الغور الشمالي: تقليم الحمضيات مصدر دخل وحطب لأسر معوزة

شاب يقلم شجرة حمضيات في الغور الشمالي-(الغد)
شاب يقلم شجرة حمضيات في الغور الشمالي-(الغد)
علا عبد اللطيف الغور الشمالي - مع نهاية موسم قطاف ثمار الحمضيات، يبدأ موسم تقليم الأشجار في مناطق وادي الأردن، والذي يعد مصدر دخل مهم للعديد من العاملين في القطاع الزراعي وفرصة للحصول على الحطب للأسر المعوزة لمواجهة برد الشتاء. وتتم عملية التقليم ضمن مواعيد محددة وتعتمد على أسس علمية، يكتسبها العاملون في هذا المجال من خلال خبرات متراكمة عبر العمل الزراعي المتواصل. ويطالب العديد من المزارعين في اللواء بتوفير دورات تدريبية تسهم في تدريب الشباب على عمليات التقليم المثلى، دون إلحاق أي ضرر بالموسم الزراعي المقبل، مقتنعين أن مثل هذه الدورات التدريبية من شأنها خلق فرص عمل في اللواء، وخصوصا أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا، جراء غياب المشاريع الاستثمارية فيه. ويؤكد مهتمون بالعمل الزراعي في اللواء، أن التقليم مهنة موسمية مدرة للدخل، لاسيما بعد ارتفاع أجرة الأيدي العاملة، في ظل جائحة كورونا، فضلا عن توفيرها فرص عمل لشريحة واسعة من سكان مناطق اللواء طوال 3 أشهر كاملة هي فترة التقليم، والتجهيز لموسم جديد. وتعد مخلفات عملية التقليم مصدر رزق للعديد من الأسر الفقيرة التي تعتمد على جمعها وهي عبارة عن اغصان لتحطيبها واستخدامها في فصل الشتاء وبيع الفائض عن الحاجة. ويقول الثلاثيني محمد الفواز من سكان اللواء، الذي يحرص على العمل في مجال التقليم في منطقة الشيخ حسين، إنه يحصل على اجرة يومية تقدر بحوالي 20 دينارا، ما يساهده على تخفيف الضغط المالي وتوفير احتياجات اسرته، وخصوصا ان جائحة كورونا والإغلاقات التي شهدتها الأسواق كرست انتشار الفقر والبطالة في اللواء. وأكد أن للتقليم أهميته الزراعية في توفير فرص عمل للشبان ولأصحاب المناشير الآلية وتجار الحطب، مشيرا إلى أن الكثير من الآباء يحرصون على تعليم أبنائهم هذه المهنة للعمل الموسمي في مزارع الحمضيات، خاصة وان أجور التقليم قد تحسنت خلال السنوات الأخيرة وبات العمل في هذا المجال أمرا مجديا. علي البشتاوي من منطقة المنشية، ويمتلك منشارا آليا لتقطيع الأخشاب، يقول إن موسم التقليم يمنحه فرصا إضافية للعمل، ويسهم بإنعاش مهنته، مشيرا إلى أن عمله كان سابقا يقتصر على تقطيع الحطب ضمن نطاق محدود جدا. وبين أن ذروة عمله تبدأ مع بداية شهر كانون الثاني(يناير) وتنتهي نهاية آذار (مارس)، مشيرا الى وجود إقبال كبير على اقتناء حطب الحمضيات من الأهالي، ما ساعده في تحقيق المزيد من الأرباح. ويؤكد المزارع ماهر العلي صاحب مزرعة حمضيات، أن بيع مخلفات التقليم من الحطب، أصبح يدر عليه أرباحا كبيرة، وان شجرة الليمون وما تحتاجه من عناية طوال الموسم توفر فرصة عمل للعديد من الشبان وتحقق دخلا جيدا لهم وخاصة العمل في مهنة تقليم الأشجار وجمع الأغصان المقلمة. في ذات السياق، يؤكد مدير حراج زراعة لواء الغور الشمالي المهندس محمد النعيم، أن عملية التقليم السليمة للأشجار، تستهدف التخفيف من أغصان الشجرة، لمساعدتها على التهوية ووصول أشعة الشمس على نحو جيد إلى كل أنحائها، وإفساح المجال أمام الأغصان الفتية للنمو. ودعا إلى ضرورة التقليم سنويا وعلى نحو خفيف والابتعاد عن التقليم الجائر، الذي يجعل الشجرة تخسر جزءا كبيرا من الأغصان، وبالتالي حدوث ظاهرة "المعاومة"، بقلة الثمار في الموسم الذي يجري فيه التقليم، لافتا إلى أهمية وعي المزارعين بهذه الحقائق العلمية. وأضاف النعيم في حديثه أن الموعد الأمثل للتقليم، يبدأ بعد زوال خطر الصقيع، إذا كانت الأشجار ضمن المناطق الأشد برودة أو في الخريف، وبعد انتهاء موسم القطاف مباشرة بالنسبة للمناطق الدافئة. وأوضح أن هنالك أنواعا عديدة للتقليم، منها تقليم التربة أو تقليم الأشجار الفتية، أو تقليم الأشجار البالغة، وأخيرا تقليم التجديد أو تقليم الأشجار الهرمة. ويؤكد مصدر من مديرية الزراعة في لواء الغور الشمالي، أن وعي المزارع بأهمية التقليم، أسهم إلى حد كبير بتغيير المفاهيم الخاطئة حول التقليم، ما أعطى هذه المهنة أهمية خاصة، كونها توفر فائدة مشتركة للأشجار من جهة ووسيلة عيش موسمية مهمة من جهة أخرى، وخصوصا في المناطق النائية في لواء الغور الشمالي. جدير ذكره، أن زراعة الحمضيات تشكل حوالي90% من مجمل العمل الزراعي في اللواء الذي يعمل به غالبية السكان.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان