امتلاء السدود بعد جفافها.. هل تنهي مشكلة العطش بالكرك؟

1686321141196799300
سيل الحسا أحد مصادر التزود بالمياه في محافظة الكرك-(الغد)

الكرك- يأمل سكان بمختلف مناطق محافظة الكرك ألا تتكرر معاناة انقطاع مياه الشرب عن منازلهم هذا الصيف، كما حدثت في الموسم الماضي، معولين على ما شهدته المحافظة من هطولات مطرية رفدت سدودها بالمياه بعد أن عانت من الجفاف خلال السنتين الماضيتين.

اضافة اعلان

 

  وكان لجفاف السدود بمحافظة الكرك الأثر الأكبر في حدوث أزمة نقص بالتزويد المائي والتي تفاقمت بشكل كبير خلال الصيف الماضي. 


على أن هذا التفاؤل بدأ يصطدم بتسجيل أول شكاوى من ضعف المياه في مناطق محددة بالمحافظة ومنها مناطق فقوع والقصر والربة وراكين والمنشية، وهو الأمر الذي يضع  تصريحات مسؤولين تحت الاختبار كانوا أكدوا أن عملية التزويد المائي بالكرك ستكون جيدة الصيف الحالي، وخصوصا مع امتلاء سد وادي الموجب الذي يزود مناطق شمال المحافظة بحاجتها من المياه، وكان شهد جفافا لعامين متتالين. 


وكانت وزارة المياه والري/ سلطة وادي الأردن، وفي تصريح صحفي لها قبل أسبوع، أكدت أن الأمطار الأخيرة التي تساقطت على المملكة وخصوصا مناطق الجنوب، رفدت السدود بنحو 30 مليون متر مكعب، ورفعت التخزين الكلي في السدود الى 132,885مليون م3 من طاقتها التخزينية الكلية البالغة 280.759 مليون م3 وبنسبة تخزين 47,33 %.


وقالت السلطة، إن الأمطار تركزت في سد الموجب، حيث دخل إليه 17 مليون متر مكعب بنسبة تخزين وصلت الى 100 % ما يعادل 24.718 مليون م3، فميا رفدت الأمطار سد الوالة بنحو 10 ملايين متر مكعب وبسعة تخزينية بلغت 14,07 مليون متر مكعب بنسبة تخزين 56 %، وسد التنور دخل إليه 1,680 مليون متر مكعب لترتفع كمية التخزين فيه إلى 7,596 مليون متر مكعب بنسبة 53 %.


كما أشارت السلطة إلى أن دخول كميات من مياه السيول التي تشكلت بفعل الأمطار إلى سد ابن حماد بالكرك.


وكانت مشكلة ضعف التزويد المايي لمنازل السكان بمناطق واسعة بالكرك تجاوزت الحدود خلال الأعوام الماضية، وشهدت منازل غياب المياه عنها لاشهر، بل ان الأمر تعدى ذلك الى انتشار ما يعرف شعبيا بـ"مافيات الماء"، في اشارة الى عمليات استغلال يقع ضحيتها مواطنون يمارسها بعض أصحاب الصهاريج.


وكان وزير المياه محمد النجار أكد في تصريحات سابقة حول أزمة الكرك المايية، خلال زيارة رئيس الوزراء بشر الخصاونة للكرك قبل ثلاثة أشهر، أن فاقد المياه بالكرك قد انخفض بفعل الجهود والإجراءات المختلفة ليصل الى حوالي 52 %، بعد أن كان 70 %.
فيما أكد الخصاونة وقتها أن الحكومة لا تقبل انقطاع المياه عن المواطنين، ومن الضروري الاستجابة لحاجاتهم من المياه بالسرعة الممكنة. 


كما شدد رئيس الوزراء خلال الزيارة التي تضمنت تفقده لسير العمل في محطة ضخ مياه اللجون في محافظة الكرك، واطلع على واقع عمل المحطة والخدمات التي تقدمها للمواطنين، وخطط التزويد المائي لفصل الصيف المقبل، على ضرورة الاسراع باجراءات حفر ابار مياه جديدة في الكرك، وايجاد مصادر اخرى ترفد المصادر الحالية وفق الامكانات والموارد المتاحة، وضبط الهدر في المياه؛ بما يسهم في تحسين واقع الخدمات المايية المقدمة للمواطنين. 


