الرواد.. مهندس "الكهرباء" الذي يطارد أحلامه المهنية والكروية من معان

أرشيفية
أرشيفية

لكل صورة حكاية، وحكايات النجوم الرياضية تكتمل فيها الصورة للأصل، وتصبحان وجهان لحقيقة واحدة، وإن كان الظاهر للعيان صورة ما عليه النجم الآن، فيما يختفي الوجه الآخر إلى حد ما عن القارئ، لتأتي هذه "الزاوية".

اضافة اعلان


وتقف زاوية "أصل وصورة" في هذه الحلقة عند نجم فريق معان إبراهيم الرواد، مهندس الكهرباء في بلدية معان، لتكشف تفاصيل الحياة الاجتماعية للنجم الرياضي، لتقدم للقارئ الأصل في حياة النجم وصورة ما عليه من نجومية.


الرواد .. مهندس كهرباء

يروي إبراهيم الرواد تفاصيل دقيقة من رحلته الدراسية، والتي وصفها برحلة كفاح خطف فيها التميز في جميع مراحل الدراسة، موضحا: "أنا ابن معان، ولدت وترعرعت بين حواريها، وتتلمذت تعاليمها ومبادئها الشعبية البسيطة، والعفوية الصادقة والطيبة، كنت متفوفقا في جميع المراحل الدراسية".


وأضاف: "البحث عن الأفضل لمستقبلي، كان هاجسي على الدوام، حيث أنهيت المرحلة الثانوية بتفوق، حصلت على معدل 93 الفرع الصناعي، والذي قدمني لأدرس الهندسة الكهربائية في جامعة الحسين العام 2019، حالما بالكثير على صعيد مستقبلي العملي، والذي بحثت فيه عن وظيفة أصعد من خلالها سلم الطموح، لكنني صدمت بالواقع العملي، قبل أن أحصل على وظيفة أنا ومجموعة من الخريجين لمختلف التخصصات في معان، بعد اعتصام قبل  سنوات عدة".


وعن وظيفته التي حصل عليها، وهل تلبي طموحاته في مجال تخصصه العلمي المميز، قال الرواد: "الحمدالله قبل كل شيء، والقناعة كنز لا تفنى، حيث أعمل حاليا في بلدية معان، وبرواتب لا تتجاوز الحد الأدنى للرواتب بحسب قانون العمل، وإن كنت ممنونا لرئيس البلدية الذي يمنحني التفريغ والتسهيلات للالتحاق بتدريبات فريقي معان، إلا أنني ما أزال ابحث عن نفسي عمليا وعن طموحي وأنا ابن الـ28 عاما".


وتتسرب خفة الظل والروح  ودماثة الخلق من كلماته رغم معاناته العملية، قائلا: "سأشترط –بضحكة من باب الدعابة- على الفريق الذي أتعاقد معه مستقبلا، تأمين عقد عمل قبل الخوض في تفاصيل عقد اللعب، صحيح كرة القدم تعني لي الكثير، وأحاول فرض التوازن بين طموحاتي الكروية والعملية، لكن أبحث عن مستقبل أفضل ضمن تخصصي، يفتح لي آفاق التطور ويمنحني فرصة كبيرة لتحسين ظروفي الحيايتة والعائلية والاجتماعية، خاصة في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها الأندية المحلية".


مهندس هجمات وأهداف

ويروي الرواد حكايته مع كرة القدم التي بدأت منذ نعومة أظفاره في حواري ومدارس معان، شارحا: "حالي كحال أي طفل، دارت أحلامه وشغفه مع الكرة صغيرا، وتميزت بصناعتي وتسجيلي للأهداف، في فرق الحارة والمدرسة ومنتخباتها تباعا، والتحقت بمراكز الأمير علي للواعدين في عمان، وأنا ابن 13 سنة، وتمكنت ومجموعة من اللاعبين الموهوبين من تحقيق أول لقب على مستوى مراكز الأمير علي لمحافظة معان".


وتابع:"وقدمني ذلك إلى الانضمام لصفوف منتخب الواعدين تحت قيادة المدربين خليل فطافطة وزياد عكوبة العام 2010، لكن بشكل عام المواهب تبقى مظلومة في محافظات الجنوب عامة، ومعان خاصة، رغم كثرة المواهب، ولعبت لفريق معان الأول وأنا ابن 15 ربيعا، وشاركته رحلة  الصعود من الدرجات الثالثة والثانية والأولى، ثم وقفنا في مصاف أندية المحترفين الذي نبحث عن البقاء فيه للموسم الرابع على التوالي، ونخوض حاليا معترك البقاء، ولدينا مباريات مهمة أولها أمام سحاب بعد غد، ولا تقل الثلاث مباريات عنها أهمية، خاصة في ظل التقارب النقطي بين أكثر من نصف الفرق، ونصارع للهروب من شبح الهبوط، إلا أن فوزنا على الرمثا في الجولة الماضية، منحنا ثقة الثبات ونحتاج إلى فوز للوصول إلى منطقة الأمان".


وعن أجمل مبارياته وأهدافه التي سجلها لفريق معان ، يقول هداف الفريق برصيد 4 أهداف وصاحب أحد أجمل الأهداف في الموسم الحالي: "لي الكثير من المباريات الجميلة خلال مسيرتي مع الفريق في دوري المحترفين، ولعل أجمل مباراة كانت أمام الفيصلي في الموسم الماضي، عندما تعادلنا في المباراة الشهيرة 3-3،  وشاركت بديلا ومن اللمسة الأولى للكرة سجلت في مرمى الفيصلي، ولكن أجمل أهدافي والذي وصف من أجمل أهداف الدوري للموسم الحالي، عندما سجلت الهدف الثالث في مرمى سحاب خلال مباراة الذهاب، بتسدية قوية "عالطاير" من خارج منطقة الجزاء، سكنت أقصى الزاوية اليسرى لمرمى سحاب".


وأضاف: "عانى معان كغيره من الأندية المحلية، من الأزمة المالية الخانقة وتراكم رواتب مستحقة، إلى جانب تعدد الأجهزة الفنية، وأنحني احتراما لكل مدرب اجتهد ودرب فريق معان، ونجتهد بقيادة المدير الفني عامر عقل، ونعمل بروح الفريق لتجاوز صعوبة المباريات الحاسمة المقبلة، لتحسين وضع الفريق، وضمان ثباته بين المحترفين، والفريق يحتل حاليا المركز السادس برصيد 20 نقطة".


وحول التجارب والعروض الاحترافية التي خاضها الرواد قال: "انتقلت بين الذهاب والإياب، لتمثيل فريق طرابلس اللبناني في الموسم الماضي، برفقة زميلي سليمان أبوزمع، وقدمنا مباريات كبيرة، وساهمنا في ثباته بين الكبار، إلا أنني مستاء لما آلت إليه ظروفه في الموسم الحالي وهبوطه إلى الدرجة الأدنى، كما تلقيت عرضا بين الذهاب والإياب من أحد أندية الدرجة الثانية في السعودية للموسم الحالي، إلا أنني رفضته كونه لا يلبي الطموح، من حيث القيمة المالية، ونركز حاليا وزملائي والمنظومة الإدارية والفنية على ضمان الوصول إلى المنطقة الدافئة في الموسم الحالي.

 

اقرأ أيضاً:

الرواد.. "البديل الذهبي" وصاحب الهدف الأجمل بالدوري