92 صحفيا شهيدا.. سياسة الكيان: اقتلوهم.. لا تتركوا منهم أحدا

حتى الان بلغ عدد الشهداء الصحفيين الذين قتلهم الجيش الداعشي الصهيوني 92 صحفيا وصحفية، فضلا عن استهداف بيوتات عشرات الصحفيين وقتل عوائلهم، إضافة لإصابة العشرات.

اضافة اعلان


الجميع دون استثناء مستهدف من قبل آلة القتل الصهيوني الداعشية، (الأطباء، الممرضين، طواقم الإسعاف، الأطفال، النساء، الكهول، الشباب العزل، الصحفيين، اللاعبين، رجال الإطفاء) الأمر الصادر للجندي الصهيوني القابع في كبينة دبابته هو (اقتل ثم اقتل ثم اقتل) لا تستثن أحدا؛ امنع عنهم الإسعاف، اتركهم ينزفون حتى الموت، اقنص كل من يسير، شوه الجثث، حاصرهم، داهمهم، امنع الماء، اعبث بالطعام، ولو استطعت اقطع عنهم الهواء.


خلال أيام العدوان الصهيوني على قطاع غزة قتل الجيش الاستعماري أكثر من 92 صحفيا من محطات تلفزيونية وإذاعات وصحف كان آخرها استهداف الصحفيين وائل الدحدوح مدير مكتب الجزيرة والمصور الصحفي سامر أبو دقة الذي تُرك ينزف لأكثر من 6 ساعات دون السماح للطواقم الطبية الوصول إليه إلى أن استشهد، وقبلها تم استهداف مراسلي وكالات أنباء وقنوات فضائية مختلفة، ليصبح عدد من قتلتهم القوات الصهيونية الغازية يفوق أعداد صحفيين قضوا في معارك عالمية امتدت سنوات.


إسرائيل تستهدف ميكرفون الصحفي، ومن يقف خلف كاميرته، يضع خوذته وسترة الإعلام، فيصمت العالم، ولو تحدثت تلك الدول فإن أكثر ما يمكن قوله تعبير سخيف عن أسف وحزن، ثم تطوى الصفحة، ويواصل الغرب دعم القاتل بالعتاد والسلاح، وكأن من استشهد لم يقتل بالرصاص الغربي الذي تدفق على إسرائيل طوال أيام الحرب وما يزال.


ميزان العدل لدى الغرب منحاز أعوج، وما تزال عواصم القرار الغربي تواصل صمتها وغفوتها دون رؤية الإبادة الجماعية التي تجري يوميا في قطاع غزة، وما يزال ساكن البيت الأبيض يعتقد وفق آخر تصريحاته انه لا يوجد حتى الآن ما يشير أن الجيش الصهيوني النازي يتعمد قتل المدنيين، وكأن واشنطن تريد أن تنهي حياة جميع المدنيين في غزة، فحتى اليوم لم تقتنع الإدارة الأميركية الشريكة في سفك الدم الفلسطيني ان استشهاد 20 ألفا اغلبهم من الأطفال والنساء خلال 73 يوما من القتل كافيا لرؤية حجم جرائم الاحتلال، والاقتناع بأن وقف الحرب بات مطلبا دوليا.


أيعقل أن تبقى إسرائيل تمارس ما يحلو لها من إبادة جماعية تحت نظر العالم!!؟، أيعقل ان يبقى العالم صامتا أمام رفض الكيان النازي الصهيوني تنفيذ القرارات الأممية دون أن تتحرك الأمم المتحدة لإجباره على ذلك؟!!، فقبل أسبوع تقريبا تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قراراً يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وصوتت 153 دولة لصالح القرار مقابل معارضة 10 دول من بينهم واشنطن طبعا، وامتناع 23 دولة عن التصويت، وهذا هو القرار الثاني الذي تقره الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد دعت، في تشرين الأول (أكتوبر)، إلى «هدنة إنسانية» في قرار تم تبنيه بأغلبية 121 صوتاً مقابل 14 صوتاً وامتناع 44 عن التصويت، بيد ان الكيان الغاصب لم يلتفت للقرار الأممي ولم يعيره أي اهتمام طالما أن واشنطن صوتت ضده، وما يزال قادة البيت الأبيض يذرفون الدموع في تل ابيب!!


أتساءل، بأي عين سيأتي الينا نحن شعوب المنطقة ساسة واشنطن ومروجو حقوق الإنسان والطفل وحرية التعبير ليتحدثوا عن تلك الحقوق التي سقطت كلها أمام اختبار غزة، وكيف لأولئك اقناعنا بان ما يتحدثون به حقيقي وواقعي وينسحب على الجميع دون استثناء؟!


لأولئك اعيد القول، لا تتعبوا انفسكم عناء السفر، لم نعد نصدقكم، ما أكذبكم، لم نعد نحتاج محاضراتكم وأوراقكم النقاشية، فنحن نعرف تلك الحقوق أكثر منكم بكثير ونتعامل معها، ولسنا بحاجة لكم لتشويه رؤيتنا وبث سمومكم في أوردة ادمغة اجيالنا.


الرحمة لكل شهداء غزة، الرحمة للزملاء الصحفيين الذين استشهدوا وهم يحاولون نقل حقيقة العدوان وهمجيته، ولا رحمة ولا غفران لهذا العالم الغربي المنافق الذي وقف منحازا للقتل والتدمير والتشريد.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا