سقط قناعكم.. تعرت مواقفكم

منذ اليوم يتوجب على اولئك الغربيين المتشدقين بقضايا حقوق الانسان وغيرها الصمت للابد، فنحن ابناء هذه المنطقة نعرف اكثر منهم بكثير تلك الحقوق، ولدينا قدرة كاملة على تنفيذها والتعامل معها، وليس هذا فحسب، وانما باستطاعتنا تعليم الغرب كيف يتوجب التعامل مع حقوق الانسان بعدالة وشفافية ومساواة.

اضافة اعلان


نعم ايها السادة، وأستثني منكم اولئك الذين كشفوا ازدواجية المعايير لديكم، ورفعوا صوتهم عاليا رفضا لكم، وكرها لممارساتهم، وتعرية لمواقفكم، نعم نريد ان نعلمكم أبجديات حقوق الانسان، فنحن نعرف ان حق الانسان في غزة يماثل حقه في كييف وبرلين وباريس ولندن وواشنطن، وهذا الحق لا علاقة له بلون البشرة او العينين او الطول او القصر او الجنسية او الدين او الانتماء، وانما هو حق ثابت لا يتغير بتغير البلد او الجهة التي تنتهك حق الانسان.


أما أنتم، فإن حق الإنسان لديكم يتغير من مكان وبلد لآخر، فحق الطفل الفلسطيني، ليس كما هو حق الطفل في أوكرانيا، والكيان الاستعماري، كما ان التضامن في ملاعبكم مسموح لأوكرانيا ومرفوض اذا تعلق الامر بقضية عادلة تعرفون عدالتها من خلال قرارات الشرعية الدولية التي اقرت بذلك، ففي بلادكم ترفضون رؤية العلم الفلسطيني في ساحاتكم، وتسمحون لمستعمر نازي يقتل الأطفال في غزة ممارسة الكذب وتلفيق القصص، وتتغاضون عن صور اطفال قتلت وامهات قضت، بفعل طائراتكم وآلتكم العسكرية، وتلاحقون كل من يتضامن!


اه كم كنتم مزدوجي الرؤية، والمعايير، أعتقد انه وان طال الزمن سيحين موعد محاسبتكم، على استعمار الجزائر لـ130 سنة، ونهب ثرواته وقتل واعتقال شبابه، ومحاسبة وعد بلفور على وعده، والولايات المتحدة على قتلها ابرياء العراق دون وجه حق وخاصة بعد سقوط ذريعة وجود اسلحة دمار شامل.


نعم يا انتم، كفاكم تلاعبا بالكلمات، أيها المأزومون بعقدة النازية حد المرض؛ النرجسيون حد انكسار الرقبة، فيا انتم نحن نعرف حق المرأة والطفل اكثر منكم، ونعرف ان من حق المرأة والطفل الحياة في مكان كريم والعمل في مكان مناسب، والراحة دون مضايقة او تهديد، اما انتم فقد اوجعتم رؤوسنا بالكلام عن حقوق الانسان وعندما ازفت ساعة الحقيقة اعتبرتم انه لا يوجد في غزة اطفال ولا نساء، وان من يقتل بدم بارد هو نتاج طبيعي للحروب، ومن حق كيان الاستعمار الدفاع عن نفسه وقتل اكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني والقضاء عليه ضمن حملة ابادة فاقت نازية هتلر.


اصمتوا فأنتم لا تختلفون كثيرا، وانما اختلفت الموازين والاوقات والظروف، وما يجري في غزة فاق كل محارق تم الحديث عنها ايام الحرب العالمية الثانية، لا تتحدثوا عن أي حقوق، فكلامكم ممجوج، وحروفكم مأزومة، وصوتكم مبحوح، وقبل ان يقفز بوجهي بعض الذين ما يزالون يؤمنون بكم ويحدثونني عما جرى في السابع من تشرين الأول (اكتوبر)، فإنه وجب سؤال اولئك والقول، ترى كيف كان يعيش ابناء قطاع غزة قبل ذاك التاريخ، ألم يكن أبناء القطاع محاصرين في سجن كبير، تخرج الطائرات الصهيونية يوميا تقصف وتقتل من تريد، وتقطع الكهرباء وقتما تشاء، وتسرق الضرائب كلما ارادت.


ليس هذا فحسب، وانما يواصل الاستعمار الصهيوني احتلال الأرض رافضا الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية، فماذا فعلتم؟ لم تحركوا ساكنا ووقفت عواصمكم تتفرج عندما كان الفلسطيني يقتل في غزة، والمقدسيات يعتدى عليهن من  قبل غزاة الاحتلال، والمستعمرون يحرقون الاطفال ويعتقلون الشباب، وقت ذاك كانت دول الغرب تصمت وكأنها لا ترى شيئا.


ببساطة ميزان الحقوق لديكم مائل تريدون ان تواصل اسرائيل جبروتها دون منح الحق للطرف المعتدى عليه الدفاع عن نفسه!، هل رأيتم ازدواجية معاييركم؟، وهل رأيتم اكثر من ذاك انحياز؟، وهل رأيتم اكثر من ذاك تحريضا وموافقة على القتل واستمراره؟، فأنتم تقفون مع الجلاد وتدينون الضحية.


فيا أنتم.. سقط قناعكم.. وتعرت مواقفكم.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا