الجيل الخامس.. كيف يعزز مفهوم "الريادة الرقمية"؟

الجيل الخامس.. كيف يعزز مفهوم "الريادة الرقمية"؟
الجيل الخامس.. كيف يعزز مفهوم "الريادة الرقمية"؟

في آخر عقدين انتشرت المشاريع الرقمية الريادية انتشار النار في الهشيم بعد قفزة تكنولوجية هائلة وفرتها  خدمات الانترنت.


وظل الانترنت بما يوفره من مزايا تسهيل التواصل والبحث والتسويق والوصول الى جمهور اوسع بأقل التكاليف " أداة" رئيسية حفزت وساعدت على انتاج مشاريع ريادية عالمية ومحلية رقمية.

اضافة اعلان


واليوم مع دخول خدمات الجيل الخامس يتوقع خبراء ان تكون هناك قفزة جديدة لدفع عجلة الابتكار وانشاء مشاريع ريادية جديدة تستفيد من السرعات العالية لهذه التقنية الحديثة.


واكد خبراء ومؤسسو مشاريع ريادية ان ادخال تقنية الجيل الخامس بميزاتها المتقدمة سيدفع باتجاهين: تطوير المشاريع الريادية الحالية نحو الافضل باستخدام التوجهات التقنية الحديثة لا سيما الذكاء الاصطناعي، او ابتكار مشاريع ريادية جديدة في مجالات جديدة مثل انترنت الاشياء والمدن الذكية والنقل الذكي والذكاء الاصطناعي، وتعزيز المحتوى الفيديوي بجودة عالية ما سيخدم بشكل كبير صناعتي التسويق والترفيه على وجه الخصوص.


وأوضح الخبراء ان تقنية الجيل الخامس ستشكل بنية تحتية اساسية لمشاريع تقنية خالصة، او مشاريع ريادية تطوع التقنية لخدمة قطاعات اقتصادية حيوية مثل: الاعلام والترفيه والزراعة والسياحة والتعليم والصناعات الابداعية وغيرها من القطاعات.


وأكدوا ان الجيل الخامس بما سيوفره من سرعات وسعات عالية، وقدرات هائلة على التعامل مع بيانات ضخمة سيخلق ادوات جديدة تساعد الرياديين وتحفزهم على الابداع والتعلم الذاتي وتطوير مهاراتهم التي تساعد بالتبعية في تطوير مشاريعهم وخصوصا تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تحدث ثورة حقيقية وتعد بتغيير العالم الرقمي بشكل كبير.


وبدأت خدمات الجيل الخامس بالدخول الى سوق الاتصالات المحلية عندما اطلقت واحدة من شركاة الاتصالات العاملة في السوق المحلية المرحلة الاولى من الخدمة، فيما يتوقع ان يبدأ المشغلون الاخرون بإدخال الخدمة تدريجيا خلال الأشهر القليلة المقبلة.


وقال نائب الرئيس في شركة " أورنج الأردن" رسلان ديرانية ان تقنية الجيل الخامس ستشكل إضافة مهمة للبنية التحتية للاتصالات وستخدم القطاعات جميعها مع تميزها بتوفير سرعات فائقة وغير مسبوقة تزيد بنحو عشرة أضعاف على سرعات الجيل الرابع، لافتا الى اهمية خدمات " الفايبر" بما تقدمه من سرعات عالية.


ويين أن من مزايا الجيل الخامس المهمة غير السرعة تتمثل بـ"ميزة زمن الاستجابة (Latency) المنخفض جدا"، إذ يعرف زمن الاستجابة بأنه (التأخير بين إرسال المعلومات وتلقيها) الذي سيقل ليصبح جزءا من الثانية فضلا عن أهمية التقنية في سرعة التنزيل والقدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، والقدرة الكبرى على ربط عدد كبير من الأجهزة في نفس الوقت نفسه.


وتضاف الى ذلك زيادة معدلات نقل البيانات وإمكانية توصيل المزيد من الأجهزة لإرسال البيانات واستلامها في وقت واحد واستيعاب الزيادات المتتالية في حركة الإنترنت في المملكة.


وبناء على ما سبق اكد ديرانية ان تقنية الجيل الخامس ستعزز الابداع والريادة وخصوصا ان التطبيقات التي ستتيحها الخدمة لا تقدر تقنيات الجيل الثالث والرابع على اتاحتها كونها تحتاج الى سرعات عالية جدا.

