الطراونة: التحدي المالي أبرز المعيقات.. وعلى وسائل الإعلام إعادة النظر في محتواها

ملتقى "الإعلام والاتصال" يناقش مستقبل الصحافة المطبوعة

رئيس تحرير الغد مكرم الطراونة يتحدث في جلسة لملتقى مستقبل الإعلام والاتصال أمس-(الغد)
رئيس تحرير الغد مكرم الطراونة يتحدث في جلسة لملتقى مستقبل الإعلام والاتصال أمس-(الغد)

تواصلت أمس أعمال ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين، وعقدت جلسة أمس تحت عنوان “الصحافة المكتوبة انتهت أم هي مقدمات لبدايات جديدة؟” تحدث فيها عدد من الإعلاميين العرب والأردنيين وتناولوا أوضاع الصحافة التقليدية وما تواجهه من تحديات في ظل انتشار وسائط الإعلام الاجتماعي عبر الفضاء الإلكتروني.

اضافة اعلان


وأطلق رئيس تحرير الغد الزميل مكرم الطراونة أمس في الجلسة وصفة للمسؤوليات المطلوبة من الدولة الأردنية ووسائل الإعلام والصحفيين للخروج من عنق الاندثار.


وشخص الطراونة خلال الجلسة التي عقدت في اليوم الثاني لملتقى مستقبل الإعلام والاتصال الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين، المشكلات التي تواجه الصحافة المكتوبة وأبرزها السؤال المهم الذي أطلقه الطراونة وهو “هل تريد الدولة استمرار هذه الصحافة أم لا “. وأضاف “إذا كانت الإجابة نعم، فعندها نتحدث عن دور جديد وشراكة جديدة تضمن لها الاستمرار”.


وأكد أن التحديات عديدة لكن أبرزها “التحدي المالي والمتمثل في أن الإعلان انحصر حاليا في الإعلان الحكومي والقضائي، فإذا انتهى هذا الإعلان انتهت الصحف، ما يستوجب البحث عن موارد مالية جديدة”.


ولفت الطراونة إلى أن ما تعلنه الحكومة في إطار حديثها عن دعم الصحافة الورقية من رفع سعر الإعلان الحكومي من 55 قرشا للكلمة إلى دينار “هو في حقيقة الأمر مضلل وليس دعما، إذ أن الوزارات والمؤسسات الحكومية قامت بتقليص حجم الإعلان لصالحها، فلو بقينا على السعر القديم لكان أفضل لنا مع بقاء عدد الإعلانات الحكومية كما هي”.


وحول مسؤولية وسائل الإعلام والصحفيين، شدد الطراونة على ضرورة أن”تكون وسائل الإعلام بدأت في إعادة النظر في محتواها والابتعاد عن التغطية الخبرية والتوجه نحو التعمق في المحتوى الذي يفسر ويحلل ويشرح ماوراء الأحداث، وهذا لا تقدمه ولا تفكر به المنصات التفاعلية”. 


وأضاف الطراونة “الصحفي مطالب بإعادة النظر في أدواته والخروج من نمطية الانتاج، والعمل على اكتساب مهارات جديدة في صناعة محتوى رقمي تفاعلي”.


ولم يغفل رئيس تحرير “الغد” الإشارة إلى البيئة السياسية والتشريعية وتأثيرها على المحتوى الاعلامي “فتدفق المعلومات يعاني من تراجع في ظل تشريعات مقيدة، ومع أنه يمكن الحركة فيها، لكنها تبقى مؤثرة سلبا على الإعلام، فضلا عن هوس يسيطر على المسؤول الحكومي في النشر على المواقع الإخبارية، وجميعها أسباب تؤثر على سقف الحرية”.


وحول الاستثمار في الشباب، كان الطراونة أقل تفاؤلا “بالنظر لمدى جودة المخرجات الجامعية التي يغيب عنها التأهيل المهني العملي”.


واقترح العمل على دمج الخبرات الصحفية إلى جانب النظرية الأكاديمية في تأهيل الطلبة، فنحن في وسائل الإعلام نتطلع لاستقطاب قدرات شاملة في صناعة المحتوى”.


وتحدث في الملتقى مدير السوشال ميديا في قناة k24 هاذان سعيد وأكد أن “السوشال ميديا تحتاج إلى أدوات مبدعة من فيديوهات قصيرة، وأفكار للمحتوى، وأن تعيش تجربة كل شخص على مواقع التواصل الإجتماعي حتى تتمكن من إعادة تقديمها بشكل متطور”.


