسلم جائزة هداف البطولة.
وسجل المهاجم السريع البالغ عمره 25 عاما ستة أهداف في النهائيات وهو ما يزيد على أي لاعب آخر في بطولة اوروبية واحدة منذ أحرز ميشيل بلاتيني تسعة أهداف في فوز فرنسا باللقب على أرضها العام 1984.
وقال غريزمان الذي صنفه دييغو سيميوني مدربه في اتليتيكو ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم "اقتربنا كثيرا حقا".
وأضاف "لم تصنع البرتغال الكثير من الفرص لكنهم كانوا أذكياء. أشعر بخيبة أمل. أنا فخور بفريقنا وبما حققناه لكن ببساطة هذه لم تكن ليلتنا".
وقام ديشان بمواساة لاعبه وقال "أنتوان لاعب كبير وندين له بالكثير. ربما لم يكن حاسما أو منتعشا الليلة لكن لا يمكن أن ألومه وستأتي أيام أفضل بالنسبة له.. أنا واثق من ذلك". - (وكالات)