الإمساك: اضطراب يصيب الجهاز الهضمي لأسباب عضوية أو وظيفية

الإمساك: اضطراب يصيب الجهاز الهضمي لأسباب عضوية أو وظيفية
الإمساك: اضطراب يصيب الجهاز الهضمي لأسباب عضوية أو وظيفية

 

عمان - الغد - هل تشعر بألم وصعوبة شديدة أثناء التبرز؟ وهل تشعر بألم في البطن عند الرغبة في دخول الحمام؟ وهل ينزل دم مع البراز؟ وهل تنجرح فتحة المستقيم عند التبرز؟

اضافة اعلان

 إذا كنت تشعر وتشاهد هذه الأعراض فأنت بلا شك تعاني من الإمساك، الإمساك الذي يصيب الصغير والكبير والحامل كذلك.

 فما أهم الأسباب المؤدية للإصابة بالإمساك؟ وكيف يمكن تجنب الإصابة به؟ وما مضاعفاته؟ هذا ما سنعرفه في هذه العجالة عن مرض الإمساك.

ما الإمساك؟

هو أحد الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي، تختل عند حدوثه وظيفة الأمعاء وتضعف حركتها وتحصل صعوبة في إخراج البراز، كما يمكن أن يشير الإمساك إلى صلابة البراز أو عدم إفراغ الأمعاء بشكل متكرر أو كامل، ويعد الانسان في حالة إمساك إذا لم يتخلص من البراز في المعدل الطبيعي الذي يتراوح من شخص لآخر من ثلاث مرات في اليوم الواحد إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتتزايد إصابة الإنسان به عند تقدمه في السن حيث ينتشر الإمساك عند كبار السن وخاصة بعد سن الستين أكثر من الصغار والشباب.

عوامل الإصابة بالإمساك:

يسهم عاملان أساسيان في حدوث الإمساك بشكل رئيسي وهما:

1- ضعف حركة الأمعاء، أو توقف حركتها وبالتالي إعاقة مرور البراز.

2-نقص الماء في البراز (جفاف)، والذي يؤدي إلى زيادة صلابة البراز وبالتالي صعوبة تحركه في الأمعاء.

 أسباب الإمساك:

وهناك أسباب عديدة للإصابة بالإمساك ويمكن تقسيمها إلى أسباب عضوية وهي نادرة، وإلى أسباب وظيفية وهي شائعة، وفيما يلي تفصيل لهذه الأسباب:

1. الأسباب العضوية وتشمل:

• ضيق أو انسداد أو ورم في القولون وأنبوبه (بسبب أورام حميدة أو خبيثة).

• وجود ضيق في الأمعاء.

• اعتلال في الشرج أو المستقيم يسبب ألما عند التبرز.

• البواسير.

• فتق الشرج (المستقيم).

• تشنج قولوني منعكس بسبب علة عضوية.

• الزائدة الدودية.

• المرارة.

2. الأسباب الوظيفية

1. إمساك بسبب العادات الغذائية الخاطئة: يعد النظام الغذائي غير الصحي نوعا شائعا من الإمساك، حيث يصيب حوالي 5% من الناس، وتشمل العادات الغذائية الخاطئة ما يلي:

• عدم تناول القدر الكافي من الماء أو السوائل، وخاصة الماء الذي يسهل حركة الأمعاء.

• تناول الأطعمة السريعة والتي تحتوي على كمية قليلة من الألياف، مثل اللحوم والأرز الأبيض مما يساعد على حدوث الإمساك.

• تناول الأطعمة التي تسبب قساوة أو صلابة البراز، مثل الأجبان بكثرة.

2. إمساك تسببه بعض أنواع الأدوية: هناك بعض أنواع من الأدوية تساعد على حدوث الإمساك ومن أهمها: الأدوية المضادة للاكتئاب، مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الألومنيوم، أملاح الحديد، مضادات الهيستامين، بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، مدرات البول.

3. إمساك بسبب الطبائع الخاصة والعادات: ويحدث هذا النوع من الإمساك بسبب الانشغال وعدم الاهتمام بتفريغ الفضلات عند الشعور بها، حيث نجد الكثيرين يعانون منه في حال السفر أو بعد الإقلاع عن التدخين، كما يعاني منه كثير من الأطفال نتيجة عدم دخول دورات المياه خارج المنزل أو لوجود بعض المشاكل في المدرسة.

4. خمول في حركة القولون: بخمول حركة القولون تسير الفضلات بشكل بطيئ، مما يؤدي إلى زيادة امتصاص السوائل منها.

5. عدم ممارسة النشاط الرياضي أو البقاء في السرير لفترات طويلة في حالة المرض أو الحوادث.

6. القلق والتوتر النفسي، حيث أن التوتر والقلق المستمرين يسببان الإمساك.

7. أسباب أخرى مثل: المرور بالأشهر الأخيرة من الحمل، بعد الإصابة بالإسهال، عند ارتفاع درجات الحرارة (الحمى)، أمراض متصلة بالجهاز العصبي بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، أو أية عيوب توجد في الأمعاء.