 

وأكد ان كل تقنيات الانترنت غيرت كل الاقتصاد وقدمت مفاهيم جديدة مثل العمل عن بعد والتعليم عن بعد والتواصل الاجتماعي اللحظي والتسويق الرقمي الحديث، ومفاهيم التقنية المالية والزراعة التقنية حيث استفاد الرياديون من ادواتها في تطوير مشاريعهم في كل هذه القطاعات.


وارتفع استهلاك الأردنيين للإنترنت والبيانات بمختلف تقنياتها بنسبة 32 % خلال العام الماضي ليبلغ 4.3 مليار جيجا بايت، مقارنة مع 3.25 مليار جيجا بايت خلال العام 2021.


وتقول صاحبة مشروع ريادي رموز صادق انه منذ اكثر من ثلاث سنوات ساعدت شبكة الانترنت وخدماتها المختلفة في انشاء وتطوير مشروعها الريادي وهو متجر لعرض وبيع منتجات التجميل في السوق المحلية والعربية والعالمية، لافتة الى ان اهم ميزة وفرتها شبكة الانترنت لمشروعها وباقي المشاريع المبنية على الانترنت هي " السرعة في تطوير المشروع واخراجه الى حيز الوجود، والوصول الى اكبر عدد من العملاء في الأردن وخارج الأردن متجاوزة كل الحدود الجغرافية.

 

وقالت صادق: " لولا وجود شبكة الانترنت، لكان الوصول للناس محدودا جدا، بتكاليف عالية"، لافتة في الوقت نفسه الى أهمية الانترنت بتطبيقاته المختلفة وخصوصا منصات التواصل الاجتماعي في اخذ التغذية الراجعة واللحظية من الناس على المنتج او الخدمة والاستفادة من ذلك في تطوير المنتجات والمشروع بشكل عام.


وأشارت صادق الى ان ادخال تقنية الجيل الخامس بسرعاته العالية بالتاكيد سيسهم في تطوير الريادة والمشاريع الناشئة وفي كل اجزاء المشروع وخصوصا التسويق حيث يمكن انتاج المحتوى التسويقي بجودة وتنوع اكبر قياسا بالوقت الحالي.


وفي الأردن يوجد 7.6 مليون اشتراك للهاتف الخلوي معظمها تستخدم تطبيقات التواصل الاجتماعي، فيما يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت بمختلف تقنياتها السلكية واللاسكية حوالي 11.3 مليون مستخدم.


ومن جانبها ترى الريادية الأردنية والاختصاصية في مجال الاستدامة شروق الجايح بأن توافر خدمات الانترنت بتقنياته المختلفة هي اداة مهمة لكل افراد المجتمع من خلال توفير خدمات تفيدهم في حياتهم الاجتماعية والعملية وفي مجال تنظيم اوقاتهم وفي البحث عن المعلومات والبيانات اللازمة لتطوير اعمالهم. وقالت ان "الخدمة تلزم الرياديين لأن صلب عمل الريادي يحتاج الى البحث والمعلومة والتواصل السريع والتسويق الرقمي الفعال وهو ما توفره شبكة الانترنت بشكل سريع وببيانات ومعلومات هائلة".


وقالت الجايح " الانترنت وتقنياته المختلفة ومنها الجيل الخامس ستعزز عملية التواصل الاجتماعي ولاغراض العمل، فضلا عن اهمية الانترنت كمصدر للتعلم الآني واكتساب المهارات الرقمية وغير الرقمية للريادي وافراد شركته ما يسهم في تطوير المشروع الريادي بشكل عام". واشارت الى ان دخول تقنية حديثة مثل الجيل الخامس سيعزز ريادة الاعمال ويدفع الرياديين للتفكير واخذ خطوات للاستفادة من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير اعمالهم ومشاريعهم. 


وأكد الشريك التقني في مختبر الالعاب الالكترونية نور خريس بان الانترنت " جعل العالم منبسطا، ووفر مساحات متساوية امام الجميع للتنافس والابداع بغض النظر عن الجغرافيا، لافتا الى اهميتها اليوم في التعلم وانشاء المشاريع بأقل التكاليف".


وأكد انه مع توفير السرعات العالية عبر الجيل الخامس سيجعل الاعمال اقل كلفة واكثر انتاجية وابداع وخصوصا ان السرعات العالية ستتيح تطوير وانتاج المنتجات الرقمية بجودة اعلى وخصوصا مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم.


