وفد عسكري حمساوي يبحث بالقاهرة التهدئة والأسرى والمصالحة

القيادي في فتح عزام الأحمد (إلى اليمين) وصالح العاروري من حماس، وهما يوقعان اتفاق مصالحة في العام 2017 - (ا ف ب)
القيادي في فتح عزام الأحمد (إلى اليمين) وصالح العاروري من حماس، وهما يوقعان اتفاق مصالحة في العام 2017 - (ا ف ب)
نادية سعد الدين عمان - بدأت مباحثات وفدي حركتي "فتح" و"حماس" مع المسؤولين المصريين، أمس في القاهرة، حول سبل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، الممتد منذ العام 2007، وتشكيل حكومة الوحدة، وذلك تمهيدا لانطلاق الحوار الوطني الشامل بداية الأسبوع المقبل. الحوار، الذي يجمع الفصائل الفلسطينية المنضوية في إطار منظمة التحرير وأخرى من خارجها، يهدف إلى تحقيق الوحدة الوطنية، عبر معالجة الملفات الخلافية، لاسيما فيما يخص ملفي تشكيل الحكومة وإعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، سبيلا لإنهاء الانقسام. ويدور النقاش حالياً حول ما تراه حركة "فتح" ضرورياً في المرحلة الراهنة بأولوية تشكيل حكومة وحدة وطنية يُناط بها مهام توحيد المؤسسات، ومعالجة تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير ضد الشعب الفلسطيني ببعده الاقتصادي والاجتماعي، بإعادة إعمار قطاع غزة وفق أفق سياسي لضمان عدم تكرار العدوان وتدمر البنية الاقتصادية والاجتماعية والتحتية. كما يقع تحت مظلة مسؤولية حكومة الوحدة، وفق "فتح"، التجهيز لمرحلة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، في حال تقرر إجرائها عبر كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، وهو الأمر الذي ترفضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي. في المقابل، ترى وجهة النظر المقابلة، التي تتبناها حركة "حماس"، أهمية إعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، بما يضمن دخول الحركة إلى جانب حركة "الجهاد الإسلامي" في إطارها، بوصفها خطوة ضرورية لإنهاء الانقسام الكفيل بمعالجة القضايا الخلافية الأخرى، من أجل ترتيب البيت الفلسطيني في مواجهة عدوان الاحتلال. وتتجلى الرؤيتان في تصريحات الطرفين؛ فمن جانبها؛ قالت حركة "فتح" إن وفدها سيبحث "سُبل ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وإنهاء الانقسام"، فيما قالت "حماس" في بيان إن وفدها "وصل تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء حوارات في مختلف التطورات السياسية والميدانية، خصوصا في ظل معركة سيف القدس"، وهو الاسم الذي أطلقته "حماس" على المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في غزة. من جانبه؛ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، إن اجتماعات الفصائل الفلسطينية، في القاهرة، ستبني على ما تشكل من وحدة وطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير ضدّ الشعب الفلسطيني في القدس، وقطاع غزة، والوحدة التي تجلت عند عموم الشعب الفلسطيني. وأكد أهمية تحقيق "شراكة وطنية وسياسية حقيقية ما بين مكونات الشعب الفلسطيني، باستكمال الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، والحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، ومقبولة دوليا". وأشار مجدلاني إلى أن القضية الفلسطينية أعيد الاعتبار لها، وصارت على الأجندة الدولية، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية فرضت نفسها على الأجندة الأميركية، فضلا عن حجم التعاطف الدولي غير المسبوق على المستوى الشعبي، ووجود حاضنة شعبية للمقاومة، بما يتطلب البناء عليه من أجل فتح أفق سياسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وبالتوازي مع مناقشات ملف المصالحة؛ تتواصل الجهود المصرية الحثيثة مع "حماس"، من خلال وفدها العسكري الموجود حاليا في القاهرة، بالإضافة إلى الجهود المستمرة مع سلطات الاحتلال، لتثبيت سريان وقف إطلاق النار تمهيداً للوصول إلى تهدئة شاملة تشمل سائر أرجاء الوطن الفلسطيني المحتل، بما يسمح بإنهاء ملف الأسرى بين الطرفين، وفتح المجال أمام مساعي إحياء عملية السلام. غير أن تلك القضية إشكالية بسبب محاولات الاحتلال الربط بين ملف الأسرى والجنود المفقودين بإعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما ترفضه "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، إنه يأمل أن تتوج اللقاءات التي تجرى في القاهرة بين الفصائل بالنجاح، "لطي صفحة الانقسام وإغاثة أهالي قطاع غزة، والبناء على ما حققه الشعب الفلسطيني من تضامن دولي، بما يعزز الوحدة الوطنية التي هي صمام الأمان". وأكد أن حكومته ستنفذ عملية إعادة إعمار القطاع وبدأت فعلاً بعملية حصر الأضرار التي أصابت البنية التحتية، والمباني السكنية، والأبراج، إضافة إلى حصر الأضرار التي لحقت بجميع القطاعات، خصوصا الصحة، والكهرباء، والمرافق الاقتصادية والزراعية، ومؤسسات الحكم المحلي. وأشار إلى أنه "سيتم تشكيل فريق من الوزراء والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمتابعة عملية إعادة الإعمار، وتم الاتفاق مع جميع دول العالم على أن إعادة الإعمار ستتم من خلال الحكومة الفلسطينية". وكانت مصر قد وجهت الدعوات إلى الفصائل الفلسطينية من أجل إجراء حوار شامل في القاهرة ينطلق السبت المقبل لمناقشة سبل إنجاز الوحدة الوطنية. ويرأس وفد "فتح" عضو اللجنة المركزية للحركة، اللواء جبريل الرجوب، ويضم عضوي "المركزية" أحمد حلس وروحي فتوح، بينما يرأس وفد "حماس" رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ويضم نائبه صالح العاروري، وأعضاء المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وعزت الرشق ومحمد نزال وروحي مشتهى وحسام بدران وزاهر جبارين.اضافة اعلان