غضب القيادة.. حينما يهول الصائم الأحداث ويفتعل المشكلات

654
654
ديمة محبوبة عمان- في الشهر الكريم، تتملك الإنسان مشاعر التسامح والتآخي والعطاء والتفكير بالآخرين، وسط نفحات إيمانية وروحانية، غير أن هذه المشاعر قد تتلاشى بلحظة غضب بسيطة، تظهر تحديدا بوقت الازدحام المروري أو قيادة خاطئة من أحدهم وسط الشارع العام. ويعترف ميلاد القاسم بحالة الغضب التي تتملكه في هذا الشهر، رغم أنه شخص هادئ بطبعه، لكن أقل تصرف غير متوقع أو لا يسير كما توقعه، يجعله شعلة من الغضب، وتحديدا عند قيادة السيارة بعد فترة الظهيرة، وذلك يكون مصحوبا بصداع شديد وتوتر. ما يحدث معه جعله يراجع طبيبا ليكتشف أن السبب في هذه العصبية والانفعالات الشديدة انخفاض مستوى السكر في الدم. اختصاصي الطب العام د. مخلص مزاهرة، يؤكد أن الغضب هو حالة عاطفية تسيطر على الفرد ولها درجات يمكن أن تكون طبيعة بشرية يتسم بها الشخص، ويمكن أن تكون جراء حالة مرضية كارتفاع ضغط الدم أو انخفاض السكر في الدم أو التوتر. ويؤكد أن الغضب يواكبه آثار أخرى كزيادة ضربات القلب والتعرق وأحيانا يرتفع ضغط الدم مع رجفة في الجسم وتحديدا بالأطراف من شدة الغضب وحدته، لافتا إلى أن الشخص الغاضب لا يمكن أن يفكر بواقعية بل يهول الحدث وكل شيء يستثيره ويزيد من غضبه. ووفق مزاهرة، فإن معظم حالات الغضب في شهر رمضان، وخصوصا للأشخاص الذين في العادة لا يغضبون بسرعة، عائد لما يحدث في جسده من تغيرات. سلوكيات عصبية يمارسها صائمون بذريعة تأثير الجوع والعطش اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يؤكد أن الغضب يحمل آثارا سلبية على المجتمع وعلى الفرد صحيا ونفسيا وله تبعات كثيرة، فهو يؤثر على العلاقات الاجتماعية، مبينا أن هنالك شجارات أثناء القيادة بدأت لأسباب لا تذكر وكلفت الأشخاص ثمنا باهظا وأحيانا تسببت بخسارات وموت وفقدان. ويوضح مطارنة أن المبالغة في الغضب والتصرف الناتج عنه يؤثر كثيرا في حياة الفرد، لافتا إلى ضرورة أن يسيطر الإنسان على مشاعره أثناء الصيام بعيدا عن المشاجرات أو الأعصاب المشدودة. وقد تزداد وتيرة الغضب بسبب الانقطاع عن تناول الطعام أو شرب المياه وبعض الجفاف الذي يصيب الجسم، ما قد يؤدي لغياب التركيز والتوتر وبالتالي الغضب مع ضغوط الحياة اليومية وغيرها من الأسباب، إلا أن على الفرد، وفق مطارنة، أن يتبع بعض الطرق التي من الممكن أن تخفف حدة المزاج السيئ وأهمها أخذ قسط كاف من النوم. كذلك، محاولة السيطرة على المشاعر والأفكار السلبية والعمل على تحديد الأولويات، فمثلا الأم العاملة التي تخرج من بيتها للعمل عند عودتها تكون لديها الكثير من الالتزامات، كالتفكير بالأبناء ودراستهم والتحضير للإفطار الرمضاني وكذلك ما يترتب بعدها من مسؤوليات اجتماعية يرافقها التعب. لذلك، من الضرورة أخذ قسط من الراحة ليستطيع الفرد تجديد طاقته سواء في العمل أو أثناء القيادة أو في البيت. ومن الضروري تناول الطعام الصحي في وجبتي الإفطار والسحور وأن تكون وجبات الفرد متوازنة وصحية، كذلك ممارسة رياضة المشي بما يساعد على التخلص من الطاقات السلبية، وشرب كمية كبيرة من الماء بين الوجبات لحماية الجسد من الجفاف. معظم الحالات العصبية التي تحدث تكون أثناء القيادة مع ازدحامات الشوارع، لذلك على كل شخص أن يضبط نفسه، ويتجاوز عن الأخطاء الصغيرة، وألا يجعل نفسه فريسة للغضب الذي قد يوقعه بمشاكل لا يحمد عقباها. وأخيرا، ينصح مطارنة بتناول الغذاء الصحي والراحة ومحاولة تغيير طريقة التفكير والاستفادة من رمضان؛ شهر البركة والرحمة والتسامح وكسب الأجر.اضافة اعلان