عام يُغاث فيه الغزيون

بينما استقبل العالم أجمع، أمس، عامًا جديدًا، كان الأهل في قطاع غزة يتعرضون، ولليوم السابع والثمانين، بشكل متواصل، لمحرقة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، على يد قوات الاحتلال الصهيوني، أتت على كل ما هو حيّ في تلك البقعة.

اضافة اعلان


بعد تلك الأيام، الحُبلى بالمجازر والإبادات، إذ لم توفر آلة القتل الإسرائيلي طفلًا أو امرأة أو شيخًا كبيرًا أو مريضًا، أو مستشفى أو مركزا صحيا، أو دور عبادة، ولا منزلا سكنيا، ولا حتى أرضًا، أكانت خضراء نافعة أم جرداء يابسة.. بعد كل ذلك يخرج وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، غضبان أسفًا جراء استهداف روسيا للمدنيين في أوكرانيا.


إننا كعرب ومسلمين، نحزن ولا نريد الحروب، ولا قتل المدنيين ولا النساء ولا الأطفال، ونؤمن بالسلام إيمانًا كاملًا، على عكس الغرب، الذي يدعي التحضر والحفاظ على حقوق الإنسان، فها هو اليهودي الوزير بلينكن، لم يرمش له جفن، لاستهداف آلة البطش الصهيوني خلال 87 يومًا، فقط، لنحو 22 ألف فلسطيني، جُلهم من الأطفال والنساء، قتلوا بدم بارد.


بلينكن يتباكى، كذبًا وزورًا، على استهداف مدنيين في بلاد الغرب، لكنه لا يُقيم وزنًا، ولم يُصبه أرق، لذبح حوالي 11 فلسطينيًا، كل ساعة، خطؤهم الوحيد أنهم ينادون بتحرير وطنهم من مغتصبين صهاينة، أفضل ما يوصفون به أنهم عبارة عن عصابات، لا تكترث بشرائع سماوية، ولا قوانين وأعراف ومواثيق دولية. 


الفلسطينيون في غزة، استقبلوا عامهم الجديد بتلك الأرقام الخطيرة من القتل والتدمير، فضلًا عن أن هُناك 27.3 فلسطيني يتعرض كل ساعة، لإصابات مختلفة في الجسد، بعضها يُلزمه الفراش طوال ما تبقى له من أيام في هذه الحياة الدنيا، الظالم أهلها.


يبدو أن الغرب المُتحضر، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وأداته القذرة (الاحتلال الإسرائيلي)، ما يزال مقتنعًا، لا بل ومتيقنًا، بأن هناك رضعا وأطفالا ونساء وشيوخا في فلسطين، مُحرم عليهم العيش في وطنهم، لا بل في أي مكان آخر بالعالم.. الأمر الذي يدل على أنهم كلهم، وبلا اسثتناء، جزارون، ينظرون إلينا وكأننا «حيوانات» أو «حشرات»، لا تستحق العيش، إلا لبعض الوقت.


كل شعوب العالم الحُر، الحيّة، ذات الضمائر، تتأمل وتُمني النفس بأن يكون 2024 عاما يُغاث فيه الغزيون، ويكون بداية الطريق لإزالة الظلم عنهم، وتكون عملية «طوفان الأقصى» لبنة أولى وأساسية في استرداد الحقوق، ورحيل الاحتلال، أو على الأقل النظر بكل جدية للقضية الفلسطينية برمتها، فحتمًا كما قيل من قبل كثير من المُحللين والخبراء الإستراتيجيين، بأن ما بعد 7 أكتوبر لن يكون، بأي حال من الأحوال، كما قبله.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا