متلازمة ستيفينز جونسون: أعراضها وعلاجها

من طرق تشخيص متلازمة جونسون أخذ عينة نسيجية من الجلد وفحصها تحت المجهر -(أرشيفية)
من طرق تشخيص متلازمة جونسون أخذ عينة نسيجية من الجلد وفحصها تحت المجهر -(أرشيفية)

عمان- تعرف متلازمة ستيفينز جونسون "Stevens-Johnson syndrome" بأنها اضطراب شديد ونادر يؤدي إلى حدوث ردود أفعال تحسسية قوية في الجلد والأغشية المخاطية تجاه دواء أو التهاب ما.‎‏ اضافة اعلان
وعادة ما يبدأ هذا الاضطراب بالظهور على شكل أعراض مشابهة للإنفلونزا، من ضمنها ارتفاع درجات الحرارة وألم في الحلق وسعال وحرقة في العينين، ويلي هذه الأعراض ظهور طفح جلدي على الوجه والجذع، كما وينتشر إلى أماكن أخرى في الجسم. ويذكر أن هذا الطفح قد يتحول إلى نفطات.
هذا ما ذكره موقعا www.mayoclinic.com وskinAssn.org اللذان أشارا إلى أن هذه المتلازمة تعد حالة طبية طارئة تستلزم الرعاية الطبية الفورية، خصوصا إن أدت إلى أعراض معينة، من ضمنها الألم الجلدي غير المبرر وانتفاخ الوجه وظهور النفطات على الجلد والأغشية المخاطية. وغالبا ما تستلزم إبقاء المريض في المستشفى لفترة ما في وحدة العناية المركزة أو وحدة الحروق. أما عن العلاج، فهو يستهدف إزالة السبب المؤدي إلى المتلازمة، فضلا عن السيطرة على الأعراض ومنع أو التقليل من حدوث المضاعفات، فإن تبين للطبيب أن المتلازمة نتجت عن استخدام دواء ما، فعندها يجب إيقاف ذلك الدواء بشكل دائم وتجنب استخدام الأدوية المشابهة له، ويذكر أن شفاء هذه المتلازمة يتطلب أسابيع إلى أشهر، وذلك بناء على شدة الحالة.
 وتتضمن أعراض هذه المتلازمة ما يلي:
- انتفاخ الوجه واللسان.
- طفح جلدي أحمر أو بنفسجي اللون، وعادة ما ينتشر هذا الطفح خلال ساعات إلى أيام من حدوث مسببه.
- ألم جلدي.
- نفطات على الجلد والأغشية المخاطية، خصوصا داخل الفم.
-‏ تقشر الطبقة العليا من الجلد.
أما عن مضاعفات هذه المتلازمة، فتتضمن‎ ‎التهاب السحايا وتعفن الدم‎ ‎ومشاكل في العينين وأذى للأعضاء الجسدية، كالرئتين والقلب والكليتين، فضلا عن إلحاق أضرار قد تكون دائمة في الجلد، فعندما يعود الجلد للنشوء بعد ما سببته له هذه المتلازمة من أضرار، فقد تظهر عليه نتوءات، كما وقد يكون لونه مختلفا عن لون الجلد غير المصاب، فضلا عن ذلك، فإن الشعر قد يتساقط عن الجلد وقد تتضرر الأظافر أيضا.
أما عن السبب المحدد وراء هذه المتلازمة، فهو عادة ما يكون رد فعل تحسسي تجاه دواء أو التهاب أو مرض ما كما يلي:
- الأسباب الدوائية: تعد الأدوية أكثر أسباب هذه المتلازمة شيوعا. وتتضمن الأدوية التي عادة ما تسببها أدوية النقرس، كالألوبيورينول؛ ومضادات الاختلاج، كالتيغريتول؛ والمسكنات من فئة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية؛ ومجموعة البنسلين.
- الأسباب الالتهابية: وتتضمن الحلأ (الهيربيس)‎ ‎وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV ) والإنفلونزا والخناق (الديفثيريا) وحمى التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي.
- أسباب أخرى: قد تنتج هذه المتلازمة في بعض الأحيان عن محفزات معينة، كالتعرض للإشعاع أو للأشعة فوق البنفسجية.
ويذكر أيضا أنها قد تصيب البعض بدون سبب معروف.
أما عن تشخيصها، فهو عادة ما لا يستلزم سوى الفحص السريري والاطلاع على التاريخ الطبي للمصاب، كما قد تؤخذ عينة نسيجية من الجلد وتفحص تحت المجهر (المايكروسكوب) لإثبات التشخيص.
ويذكر أن الخطوة الأولى والأهم في العلاج هي إيقاف أي دواء من المشتبه أن يكون مسببا للمتلازمة. كما يجب الحصول على الرعاية الداعمة، والتي تتضمن الحصول على الكثير من السوائل ورعاية العينين، فضلا عن تلطيف الجلد المصاب، وذلك حسب إرشادات الطبيب.
أما عن الأدوية، فهي عادة ما تتضمن المسكنات، وذلك للتخفيف مما يصاحب المتلازمة من ألم وعدم راحة؛ ومضادات الهيستامين، وذلك لإزالة الحكة؛ والمضادات الحيوية، وذلك لعلاج الالتهابات إن وجدت؛ والستيرويدات الموضعية، وذلك لعلاج تهيج البشرة.
ويذكر أن المريض قد يعطى أيضا واحدا من علاجين اثنين يجري اختبارهما في علاج المتلازمة، وهما الستيرويدات القشرية التي تعطى عبر الوريد، حيث إنها تقلل من شدة أعراض المتلازمة وتسرع في عملية شفائها لدى البالغين إن أعطيت حلال اليوم الأول أو الثاني من بدء ظهور الأعراض، إلا أنه لا ينصح بإعطائها للأطفال كونها تزيد من احتمالية تعرضهم للمضاعفات.
أما العلاج الثاني، فهو الغلوبيولينات المناعية، والتي تعطى أيضا عبر الوريد. ويحتوي هذا العلاج على أجسام مضادة تساعد جهاز المناعة على إيقاف سير المتلازمة.
وفي بعض الحالات، قد يلزم ترقيع جلد المصاب، وذلك إن كانت المنطقة المتأثرة واسعة. وتستخدم في الترقيع قطع جلدية من أماكن أخرى في الجسم أو جلد صناعي، ويذكر أنه من النادر أن يحتاج مصابو هذه المتلازمة إلى هذا العلاج، إذ إن الجلد عادة ما يعاود النمو بعد إزالة السبب المؤدي للمتلازمة.
فعلى من أصيبو بهذه المتلازمة نتيجة للأدوية معرفة الدواء الذي سببها ومعرفة مشتقاته والأدوية المشابهة له وإعلام أي طبيب أو صيدلاني يزورونه بها، وذلك تجنبا لمعاودة إثارة الأعراض من جديد.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
[email protected]