 أعراض الإمساك:

• صعوبة التبرز لعدم ليونته وصلابته.

• آلام في البطن عند الرغبة في دخول الحمام.

• زوال آلام البطن بعد عملية الإخراج.

• نزول الدم مع البراز.

• إصابة فتحة المستقيم بالجروح عند إخراج البراز.

مضاعفات الإمساك:

إذا استمر الإمساك فترة طويلة، ولم يعالج بالطريقة الصحيحة، فهذا يؤدي للإصابة ببعض المضاعفات، ومن أهمها:

• الإصابة بالبواسير: حيث يضيق المجرى الشرجي ويسبب آلاما مبرحة عند التغوط.

• الإصابة بالصداع.

• حدوث فتق بالشرج (المستقيم): حيث يسبب الإمساك شقوقا في الشرج تكون موضعا لدخول الجراثيم ومن ثم الالتهاب.

• مضاعفات بسبب المعالجة غير الصحيحة للإمساك، فمثلا الاستخدام الطويل للعقاقير الملينة والمسهلة ربما يؤدي إلى نقص مستوى البوتاسيوم في الدم وتلف نهايات الأعصاب في القولون.

• الاضطرابات الهضمية، والتي تظهر بتناقص الشهية للطعام، وانتفاخ في البطن، وكثرة الغازات التي تؤثر على نفسية المصاب وتشعره بالحاجة الدائمة لدخول المرحاض.

• الإصابة بدوالي الصفن (في الخصية) عند الذكور، وذلك بسبب ارتفاع الضغط الداخلي للجوف (البطن).

• ضيق النفس وآلام عصبية ودوار، فقد يسبب الإمساك هذا الضيق، كما أنه قد يكون سببا في احتقان الكبد والتهاب المرارة.

• الإصابة بالأكزيما والحكة الشديدة، كما أنه قد يكون سببا في ظهور حب الشباب.

• التشنج المعوي، نتيجة لاستعمال الملينات لمكافحة الإمساك لفترة طويلة.

• حدة الطبع وسرعة الغضب والتشاؤم، والأرق وكثرة الكوابيس أثناء النوم والأحلام المزعجة.

علاج الإمساك

في حالة الإصابة بالإمساك يجب مراجعة الطبيب لعمل الاختبارات اللازمة لاكتشاف السبب المؤدي للإصابة بالإمساك وعلاجه بالطرق الصحيحة، ويختلف العلاج حسب المسبب للحالة وأعراضها، ويمكن حصر سبل العلاج بالتالي:

• العلاج الغذائي ويشمل:

1. الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل: الفاكهة الطازجة أو المجففة مثل التين، المشمش والبرقوق، والخضراوات المطبوخة أو الطازجة والتي تحتوي على نسبة عالية من الألياف مثل الخبز الأسمر والأرز الأسمر.

2. الإكثار من شرب السوائل وخاصة الماء، يجب شرب حوالي (1ـ2 لتر يوميا) أو ما يعادل ثمانية أكواب من الماء في اليوم الواحد.

• ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم والبعد عن الخمول.

• المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية حتى لو لم يكن هناك رغبة للتبرز، ويجب الاستجابة للرغبة في التبرز فورا وعدم كبحها.

• العلاج النفسي: حيث إن تجنب الضغط والتوتر المستمرين له أكبر الأثر في علاج الإمساك.

• العلاج الدوائي:

هناك العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج الإمساك وأهمها:

• الملينات أو المسهلات والتي يجب أن تستخدم تحت الإشراف الطبي، كما يجب أن تكون هي الملاذ الأخير حتى لا يعتاد المصاب على استخدامها، حيث تعمل على زيادة الانقباضات في الأمعاء ومن ثم طرد البراز، ويمكن تقسيم الملينات والمسهلات إلى:

1. ملينات لزيادة الكتلة والحجم: يمكن استعمال هذا النوع من الملينات لفترات طويلة وبأمان، ويمكن زيادة الجرعة بالتدريج مع تناول كميات إضافية من السوائل إلى أن يتم تكوين حجم وكتلة وليونة مناسبة للبراز.

2. ملينات مبللة: حيث تسمح هذه الملينات بالدخول إلى كتلة البراز لتلينه ولزيادة كتلته المائية، وهذه الزيادة في الكتلة تحفز حركة الأمعاء والبراز اللين.

3. مسهلات ارتشاحية، ومسهلات مفرزة منبهة، وتستخدم لبعض إجراءات الأمعاء التشخيصية، وننوه مرة أخرى إلى أن هذه الملينات بالذات لا يجب أن تستعمل إلا تحت الإشراف الطبي ولفترة قصيرة من الزمن حتى لا تعتاد عليها أمعاء المريض فتتفاقم مشكلة الإمساك لديه بدل أن تعالج.

• استخدام الحقن الشرجية.

• إجراء العمليات الجراحية لإزالة أي ورم أو انسداد في الأمعاء يعيق إخراج البراز.

وختاما يقول المثل "المعدة بيت الداء والحكمة رأس الدواء" مقولة إن عملنا بها جنبنا أنفسنا الإمساك وآلامه.