المتطرفون يتخذون مزاعم مناسباتهم الدينية اللامتناهية لاستباحة "الأقصى"

تهويد المدينة.. مخطط استيطاني جديد في قلب القدس المحتلة

قوات الاحتلال خلال اقتحام المسجد الأقصى المبارك-(وكالات)
قوات الاحتلال خلال اقتحام المسجد الأقصى المبارك-(وكالات)
على وقع مخطط استيطاني جديد في قلب القدس المحتلة؛ يتخذ المتطرفون من مزاعم إحياء مناسباتهم الدينية اللامتناهية طيلة العام ذريعة لاستباحة المسجد الأقصى المبارك واقتحام باحاته، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على غرار ما يخططون إليه اعتبارا من يوم غد الخميس تمهيدا للاقتحام الجماعي في اليوم الذي يليه، وسط دعوات فلسطينية كثيفة للاحتشاد الواسع والنفير العام "بالأقصى" لحمايته والدفاع عنه ضد انتهاكات المستوطنين.اضافة اعلان
وفي إطار سياسة تهويد القدس المحتلة؛ منحت حكومة الاحتلال اليمينية الموافقة على إقامة زهاء 400 وحدة استيطانية جديدة في بلدة أبو ديس، بما يمهد الطريق لإنشاء حي استيطاني في قلب البلدة، ويعد تصعيدا خطيرا ومحاولة مكشوفة لإحكام السيطرة على محيط مدينة القدس وعزلها عن امتدادها الفلسطيني، وفق حركة "حماس". 
وتنظم ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، برنامجا تهويديا زخما للاحتفاء بما يسمى "عيد الأسابيع"، أو "شوفوعوت" المزعوم، اعتبارا من يوم غد، فيما يكتسب عنصريته يوم بعد غد الجمعة، من خلال تنفيذ اقتحامات جماعية وواسعة للمسجد الأقصى، وأداء "السجود الملحمي" والصلوات التلمودية المزعومة، في انتهاك صارخ لحرمة المسجد.
وبغرض تأمين الاقتحام الجديد؛ فقد اعتمدت سلطات الاحتلال جملة إجراءات عنصرية لتوفير الحماية الأمنية المشددة لاقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى، عبر نشر عناصر إضافية داخل ساحاته وبمحيطه وضمن أحياء القدس المحتلة وفرض تضييقات مشددة على دخول الفلسطينيين لباحاته، في إطار سياسة الاحتلال لتهويد المدينة والسيطرة الكاملة عليها.
وتواصل اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى، أمس، من جهة "باب المغاربة"، وقاموا بتنظيم الجولات الاستفزازية في باحاته وأداء الطقوس التلمودية في المنطقة الشرقية منه، بحماية قوات الاحتلال، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
في حين دعت فعاليات فلسطينية إلى ضرورة شد الرحال نحو المسجد الأقصى والرباط فيه، للتصدي لاقتحامات المستوطنين بمناسبة إحياء عيدهم اليهودي المزعوم، غدا الخميس، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وبالتزامن؛ انطلقت الدعوات المقدسية الكثيفة، لإحباط تحضيرات المستوطنين وحشدهم لاقتحام كبير للمسجد الأقصى، مع ضرورة إفشال مخططات منظمات "الهيكل" الاستيطانية، وتجهيزاتها لحشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام الأقصى، بعد غد الجمعة.
من جانبها، أكدت حركة "حماس" أن الشعب الفلسطيني لن يترك المسجد الأقصى وحيدا، ولن يستسلم أمام عدوان الاحتلال، داعية إلى تكثيف الرباط بالأقصى وشد الرحال إليه، والوقوف سدا منيعا أمام محاولات تدنيسه وتهويده. 
ودعت "حماس" جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك الفاعل لحماية مدينة القدس المحتلة من خطر التهويد، ووقف الاحتلال عن سياساته الاستيطانية الممنهجة التي تستغل الصمت الدولي في التوسع الاستيطاني المخالف لكل القوانين والقرارات الدولية الداعية لوقفه وإزالته. 
وشددت على أن مشاريع الاحتلال الاستيطانية المتلاحقة لن تمنحه شرعية أو سيادة متوهمة على مدينة القدس التي ستبقى عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية، مؤكدة أن تمسك الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حقوقه الوطنية وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية حتى زوال الاحتلال الصهيوني.
جاء ذلك على وقع وقوع العديد من الإصابات بين صفوف الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة أعقبت اقتحام قوات الاحتلال، أمس، بلدة قباطية في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وأعلنت كتيبة جنين- مجموعات قباطية، "أنها تصدت لقوات الاحتلال المقتحمة للبلدة بوابل كثيف من الرصاص وإلقاء العبوات المتفجرة".
وتواصل عدوان الاحتلال بتفجير منزل عائلة الشهيد القسامي المعتز بالله الخواجا، في بلدة نعلين غرب رام الله، وسط الضفة، والذي اعتبرته الفصائل الفلسطينية "جريمة صهيونية تؤكد عجز الاحتلال عن وقف غضب الشعب الفلسطيني في الميدان".
وأكدت حركة "حماس" في بيانها أن "عملية الخواجا جاءت ردا على جرائم الاحتلال التي اعتقد أنها تردع الشعب الفلسطيني وتضعف إرادته"، حيث كان الشهيد الخواجا نفذ عملية إطلاق نار في شارع "ديزنغوف" وسط مدينة ما يسمى "تل أبيب" في التاسع من آذار (مارس) الماضي، ما أدى لمقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة آخرين.
واندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت قرية نعلين، وذلك أثناء تصدي جموع الفلسطينيين بالتوجه إلى منزل الشهيد لصد لقوات الاحتلال.