خلوة كروية مستعجلة

خالد الخطاطبة- لماذا لا يكون هناك جلسة عصف ذهني وخلوة كروية مستعجلة، تجمع اتحاد الكرة وإدارات الأندية والمدربين، لمناقشة تداعيات الرعب الذي دب في القلوب بسبب كم الإصابات التي لحقت بلاعبي الأندية في الجولة الأولى من بطولة درع الاتحاد، بسبب إقامة المباريات على ملعب من العشب الصناعي، وبسب عدم جاهزية اللاعبين فنيا وبدنيا. الخلوة في هذا التوقيت تعتبر مطلبا ضرويا ومهما، وهي أهم بكثير من العديد من خلوات كرة القدم التي عقدت من دون داع في مناسبات سابقة في البحر الميت وفنادق عمان. في الساعات القليلة الماضية، وبعد مرور جولة على بطولة الدرع، سمعنا تذمرا وهواجس لإداريين ولاعبين ومدربين في أندية المحترفين، يجمعون على أن بطولة الدرع تنذر بجملة من الإصابات التي تهدد مستقبل الكثير من النجوم، بسبب البطولة ونظامها ومكان إقامتها وموعدها، ما يهدد أرزاق اللاعبين ومستقبلهم، بل وربما يضرب المنتخبات الوطنية في توقيت صعب يستعد فيه منتخب النشامى للمنافسة على كأس آسيا وبلوغ مونديال 2026. قبل انطلاق الدرع، الكل أجمع على أن التوقيت والمكان ونظام البطولة لا يخدمون الأندية ولا الكرة الأردنية، وبالرغم من ذلك أصر اتحاد الكرة على رأيه ونفذ مخططاته بإقامة البطولة، بعد أن ضرب بآراء المعنيين عرض الحائط، معتبرا أن رأيه هو الأكثر صوابا، لتأتي إصابات الجولة الأولى وتؤكد صحة آراء الأندية. يبدو أن اتحاد الكرة لا يعرف المثل الشعبي القائل «إذا إثنين قالوا راسك مش عليك اتحسسه».. كل أركان الكرة الأردنية، قالوا للاتحاد: «إن نظام البطولة لا يخدم وأن الملعب ليس ملائما، وأن توقيت البطولة غير مناسب بعد فترة انقطاع طويلة، وأن الإصابات ستفتك باللاعبين، وبالرغم من ذلك مضى الاتحاد في مخططاته، وكأنه في قارب والأندية في قارب آخر، رغم أن الإثنين في قارب واحد والغريق سيكون الكرة الأردنية. لنفترض جدلا أن رأي الاتحاد هو الأكثر صوابا، ألم يكن من المفترض أن يجتمع الاتحاد بالمدربين والإداريين في خلوة، يستمع فيها لوجهة نظرهم، ويثبت لهم أن رأيه هو الأكثر صوابا؟!. ربما لو أنصت الاتحاد لآراء الأندية واللاعبين والمدربين، لبدل موقفه، وحتى لو لم يبدل موقفه، فإن مثل هذه الحوارات تذيب الجليد في علاقة الطرفين، ويخرج جميع الأطراف راضين مهما كان الخلاف في وجهات النظر. بطولة الدرع تحمل اسم «المئوية»، ولا بد من إخراجها بشكل يليق بهذه المناسبة..أعتقد أن عقد خلوة كروية في هذا التوقيت بات ضرورة لمناقشة بطولة الدرع.. الأندية تستغيث واللاعبون يصرخون والتحكيم يعاني، والملعب يتمزق.. والضحية الكرة الأردنية!. المقال السابق للكاتب تساؤلات مشجع مستجد!اضافة اعلان