وأشاد النجار باجراءات تقليص الفاقد المايي في محافظة الكرك، والتي حققت نجاحا بخفض نسبته من 70 % الى 52 % حاليا، مشيرا الى اجراء مسوحات ميدانية لاستبدال العدادات القديمة باخرى جديدة، والتي ستعمل بدورها على خفض الفاقد الاداري للمياه، وانعكاس ذلك على تحسين التزويد المايي للمواطنين.


ويؤكد رئيس ملتقى الكرك للفاعليات الشعبية ورئيس بلدية الكرك الاسبق خالد الضمور ان اوضاع قطاع المياه بالكرك هي الأكثر صعوبة بين التحديات بالمحافظة، الأمر الذي يشكل معاناة للمواطنين طوال فصل الصيف.  


وأشار إلى أن منطقة شمال الكرك وخصوصا منطقة النزازة تعاني نقصا بالمياه منذ سنوات دون أي اعتبار لشكاوى المواطنين فيها، لافتا إلى أن الصيف الحالي بدأ بمعاناة المواطنين بالمنطقة، معتبرا  ان تحميل الجهات المعنية المشكلة للفاقد وندرة الأمطار وجفاف السدود والتعديات على الخطوط، لا يعفيها من مسووليتها في انهاء نقص وضعف تزويد المياه للمواطنين بمناطق مختلفة.


وقال أحمد العمرو من لواء القصر إن غالبية مناطق اللواء عانت خلال العامين الماضيين بشكل لا يمكن وصفه من نقص المياه وضعفها، لكن الأسوأ أن تتكرر المشكلة رغم امتلاء السدود وخصوصا سد الموجب الذي يزود شمال الكرك بالمياه.


وبين أن الجهات المعنية منعت المزارعين من استخدام مياه السد للزراعة وهو ما يفرض تحسن الوضع المائي بالمنطقة. 


وبين ان المواطنين باتوا غير متفائلين بتصريحات الجهات المعنية حول حل مشكلة نقص التزويد الميائي، لأنها بدأت تظهر مع أول الصيف، لافتا الى ان المواطنين بانتظار ارتفاع درجات الحرارة أكثر لاختبار الأوضاع.


ويشكو نايل العميريين من سكان بلدة صرفا شمالي الكرك بأن المياه ما تزال على حالها من جيث ضعفها ونقص كميتها في مناطق لواء فقوع. 


من جهته أكد مدير ادارة عقد المياه في محافظة الجنوب بشركة مياه العقبة المهندس محمد المحاميد، أن تزويد المياه بالكرك الآن جيد، لافتا إلى أن نسبة الشكاوى الموسم الحالي ضعيفة ولم تصل الى حوالي 2 % من نسبة الشكاوى الصيف الماضي. 


ولفت إلى أن مسؤولية الشركة ايصال المياه الى عدادات المواطنين وليس خزاناتهم وخصوصا بوجود الاسكانات الكبيرة بالكرك والتي لا يوجد بأغلبها آبار تجميع للمياه وهو الأمر المخالف، مشيرا إلى أن مناطق الشمال والتي كانت تتغذى بالمياه من آبار اللجون لعامين بسبب جفاف سد الموجب سوف تعود الى الاعتماد على سد الموجب قريبا بعد بدء التشغيل خلال الفترة المقبلة لتذهب حصة الشمال من آبار اللجون الى بقية مناطق الكرك لتحسين التزويد بالمياه. 

 


وكان المحاميد أشار في تصريحات سابقة إلى ان من أسباب ازمة المياه بالكرك قِدم شبكة المياه ووجود فاقد بنسبة تصل الى 66 %، وهي اعلى نسبة بين محافظات المملكة وتعود لعوامل مختلفة من بينها الفقدان والتسرب والتعدي.

 

اقرأ أيضا:

الكرك.. شكاوى نقص التزويد المائي %3 مقارنة بالصيف الماضي