حمزة نمرة يأخذ جمهوره لـ"حتة بعيدة" ويغني للإنسان بالمدرج الروماني

حمزة نمرة في حفل المدرج الروماني- (من المصدر)
حمزة نمرة في حفل المدرج الروماني- (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- باقة مزينة بأجمل الألوان الغنائية قدمها الفنان المصري حمزة نمرة لجمهوره "المحب" المتعطش للفن الذي يحاكي أحلام وتفاصيل وحكايا الشباب اليومية ومشاعرهم وتراثهم، وذلك على مسرح المدرج الروماني.اضافة اعلان
مساء أول من أمس الجمعة، ورغم بعض العراقيل والمحددات التي تفرضها قيود "كورونا" وإجراءاتها الروتينية، وانخفاض درجات الحرارة نسبياً، إلا أن ذلك لم يمنع محبي الفنان نمرة من التواجد في الحفل، ومشاركته الغناء، وخاصة أغاني ألبومه الأخير "مولود سنة 80"، والتي بدأ بها نمرة وصلته الغنائية.
وما أن شدا نمرة بصوته حتى بدأ الجمهور التفاعل معه، والبدء بطلب مجموعة من الأغاني التي يفضلونها، والتي وجدت تجاوبا لدى الفنان، فقدم تلك الأغاني بالتتابع، وعلى الرغم من حاجة طاقم العمل معه إلى تعديل بعض التعديلات على نظام الصوت، إلا أن نمرة لم يغادر المسرح بل بقي مع الجمهور وقدم مزيجا آخر من الموسيقى الحية التراثية، وتضمنت ألحانا من التراث الأردني بشكل خاص والعربي بالمجمل.
وبعد ذلك قدم نمرة أغنيته "تذكرتي رايح جاي"، التي تحاكي أوجاع الاغتراب والبحث عن الحياة وفرصها بعيدا عن الوطن، وخلال وصلته الغنائية تقدم بشكره وامتنانه لطاقم الفرقة الموسيقية التي ترافقه.
وشارك نمرة الفرقة الموسيقية بعزفه على آلة الجيتار، في العديد من الأغنيات، والذي زاد من تفاعل جمهوره بأغنياته الجميلة "رايح على فين" و"كان ناقصني".
وقدم نمرة أغنية "معقول" وتقول كلماتها، "معقول حابس نفسك دايما جوة التلفون مربوط جري أية مدة كبيرة عايش في جزيرة ولا المجنون طب ليه"، ومن ثم عرض على جمهوره تقديم أغنية "دبكة"، فوق الاختيار على أغنية "يا ظريف الطول".
وتعد هذه الأغنية ضمن مجموعة من الأغاني التراثية العربية التي يقدمها نمرة في غالبية حفلاته وألبوماته، حيث يحرص في كل مرة على اختيار إعادة غناء أغاني تراثية تمتاز بحفظ الجمهور لها وتعلقه بها لارتباطها بالأوطان والحنين للوطن، لذلك، يهتم بتقديم تلك الأغاني التراثية في كل حفل وفي كل مكان، كما قام بغناء "يا ظريف الطول" في شوارع أوروبا وتصويرها بطريقة الفيديو كليب ونشرها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ما زاد من انتشارها وحفظها من قبل الجمهور، حيث تتميز بالمحافظة على الكلمات التراثية واللحن، ولكن بتوزيع موسيقا متجددة يحميها من الاندثار.
وما أن بدأت الفرقة الموسيقية بتقدم بدايات لحن أغنية "فاضي شوية"، حتى تعالت الأصوات التي بدأت بترديد كلماتها، لما لهذه الأغنية من متابعة ومشاهدات تجاوزت عشرات الملايين، حيث تعتبر الأغنية الأكثر شهرة في ألبومه الأخير، وهي من كلمات خليل عز الدين، وألحان حمزة نمرة، وتوزيع كريم عبد الوهاب، وجيتار مصطفى أصلان.
