حتى في خضم فرحة كأس آسيا التي أقيمت في قطر، وحقق فيها منتخب النشامى إنجازا تاريخيا غير مسبوق، كان لنادي الحسين إربد نصيبا كبيرا من الأحاديث وما تزال، بفضل النقلة النوعية الفنية والإدارية التي حققها النادي، وجعلت منه ومن فريقه لكرة القدم حديث الجميع، بل أنه أصبح "ترند" في الكثير من الأحيان.
ولم تهدأ ألسنة الرياضيين حتى هذه اللحظة، في الحديث عن النادي وما شهده من نقلة نوعية جعلته في صدارة المشهد، ليس على صعيد ترتيب فرق دوري المحترفين لكرة القدم فحسب، بل لطريقة العمل الإدارية، والعمل الاحترافي الذي وفر للنادي مبالغ مالية لم يكن حتى أكثر المتفائلين بالنادي يتوقعها، ما ساهم في لفت الأنظار في الأردن وخارجه.
في الأحاديث الجانبية في قطر، كان الرياضيون يرون أن حراك الحسين إربد، يشكل حدثا مهما وفريدا للكرة الأردنية والأندية التي تعاني من ضائقة مالية صعبة، فيما الحسين إربد يعيش في "بحبوحة" مالية، خاصة للفريق الأول لكرة القدم، بعيدا عن أوضاع الفرق الأخرى في الأندية، ما جعل البعض يجتهد في تفكيره وتوقعاته بشأن مستقبل هذا النادي إذا ما استمر العمل بهذه الوتيرة والاحترافية.
ويرى متحدثون لـ"الغد"، أن نادي الحسين إربد، ربما يمتاز في الموسم الحالي، بأنه يعيش في طابق منفرد بعيدا عن الأندية الأخرى التي تعيش في أزمات مالية، وهي المشكلة الكبرى والتحدي الصعب الذي تعانيه الرياضة الأردنية، فيما "الأصفر" يتمختر بارتياح، وسط ضحكات لاعبيه الذين يقولون: "إن رواتبهم منتظمة وعالية تليق بالطموحات". ويؤكد المتابعون، أن فرقا مثل الفيصلي والوحدات والرمثا، تشكل عمادا رئيسيا في الكرة الأردنية، لتاريخها المشرف في البطولات والمشاركات محليا وخارجيا وما تزال، ولكن دخول الحسين إربد بهذه الطريقة وبهذا الشكل الاحترافي، يعتبر إثراء للكرة الأردنية والمنتخبات الوطنية، كونه سيدخل منافسا على الألقاب والمشاركات الخارجية، وهو أمر مهم ومحفز لبقية الأندية.
ورغم تشكيك البعض في إمكانية استمرارية نادي الحسين إربد بهذا النفس وهذه القوة في المواسم المقبلة، إلا أن النادي لم يحاول الرد، واكتفى بالعمل إيمانا منه، أن الواقع هو الذي يعكس الصورة الحقيقية للنادي وفرقه الرياضية، معتبرا أن "الأصفر" مهتم باستمرارية البحث عن الألقاب مستقبلا، ومهتم أيضا بالشراكة مع الأندية المحلية الأخرى في التأسيس لمنتخبات قوية باحثة عن البطولات، ومؤمنا أن التنافس الشريف بين الأندية المحلية يثري المنظومة بأكملها.
نقلة الحسين إربد النوعية، يتحدث فيها الكثيرون في الأردن وخارجه، ما ساهم في شعبية الفريق في دول عربية عدة، بدأت تراقب ماذا يجري للوقوف على التفاصيل، بل إن مشجعي أندية منافسة راحوا يعترفون بنموذجية العمل في هذا الصرح الرياضي، معتبرين أن التحدي الأكبر في استمرارية هذا النهج.
ويقول عضو إدارة نادي الحسين إربد كميل السكران: "إن ارتفاع وتيرة الحديث عن فريق الحسين إربد وإدارة ناديه، يأتي كردة فعل طبيعية لما يشهده النادي من احترافية ومؤسسية في العمل بوجود "الربان" عامر أبو عبيد وأعضاء الإدارة الباحثين عن الإنجازات".
وأضاف في تصريح لـ"الغد"، نلمس ارتفاع حجم الإطراء الذي بات يحظى به النادي في الوسط الرياضي محليا وعربيا، مؤكدا أن الإدارة تسعى إلى حصد البطولات، خاصة لقب دوري المحترفين الذي لم يدخل خزائن النادي من قبل، مجددا تأكيد الاعتزاز بجميع الأندية التي يدخل معها النادي في تنافس شريف على الألقاب، وهو أمر يصب في النهاية لمصلحة الكرة الأردنية.
ويعترف مشجع نادي الحسين إربد منذ أكثر من 40 عاما فاروق الجوارنة، أن الموسمين الماضي والحالي يختلفان عن المواسم الماضية، حيث منح الحسين إربد جماهيره جرعات ثقة بالقدرة على اعتلاء منصة لقب الدوري، مؤكدا اعتزازه بالجهد الكبير الذي تبذله الإدارة، ومشيدا بجماهير النادي الوفية التي ستلعب دورا مهما في الموسم الحالي في حصد لقب تاريخي.
وقال: "سعيد أن أرى نادي المفضل منذ 40 عاما يشكل حالة "ترند" في الأردن وخارجه، وأتمنى أن يستمر هذا العمل الرائع للجميع".
وبين الجورانة: ربما يكون هناك أخطاء في الموسم الحالي، من خلال استقطاب لاعبين أقل مستوى، أو تذبذب في الأداء نتيجة تغيير في الجهاز الفني، ولكن ما أؤمن به أن هناك رغبة وجهدا من الإدارة لتحقيق الإنجاز، والأهم أن نستفيد من هذه الأخطاء (على قلتها)، ليكون النادي منافسا دائما على الألقاب، بل وعلى البطولات الخارجية.
يشار إلى أن فريق الحسين إربد، بات مطمعا للكثير من اللاعبين والمدربين، في ظل استقراره المالي والإداري، وهو ما كشفه الكثير من نجوم اللعبة والمراقبين والمتابعين.
اقرأ أيضاً:
الحسين إربد يقترب خطوة جديدة من لقب "المحترفين" بتجاوز الأهلي
