مع تشغيل "المستشفى البيطري التعليمي" بإربد.. هل يشهد "الإنتاج الحيواني" نقلة نوعية؟

1713365684128693800
مبنى المستشفى البيطري التعليمي في جامعة العلوم والتكنولوجيا -(من المصدر)

إربد- وسط آفاق وطموحات كبيرة بأن يسهم بإضافة نوعية على مستويات مختلفة، بدأ المستشفى البيطري التعليمي التابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا في محافظة إربد، والذي يعد الأول من نوعه والأكبر على مستوى المملكة، باسقبال الحالات المرضية لمختلف الحيوانات، وعلاجها من قبل كوادر طبية متخصصة. 

اضافة اعلان


وكان المستشفى قد بدأ عمله بداية العام الحالي، بعد أن تم الانتهاء من إنشائه بكلفة قاربت من 5 ملايين دينار، بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية في دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة على قطعة أرض تبلغ مساحتها 32 دونما من أراضي الجامعة وبمجموع مساحة بناء كلية تبلغ 7 آلاف متر مربع.


تقول مديرة المستشفى الدكتورة ميسر العكش، إن المستشفى يقدم خدمات علاجية لفصائل مختلفة من الحيوانات (المنتجة وغير المنتجة)، إضافة إلى أنه مستشفى تعليمي لطلبة الكلية مرحلة البكالوريوس والماجستير السريري وطلبة التخصص العالي، وهو يقدم التعليم المستمر للأطباء البيطريين.


وأشارت العكش لـ "الغد"، أن المستشفى يخدم مربي الثروة الحيوانية وأصحاب الحيوانات الأليفة ويسهم في تعزيز مفهوم الرفق بالحيوان، وزيادة وعي المجتمع بهذا المفهوم وهو يدعم شركاء الصحة العامة في المجتمع بالخبرات والفحوصات اللازمة للعمل بمفهوم الصحة الواحدة العالمي وحماية المجتمع.


وأكدت قدرة المستشفى على تقديم الخدمة الطبية والجراحية لما يزيد على 20 نوعا من الحيوانات في اليوم الواحد في مختلف التخصصات، متوقعة أن يستقبل المستشفى سنويا بدءا من العام القادم من 2000 – 3000 حالة من الحيوانات المختلفة، فيما سيتم تشغيله مستقبلا على مدار الساعة لمعالجة الحالات الطارئة.


وأضافت أن المستشفى يضم فريقا من المختصين والكوادر المهنية المتخصصة بأنواع الحيوانات المختلفة وفنيين مدربين على كافة الأجهزة المستخدمة، مبينة أن المستشفى يقدم خدمات تعليمية لدعم كلية الطب البيطري في النواحي التطبيقية وحاضنة تعليم مستمر للأطباء البيطريين في الميدان. 


وأوضحت العكش أن المستشفى يركز على خدمة المجتمع من حيث تقديم الدعم في التشخيص والعلاج لأصحاب الثروة الحيوانية لفصائل الحيونات المختلفة، بالإضافة إلى دعم القطاعات الصحية وصحة المجتمع لتفعيل مفهوم الصحة الواحدة. 


وأشارت إلى أن المستشفى يقدم هذه الخدمات لجميع محافظات المملكة وبعض الدول المجاورة، وعلى المستويين العام والخاص، للمساهمة في تحسين الثروة الحيوانية، والحد من انتشار الأمراض المعدية والمشتركة.


وحول أسعار العلاج في المستشفى، أكدت العكش أن المستشفى يتقاضى أجورا رمزية من قبل المجتمع المحلي، مبينة أنه تم تجهيز المستشفى وفق أحدث المواصفات العالمية، كما تم شراء أجهزة مختلفة بقيمة مليون ونصف مليون دينار.


وقالت إن المستشفى يتكون من أقسام خدماتية وتعليمية رئيسة، كمبنى الحيوانات الصغيرة، ومبنى جراحة الخيول وجناح للإدارة ومختبر المحاكاة، والمختبر الرقمي، ومبنى المختبرات التشخيصية، ومبنى التشريح المرضي، ومبنى الحيوانات الكبيرة، ووحدة العزل وقسم العيادات المتنقلة.


ولفتت العكش إلى أنه يوجد في هذا المستشفى العديد من المنامات للحيوانات، إذ يحوي 12 إسطبلا للخيل، و5 منامات للحيوانات المنتجة للغذاء، وجناح إقامة للقطط، وجناح إقامة للكلاب (9 منامات).


وقالت إن المستشفى يضم العديد من الأجهزة التشخيصية المتطورة كالسونار، والتصوير بالأشعة، والمنظار، بالإضافة إلى تقديم العديد من الخدمات المخبرية العالية الدقة، فضلا عن وجود قسم تعليمي خاص وفريد من نوعه في المنطقة يسمى مختبر المحاكاة والمهارات السريرية.  