من جانبه، أكد مدير الأخبار في قناة “رؤيا” الزميل سعد حتر أن “السبب الرئيسي للإجهاز على الإعلام التقليدي هي الدول التي تقيد الحريات”.


وأضاف أنه “إذا الصحفي لم يبحث عن المعلومة فهو ليس صحفيا”، مؤكدا أن المؤسسات الإعلامية الأردنية “بحاجة إلى إعلاميين يعرفون كيفية التعامل مع الوسائل الرقمية والذكاء الاصطناعي”.


من جانبها، قالت الناشطة على منصات التواصل الاجتماعي زينة حمارنة “عندما نضع استراتيجية التسويق يكون صناع المحتوى ضمن خططنا الإستراتيجية، ونعرف مدى تأثيرهم من خلال المبيعات، أو رواج المحتوى”.


وتحدث في جلسة “الإفصاح عن المعلومات في مواجهة الأخبار الكاذبة”، رئيس قسم الرأي في العربي الجديد معن البياري الذي قال: “تنقل الصحفيين بين وسائل الإعلام والتأكد من المعلومات الصحيحة مهمة شاقة نظراً لظروف المؤسسات الإعلامية”.


فيما قالت الإعلامية اللبنانية غادة عيد في جلسة “حقوق الإنسان.. والمهمشون في الإعلام الحاضر” إنه بإمكان الإنسان أن يعبر عن وجعه، ولا يحتاج للصحافي، و”لكن يفترض بالصحفي أن يكون سندا للإنسان ويجب أن لا يكون هناك حيادية في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان”.


بدوره، أكد الحقوقي فادي القاضي أن “التزام الصحفيين بقضايا حقوق الإنسان، هو التزام بالقانون سواء طبقته محاكمنا أم لم تطبقه”.


مديرة مؤسسة “تمكين” للمساعدة القانونية ليندا كلش قالت إن “وسائل الإعلام التقليدية يجب أن تهتم بقضايا حقوق الإنسان. وأضافت أن هناك قصورت في الاهتمام بقضايا اللاجئين والمهاجرين.


وأوضحت منسقة برامج الجندر في نقابة الصحفيين البلجيكية جوليان جيرمان أنه “من المهم أن تقوم الصحافة والإعلام بالاهتمام بقضايا حقوق الإنسان، لكن ما يحدث أن النظرة النمطية للمرأة تجعل هناك استهزاء بقضايا مهمة مثل العنف المنزلي”.


من جانبه، تحدث الفنان زهير النوباني عن منصات التواصل الاجتماعي وقال إن “ما يحصل حالياً وما تنقله وسائل التواصل الإجتماعي له إيجابيات أكثر من السلبيات، في السابق كانت أعمالنا محصورة بالتلفزيون المحلي، أما اليوم فهناك أعمال قديمة لنا تنتشر وتجد رواجا في كل مكان”.


فيما أكدت عميدة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد أن الإعلام العربي “متأثر بالفكر الهوليودي الغير موجود بما يخص الذكاء الاصطناعي”، كما شدد الأستاذ المساعد في جامعة عمان الأهلية الدكتور غيث محادين أن 67 % من شركات الإعلام في العالم تستخدم الذكاء الإصطناعي.


وفي الجلسة الثالثة بعنوان “الإعلام ومساحات الفضاء العام.. متغيرات ومقاربات بين الشرق والغرب”، شدد وزير الإعلام السابق المهندس صخر دودين على أهمية تمكين الشباب للوصول إلى المعلومة.


وتحدث نقيب الصحفيين العمانيين الدكتور محمد العريمي عن واقع الإعلام في سلطنة عُمان وأكد أن بلاده تخلّفت عن الركب شابقا شأنها شأن دول عربية وخليجية عدة.


وقال العريمي “العلاقة إيجابية وجميع النقابات والهيئات في العالم العربي فاعلة بقوة، هناك زملاء لنا استطاعوا بدعم النقابات والاتحادات أن يصلوا لمواقع القيادة”.


من جانبها، أكدت مسؤولة التدريب في جامعة بيرزيت في فلسطين نيبال الثوابتة أن 100 % من طلبات حذف المحتوى الرقمي الفلسطينية صادرة عن الوحدة العسكرية الإسرائيلية المتخصصة بالرقابة على المحتوى الفلسطيني، لافتة إلى ان هذا الأمر ندعوه “إبادة رقمية”.

 

اقرأ المزيد : 

انطلاق أعمال "ملتقى الإعلام والاتصال" بمشاركة إعلامية أردنية وعربية واسعة