معاريف – من ايلي بردنشتاين:
الكرملين يغير موقفه: "خالد مشعل، رئيس الذراع السياسي لحماس، ليس مرغوبا فيه في موسكو"، هكذا قال لـ "معاريف" مصدر سياسي في روسيا. "ان شاء، فبوسع مشعل أن يزور روسيا كسائح بل وان يتجول في الساحة الحمراء، ولكنه لن يحصل على أي لقاء سياسي".
وكانت العلاقات بين الروس وحركة حماس بردت في الاشهر الاخيرة. وأوضح المصدر سبب هذا البرود بالقول إن ذلك جاء "على خلفية خيبة أمل الكرملين من سلوك حماس". وكانت روسيا فشلت في حمل حماس على قبول شروط الرباعية الثلاثة: الاعتراف باسرائيل، هجر طريق الارهاب والاعتراف بالاتفاقات السابقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال المصدر السياسي: "ان خيبة الامل الاساسية عندنا من حماس هي في انها غير مستعدة للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود".
في النصف الثاني من العام 2008 طلب مشعل مرتين على الاقل اللقاء مع مسؤولين سياسيين في موسكو، ولكن الروس رفضوا طلبه. وكانت الزيارة الاخيرة التي قام بها مشعل الى موسكو في بداية 2006، حيث استقبل باحترام وأبهة في الكرملين، رغم الانتقاد من جانب اسرائيل والولايات المتحدة.
وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، نظراءه الاسرائيليين في زيارته لاسرائيل والسلطة الفلسطينية هذا الاسبوع بان حماس لن تدعى الى مؤتمر السلام الذي تعتزم روسيا استضافته بعد عدة أشهر. وقال لافروف: "المؤتمر سيشارك فيه فقط من شارك في أنابوليس"، مطلقا بذلك رسالة مباشرة الى حماس. وتعرب مصادر سياسية في القدس عن رضاها عن الموقف الروسي. وحسب هذه المصادر فان "روسيا تحاول منذ زمن بعيد تلطيف موقف حماس ولكن دون نجاح، وهم محبطون جراء ذلك". وتوضح المصادر أن "روسيا فشلت المرة تلو الاخرى في محاولتها اقناع حماس بالموافقة على أمور صغيرة أو كبيرة، مثل اقتراح الحل الوسط المصري في كانون الاول السابق بشأن التهدئة او المحاولات المصرية لتوحيد الفصائل الفلسطينية".
ومع ذلك، فان القطيعة ليست مطلقة، وما تزال روسيا تحافظ على قنوات حوار مع حماس. كما أن قيادات سياسية روسية رفيعة المستوى التقت غير مرة مع مشعل في دمشق.