وقال الناشط في قطاع ريادة الاعمال إبراهيم القرالة انه من الملاحظ اليوم الطفرة الكبيرة في التحول الرقمي على مستوى الاستخدام الشخصي او الاستخدام على مستوى القطاعات الحكومية او الخاصة بانتشار للانترنت على المستوى المحلي في الأردن وهذا ما تعكسه الارقام الضخمة لعدد المستخدمين في الأردن مقارنة مع عدد السكان .


وبين القرالة ان انتشار الانترنت شجع العديد من القطاعات الخاصة والتجارية على ضرورة التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا في مشاريعهم، الامر الذي شجع العديد من رواد الاعمال في الأردن على توفير العديد من الحلول الرقمية والتقنية للمستخدمين او حتى لأصحاب القطاعات التجارية ومختلف المؤسسات والشركات لمساعدتهم على تسريع اعمالهم من خلال الانترنت ودخول اسواق جديدة داخل وخارج الاردن بالإضافة الى مساعدتهم في تعزيز الانتاجية.


ولفت الى اهمية الانترنت في تشجيع الرياديين في المحافظات لإنشاء مشاريع تصل لكل المحافظات وحتى للعالم العربي والقارات الاخرى من مواقعهم الى جانب اهميتها في تشجيع الشباب من كل المحافظات للعمل عن بعد في مشاريع تقنية محلية وعربية وعالمية.

 

وأشار القرالة الى ان كل ذلك دفع باتجاه تطوير مفهوم " الريادة التقنية " المرتبطة بتوفير حلول تقنية مرتبطة بالانترنت وذلك انعكس من خلال توفير حلول تقنية سحابية وخدمية ريادية تساعد على اتمتة انشطة الاعمال داخليا او توفير حلول التسويق الالكتروني والتجارة الالكترونية لمختلف القطاعات وخصوصا نمو قطاع التجارة الالكترونية في الأردن نظرا لزيادة عدد مستخدمي الانترنت او زيادة عدد المتاجر والقطاعات الراغبة بامتلاك متاجر الكترونية لتصبح نقاط بيع رقمية بجانب نقاط بيعهم في الاسواق المحلية.

 

وبين انه مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء اصبح من الملاحظ توجه العديد من الشباب لتأسيس مشاريعهم الخاصة في القطاعين لتوفير حلول مبتكرة للمنازل الذكية او الشركات الذكية او حتى توفير حلول المساندة للقطاع العام لتوسيع مفهوم المدن الذكية كأنظمة الدفع الرقمية المحلية او حلول الذكاء الاصطناعي حيث إنه من الملاحظ اعتماد كلا القطاعين بجانب قطاعات مثل التجارة الالكترونية والتسويق الالكتروني والحلول التقنية والسحابية اعتمادا تاما على الانترنت.


وبناء على ما سبق اكد القرالة بأن إدخال الجيل الخامس للسوق المحلية سيسرع في تطوير مشاريع ريادية تسهم في تعزيز الانتاجية واتمتة الاعمال وتحويلها من اعمال تقليدية الى اعمال رقمية.


الخبير في مجال ريادة الاعمال نضال قناديلو قال إن المتابع للمشاريع الريادية والاقتصاد بشكل عام يلحظ بان المشاريع العالمية التي تسيطر على الاقتصاد الرقمي هي مشاريع بنيت على الانترنت عالميا ومحليا ولولا وجود الانترنت لما وجدت هذه المشاريع.


واكد قناديلو بان الانترنت بتقنياته المختلفة مكنت العقول المبدعة من تطوير مشاريع خدمت مئات ملايين الناس حول العالم في حياتهم اليومية والعملية، لافتا الى ان ادخال الجيل الخامس سيحدث اثرا واضحا في ريادة الاعمال وتحفيز العقول المبدعة على ابتكار مشاريع حديدة لا سيما في مجال جديدة مبنية على السرعات العالية للانترنت والتي يوفرها الجيل الخامس مثل انترنت الاشياء.

 

وقال " ادخال سرعات عالية من الانترنت يسهم في زيادة الميزة التنافسية للاقتصاد بشكل عام والمشاريع الريادية على وجه الخصوص لاسيما ان المنافسة في كل القطاعات بوجود الانترنت اصبحت منافسة عالمية".

 

اقرأ المزيد : 

التحول الرقمي والدفع الإلكتروني في الأردن