هذا التفاعل الكبير من قبل الجمهور وطلب تكرار الأغنية دفع نمرة إلى إعادة الأغنية مرة أخرى بعد غنائها للتو، ولكن المرة الأخرى من خلال الموسيقى فقط وبناء الجمهور الذي قدم عرضا مميزا في غناء "فاضي شوية"، وهي من الأغاني التي يحفظها شريحة كبيرة من الجمهور ومن مختلف الأعمار.
وبعد الموسيقى التراثية، وجه نمرة حديثه للجمهور بأنه "يحب الأردن وشعبه وفنه التراثي لذلك سيغني من التراث الأردني خليط من المقاطع التراثية الأردنية"، وغنى "وساري ساري الليل، وأغنية يا طير يا طاير"، وحظيت هذه الوصلة بتفاعل كبير من الجمهور.
ولكن نمرة لم ينس باقي الدول العربية من غناء تراثها على المدرج الروماني في عمان، فغنى أغنية عراقية تراثية، وأغنية "يا ديرتي" الشهيرة، وهي من التراث السوري، ليظهر مدى تعلق نمرة بالتراث العربي، وبخاصة في بلاد الشام التي تشتهر بالأغاني التراثية ذات اللهجة السلسلة المفهومة والطابع القريب من الفن الملتزم الهادف.
بالإضافة إلى ذلك قدم نمرة مجموعة أخرى من أعماله الفنية التي رددها الجمهور معه، فقدم أغنية "إنسان" التي ألح الجمهور على طلبها، والتي تجمع في كلماتها معاني الإنسانية التي تزيل الفوارق البشرية في العالم وتجمع على المحبة والسلام وتقبل الآخر ومد يد العون بعيدا عن مختلف المسميات الإقليمية، كما قدم أغنية "استعيذوا" وهي إحدى اغاني ألبوم "مولود سنة 80".
وأصغى الجمهور لكلمات أغنية "داري" الشهيرة للفنان، فهي إحدى أعماله الفنية التي حظيت بمشاهدات عالية على اليوتيوب، بل ولجأ عدد من المغنين إلى عمل "كوفر" لها وإعادة تقديمها بعدة أصوات لما لها من حضور ومتابعات كبيرة، تبعها تقديم أغنية "احلم معايا" وغنى نمرة "لشريك العمر والحياة في الواقعة الأخيرة".
كما قدم الفنان أغنية باللهجة الأردنية بعنوان "يابا" موجهه للأب يخاطب فيها حنان الأبوة والشوق الدائم لوجود السند والحب الأبوي، وغنى نمرة للحب البريء الذي جسده في قصة خيالية واقعية في ذات الوقت بأغنية "القصة وإلي كان"، ثم عرج على إحدى أغانيه الموجهة لطلاب الجامعات والمدارس، وعاد مرة أخرى إلى أغاني الأوطان والحنين لها وغنى "بلدي يا بلدي أنا عاوز أروح بلدي" التي يظهر فيها حبه لوطنه الأم "مصر". وتميز حفل نمرة في المدرج الروماني بالتنظيم الجيد في الدخول والخروج من المسرح ومواقف السيارات، وتواجد الحضور داخل المسرح من الناحية التنظيمية والأمنية، ما أضاف بهجة وانسجاما في الحفل ما بين الجمهور والفنان والفرقة الموسيقية في ذات الوقت.
الحفل كان بتنظيم من شركة ألف باء للإنتاج الفني، والتي تُعد من الشركات التي لها باع في صناعة الإعلام وتقديم البرامج المختلفة والإعلامية، بالإضافة إلى أن الشركة تتميز بفريق متحمس لتقديم أفضل الإنتاجات البرامجية كما في تقديم برامج لقنوات "المملكة والجزيرة الوثائقية والتلفزيون العربي".

حمزة نمرة في حفل المدرج الروماني- (من المصدر)