وأكدت أن المستشفى زاد الوعي بمهنة الطب البيطري زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، حيث أن إنشاء وافتتاح المستشفى سوف يضعها بإطار مهني عالي المستوى ويصقل الخدمات المجتمعية المقدمة ويرفع مستواها.


ومن ضمن الخدمات التي يقدمها المستشفى، خدمة رعاية الحيوانات التي سوف تكون على أعلى طراز وفي مصاف الخدمات المقدمة من أعرق الجامعات العالمية.


وأوضحت مديرة المستشفى أن ظهور المستشفى بالشكل الحالي المميز من جميع النواحي خدميا وتعليمياً وصحياً ومهنياً، جاء بسبب ارتباطه بصرح علمي عريق كجامعة العلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى أن وجوده في الجامعة يفتح قنوات من الدعم التقني المتعلق بنتائج آخر الأبحاث والمختبرات التي تقدم فحوصات متطورة والاستفادة من اتفاقيات التعاون المشترك الموقعة بين الجامعة وجامعات عالمية عريقة مثل جامعة بيردو الأميركية والكلية العلمية الملكية البريطانية.


وعن إقبال خريجي الثانوية العامة على دراسة الطب البيطري بشكل عام واختلاف النظرة المجتمعية لدراسة هذا التخصص، أكدت العكش أنه يوجد إقبال عال جداً على دراسة هذا التخصص في السنوات الأخيرة، وزاد الطلب على تخصص الحيوانات الأليفة (الكلاب والقطط) وأدى إلى انتشار واسع لعياداتها في العاصمة وحتى المحافظات. 


وأشارت إلى أن العاصمة وحدها، فيها ما يزيد على 90 – 100 عيادة حيوانات أليفة في عمان، وهذا يدل على اختلاف النظرة المجتمعية للتخصص، الذي أصبح مهما جدا، ويوفر فرص عمل بمجالاته عدة، حيث إن الطبيب البيطري يستطيع العمل في الحكومة والقطاع الخاص معا، ويمكنه أن يمتلك مشروعه الخاص، كما يمكنه أن يعمل في الحكومة ووزارة الزراعة والصحة والبيئة والتخطيط ومؤسسة الغذاء والدواء والبلديات والمختبرات الحكومية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى المنظمات الدولية مثل FAO) WHO، WOAH ).


أما في القطاع الخاص، ففرص العمل متوفرة لهذا التخصص في العيادات البيطرية واسطبلات الخيول ومزارع الثروة الحيوانية من أبقار وأغنام ودواجن وحدائق الحيوان، وحتى امتلاك شركته وعمله الخاص.


وأشارت إلى أن أقل معدل قُبل في تخصص الطب البيطري السنة الماضية ضمن التنافس كان 96.35 %، بعد كلية الطب وطب الأسنان مباشرة.


وعن فرص العمل التي يوفرها هذا التخصص في الخارج، أوضحت العكش أن كلية الطب البيطري تمتلك سمعة مرموقة في المنطقة العربية والعالم، وهذا يُترجم إلى الرغبة العالية في توظيف خريجي الكلية في القطاعات المختلفة منها الحكومي والخاص في الخارج. 


وعن التشبيك والتعاون مع مستشفيات مماثلة في الخارج والخطط المستقبلية للمستشفى، أشارت إلى أن هنالك خططا مستقبلية للحصول على الاعتمادات العالمية، جنباً إلى جنب مع كلية الطب البيطري مثل الاعتماد الأوروبي لمؤسسات الطب البيطري والاعتماد الأميركي.


وقالت إن العمل جار على رسم اتفاقيات تعاون مع المؤسسات المحلية والقطاع الخاص للتدريب في المجالات العملية المختلفة، إضافة إلى دعم اتفاقيات تعاون مع مستشفيات عالمية في أوروبا وأميركا لتبادل الخبرات والوصول لأحدث التطورات الطبية، إضافة إلى أن المستشفى لديه القدرة على التعامل مع الكلاب الضالة في حال تم توقيع اتفاقيات مع البلديات في هذا المجال.


وأكدت أن أعضاء هيئة التدريس والفريق المساعد من الموظفين من مشرف مختبر وكادر مساعد وأطباء بيطريين في كلية الطب البيطري يتمتعون بمهنية عالية، وهم مدربون تدريباً جيداً في مؤسسات دولية معتمدة، وتتوفر لديهم القدرات والمهارات والمعرفة لتطبيقها على الحالات التي يتم استقبالها في المركز الصحي البيطري.


وأوضحت أنه يتم التعامل مع الحيوانات بطريقة احترافية وتتلقى التداخلات الطبية مع مراعاة توفير الحد الأدنى من التوتر والألم، كما يتم تدريب الطلاب وتلقي المعلومات الأساسية خلال سنوات ما قبل السريرية حول الرفق بالحيوان وأخلاقيات التعامل مع  الحيوانات.

 

اقرأ أيضا:

 

  الخصاونة يفتتح مستشفى الطب البيطري التعليمي