"سقيا الماء وتمكين المرأة" عطاء يستمر بمشاريع "مسار الخير" في الأغوار والزرقاء

جانب من أنشطة مسار الخير- (من المصدر)
جانب من أنشطة مسار الخير- (من المصدر)

 ضمن خطتها الدائمة في مشاريع تمكين ومساعدة المرأة في مختلف محافظات المملكة، تعمل جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة، على زيادة عدد مشاريعها التنموية التي تدفع بعجلة الاقتصاد نحو مساعدة النساء على أن يكن جزءا من الأيدي العاملة التي تعتمد على قدراتها "الإنتاجية".

اضافة اعلان


ولكن عددا كبيرا من السيدات في القرى والمناطق النائية، قد يجدن صعوبة في الانطلاق بمشاريع جديدة ومن ثم استمراريتها والتسويق لها، وعليه ارتأت الجمعية أن تكون المشاريع والتدريبات التي تقدم للسيدات تعتمد على قدراتهن المتوفرة وسلاسة الحصول على أدوات الإنتاج على اختلافها.


لذلك، كانت مشاريع المخابز والمطابخ الإنتاجية من ضمن أبرز المشاريع التي تعتمد عليها الجمعية في تمكين السيدات، عدا عن تعليم الحرف اليدوية التي تساعد على الإنتاج وتحفيز المهارات، ومن المهم أن تكون المشرفات على تلك المشاريع سيدات أيضاً، قد يكن من أعضاء الجمعية أو متطوعات لديهن شغف المساعدة والدعم لمثيلاتهن من السيدات.


ومن تلك المشاريع التي تم افتتاحها مؤخراً، كان إطلاق ورشة عمل لتعليم سيدات في قرية الناصرية في الزرقاء، العديد من المهارات في إنتاج "المخبوزات"، كنوع من الدعم التدريبي، ومن ثم مساعدتهن على إدارة المشروع الخاص بهن في منطقتهن.


وهنا يوضح مدير الجمعية محمد القرالة، أن جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة أطلقت ورشة عمل في قرية الناصرية، وبالتعاون مع "جمعية زهرة الخير"، وتهدف الى تأهيل وتمكين سيدات القرية اقتصاديا، والتي تأتي بعد أن افتتحت فيها مقرا لمخبز مسار الخير  للتنمية المستدامة لسيدات القرية، لدعمهن وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، حيث كانت الورشة جزءا من مشروع الدعم، لمساعدتهن على أن يتميزن في تحضير المنتج بطريقة احترافية، تساعد على تسويق المنتج.


واشتمل المشروع على ورشة إعداد المخبوزات والمعجنات التي قدمتها سمر سبايلة وبإدارة وإشراف عضو الجمعية مي التل، وبحضور كل من أمين سر الجمعية بشار الترك وعضوتي الجمعية منال القبلاوي وجيهان الكباريتي، وبحضور مديرة جمعية زهرة الخير الخيرية في القرية عبير الوردات.


وتعد جمعية زهرة الخير إحدى الجمعيات الناشطة في المنطقة، وتعمل على تنفيذ العديد من المشاريع التي تهتم برعاية الفئات الأقل حظاً، ومساعدة الأيتام والفقراء وتمكين المرأة والشباب اقتصاديا، عدا عن تنفيذ العديد من البرامج التي ترفع من المعرفة وتعلم المهارات للفئات المختلفة من أبناء المجتمع فيها، مثل المزارعين والطلبة يقدمها مختصون في مجالات عدة.


وتقوم السيدات بالعمل ضمن فريق في المخبز الذي تم افتتاحه في المنطقة، والذي يعمل على صناعة الخبز بأصناف عدة وصناعة المأكولات الشعبية التراثية والمعجنات والحلويات، وتم تخصيص جزء من إنتاج المخبز ليوزع على أسر معوزة بالمجان، كما اعتادت على ذلك جميع المخابز التي تم دعمها من "مسار الخير"، لتكون داعمة اقتصادياً ومعنوياً للعائلات، حيث تعتمد سياسية افتتاح المشاريع الإنتاجية للجمعية على أن يكون هناك جزء "مجاني" منها للعائلات المعوزة، فيما باقي الريع لدعم السيدات العاملات وتسويق المنتج.


ومن أبرز ميزات المطابخ أو المشاريع الإنتاجية في القرى، أنها تتحول فيما بعد إلى مزارات سياحية، وجاذبة للسياح في المنطقة، وعملت "مسار الخير" على توفير الأجهزة والمعدات اللازمة للمشروع في قرية الناصرية، بهدف تطويره ليصبح مشروعا سياحيا مماثلا لباقي المشاريع، ويتحول إلى "بيت خيرات الناصرية"، ومجهزا لاستقبال زوار المنطقة التي تنتشر فيها الرحلات العائلية وكثرة المزارع الخاصة فيها وقربها من العاصمة عمان.


ويعد هذا المخبز والمطبخ الإنتاجي ضمن سلسلة مشاريع "مسار الخير" في مجال المطابخ الإنتاجية التي تقيمها في قرى ومحافظات المملكة، بهدف تفعيل الدور الإنتاجي للمرأة ودعم الأسر المحتاجة والمساهمة في التنمية المستدامة في هذه المجتمعات، كما ويشار إلى أن مخبز الناصرية جاء بدعم من فاعلي الخير المتعاونين مع الجمعية، وهي صورة لإظهار التكافل المجتمعي الذي ينهض بالمجتمع.


وخلال موجات ارتفاع الحرارة التي تشهدها المملكة، قامت جمعية "مسار الخير" للتنمية المستدامة، بدعم أهل الخير وجمعية إبداع، وبالتعاون مع الجمعية الوطنية للتأهيل، بحملة توزيع الثلج للأهالي في المناطق الأشد حرارة، وذلك بسبب ارتفاع دراجات الحرارة في منطقة الأغوار الجنوبية التي تجاوزت 46 درجة.


وعملت الحملة على إنشاء عدد من خزانات المياه الاسمنتية بسعة 28 مترا لكل خزان، لصالح أسر تقطن في أماكن لا تصلها المياه، مثل غور "عسار" وغور "السمار" وبعض مناطق في غور حديثة وتعبئتها بالمياه بالتعاون مع سلطة مياه الأغوار الجنوبية.


واشتملت الحملة على توزيع حافظات مياه صحية مخصصة لحفظ وتبريد معبئة بمياه مفلترة وقطع ثلج، لتكون أكثر أمانا بغرض استبدالها مكان (الجالونات) المعاد استخدامها في هذه المناطق، لأن الجالونات بالية ومعاد استخدامها، تلف بـ"خرق" من الخيش للحفاظ على برودة الماء، مع ما يرافق هذا من مشاكل صحية بسبب استخدام هذه الجالونات.


القرالة تحدث عن أهمية مثل هذه الحملات، التي تعد إحدى طرق المساعدة للعائلات في منطقة الأغوار، ومساندتها لمواجهة حر الصيف، والتي تأتي أيضا ضمن مشروع الجمعية الكبير "سقيا الماء داخل الأردن"، الذي أطلقته منذ سنوات، ويتم متابعته بين الحين والآخر لضمان ديمومة المياه الصالحة للشرب للسكان في تلك المناطق.

 

اقرأ أيضاً: 

"مسار الخير" تطلق مبادرات تنموية بقرى نائية بالأغوار الجنوبية