قبل أيام من التصفيات

يقف المنتخب الوطني لكرة القدم على بعد أيام من انطلاق التصفيات المزدوجة، المؤهلة إلى كأس العالم "قطر 2022" وكأس آسيا "الصين 2023"؛ حيث ستكون أولى المواجهات يوم الخميس 5 أيلول (سبتمبر) المقبل، بلقاء منتخب الصين تايبيه على أرض الأخير. من البديهي القول إن الوصول إلى كأس آسيا للمرة الخامسة في تاريخ الكرة الأردنية، يعد أمرا ممكنا للغاية في ظل وجود محاولتين؛ أولاهما "التصفيات المزدوجة" ومن ثم تصفيات أخرى إن لم يتحقق الهدف في المحاولة الأولى، لكن الأكثر أهمية بالنسبة لجماهير الكرة الأردنية، هو التأهل مباشرة إلى كأس آسيا، من بين 12 منتخبا ستنتقل أيضا الى المرحلة التالية من تصفيات المونديال. بعد الإخفاق في "غرب آسيا" عقب خسارة أمام البحرين 0-1 وتعادل مع الكويت 1-1 وفوز على رديف السعودية 3-0، ازداد قلق المتابعين، وحدث "اشتباك كلامي" بين المدير الفني فيتال بوركلمانز وبعض وسائل الإعلام، على خلفية تصريحات يلقي فيها المدرب البلجيكي باللوم على الأندية، ويحملها مسؤولية تراجع الروح المعنوية للاعبين، وربطها بوجود إشكاليات مالية حقيقية بين الأندية واللاعبين من جهة، وبين الأندية واتحاد كرة القدم من جهة أخرى. ما يهم هو أن يدخل المنتخب رحلة التصفيات الآسيوية وهو جاهز على مختلف الصعد قولا وفعلا.. لا أحد يقبل أو ينتظر من الجهاز واللاعبين أقل من الانتقال الى المرحلة التالية من تصفيات كأس العالم، والمنافسة بقوة على إحدى بطاقات التأهل الى مونديال قطر.. إنه حلم جميل لا يتحقق بالتصريحات والتمنيات، بل يتحقق رغم صعوبته البالغة، بالعمل الدؤوب وتضافر الجهود وتناغمها، بحيث يفضي الأمر الى ما تصبو اليه الجماهير. لا بأس أن يستفيد البلجيكي فيتال من تجربة سلفه ومواطنه بول أو باول بوت، الذي لم يكمل رحلة التصفيات المزدوجة السابقة، ولم يستطع المنتخب بلوغ نهائيات آسيا مباشرة أو الاستمرار في تصفيات المونديال، رغم أنه فعل الصعب المتمثل بالفوز على أستراليا في عمان، لكنه فقد 5 نقاط مهمة أمام قيرغزستان، كانت كفيلة بأن لا يكون "النشامى" من بين 12 منتخبا واصلت مشوارها في تصفيات كأس العالم آنذاك. اليوم يجد "النشامى" نفسه في مجموعة تضمه مع المنتخب الأسترالي أيضا، الى جانب منتخبات الصين تايبيه والكويت ونيبال، ما يعني أن الفرصة الحقيقية للمنتخب الوطني تكمن في المنافسة على 4 أو 5 مقاعد ستمنح للمنتخبات أصحاب المركز الثاني في المجموعات الثماني، الأمر الذي يتطلب منه عدم التفريط بأي نقطة مع المنتخبات التي تنافسه بشكل كبير. لا بد من إغلاق الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة في العلاقة بين المدرب والإعلام، وتحضير المنتخب من مختلف الجوانب، لأن المرحلة المقبلة زاخرة بالتحديات، وتحتاج الى وقفة جماعية صادقة.اضافة اعلان